عندما تضيق نسبة التفاؤل بتشكيلة حكومية قريبة، تتزاحم الاخبار والتحليلات المتشائمة، وتتسيّد الموقف السياسي، وتصبح هي الحدث، وليس تشكيل الحكومة، ما يزيد في عوامل التأخير والعرقلة التي من شأنها زيادة الاحباط والبؤس لدى المواطن، اضافة الى خوف مبرر على الغد.
في جردة لهذه الأخبار والتحليلات والمواقف السلبية، يمكن تسجيل بعضها من حيث اهميتها وخطرها.
بعد العقوبات الأميركية الواسعة على ايران، والتظاهرات الشعبية المنددة بانهيار العملة الوطنية، وسوء الخدمات، وتصاعد القمع، بدأت الصحافة الغربية والعربية، وحتى الصحافة اللبنانية، تشير الى ان لبنان هو الساحة المتاحة امام طهران للردّ على العقوبات الأميركية، وعلى انسحاب مئات الشركات الغربية من ايران، والمجال المتاح هو الجبهة الجنوبية مع اسرائيل، وعرقلة تشكيل الحكومة.
الخبر المقلق الثاني الذي تردد في الاعلام منذ يومين، هو التساؤل عن مدى امكانية الرئيس المكلّف سعد الحريري في منع احراجه لاخراجه بما سوف يؤدّي الى انفجار سياسي، لا تعرف عواقبه.
الثالث، الذي تصدّر نشرات الاخبار في التلفزيونات والاذاعات والصحف، هو ان شهر العسل بين الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية ميشال عون، قد انتهى، والايام المقبلة ستشهد تأزماً متصاعداً.
الرابع، الخبر الجازم الصادر عن زوّار لقصر بعبدا، بأن لا حقيبة سيادية لحزب القوات اللبنانية، ولا منصب نيابة رئيس الحكومة، ولا يحقّ له اكثر من ثلاثة وزراء.
الخامس، تصريح الوزير السابق في تيار المردة، يوسف سعادة، بأن لا حكومة يمكن ان تبصر النور، اذا لم ينل التجمّع الوطني حقيبة وزارية محددة لماروني، وحقيبة ثانية لنائب سنّي.
في هذه الأثناء يسجّل انفتاح من سعد الحريري على رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، عبّر عنه في حضور نواب من تيار المستقبل يوم الاربعاء في عين التينة، وبزيارة للحريري امس الى «حلاّل المشاكل» الرئيس بري.
* * * *
عدد من النواب المتشائمين الذين لا يرون حكومة جديدة قريباً، ينشطون لاقناع برّي بعقد جلسات نيابية لتشريع الضرورة، بوجود عدد كبير من مشاريع القوانين الضرورية لاستكمال نشاط الدولة، على قاعدة ان يكون مجلس النواب المنتخب من الشعب البديل الطبيعي الموقت للحكومة المكتملة.
أسبوع جديد يصل الى نهايته، فهل يكون وجه الأسبوع المقبل خيراً على لبنان واللبنانيين؟؟ قولوا انشاء الله.