تعتزم ماليزيا بيع يخت فاخر اشتراه رجل أعمال ماليزي هارب بأموال تم اختلاسها من صندوق التنمية الماليزي، وذلك لدى وصوله من إندونيسيا، التي آثرت تسليمه إلى الحكومة الماليزية، الأمر الذي أشاد به رئيس الوزراء مهاتير محمد، باعتبارها خطوة تعزز التحقيق في الفساد المتهم فيه سلفه نجيب عبد الرزاق.
وقال وزير المالية الماليزي ليم جوان إنج -في مؤتمر صحفي- أمس إن عوائد بيع هذا اليخت ستوجه لتعويض بعض الأموال المفقودة من صندوق التنمية الماليزي (1 إم دي بي).
ويخضع هذا الصندوق السيادي لتحقيق دولي، وذلك بعد اتهام رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق باختلاس نحو 4.5 مليارات دولار من هذا الصندوق، بما في ذلك تحويل ما يقرب من سبعمئة مليون دولار من إجمالي المبلغ إلى حسابه البنكي الشخصي.
وبرز اسم رجل الأعمال الماليزي لو تايك جهو مالك اليخت والمقرب من رئيس الوزراء السابق في هذه التحقيقات، وذلك على خلفية ورود تقارير تفيد بأنه اشترى هذا اليخت الفاخر باستخدام أموال تم تحويلها من صندوق التنمية الماليزي.
وقال ليم "نرغب فقط في استعادة أكبر قدر ممكن من الأموال من كل هذه المكاسب غير المشروعة، ومن كل هذه الأصول التي سرقت من الشعب الماليزي".
وقبل الشروع في إجراءات بيع اليخت، قال ليم إن المدعي العام تومي توماس "سيحرص على أن تكون جميع الأوراق سليمة، وفرض جميع الضوابط، وإن أمكن التأكد من القيام بعمل جرد صحيح للأصول الموجودة في الداخل".
وتقدر قيمة اليخت الفاخر "إيكوانيميتي" بنحو 250 مليون دولار، غير أن ليم قال إنه غير متأكد من حجم عائدات بيع اليخت، مضيفا "نريد الحصول على أفضل قيمة والحكومة تأمل بيعه بسعر أعلى".
قضية اليخت تعزز التحقيقات الجارية بشأن تهم الفساد الموجهة لعبد الرزاق (رويترز) |
تعاون إندونيسي
وفي وقت سابق أمس، شكر رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد السلطات الإندونيسية على" تعاونها الوثيق" مع ماليزيا في تسليم اليخت.
وفي مقطع فيديو تم بثه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال مهاتير -الذي يقوم حاليا بجولة في اليابان- "نعتقد بأن هذا اليخت ملك للحكومة الماليزية، لأنه تم شراؤه بأموال ماليزية من جانب أطراف بعينها".
وأضاف "إذا كانت أية أطراف تزعم أن اليخت ملكها، فإن لهم مطلق الحرية في تقديم الدليل على أن اليخت ملك لهم، ولكن وفقا للتحقيقات التي أجرتها وزارة العدل بالولايات المتحدة، تبين أنه تم شراء اليخت بأموال من الصندوق".
واعترضت السلطات الإندونيسية اليخت في جزيرة بالي الإندونيسية في فبراير/شباط الماضي، بناء على طلب من السلطات الأميركية في إطار تحقيق تجريه وزارة العدل الأمير كية بشأن الصندوق الماليزي.
إلا أن محكمة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا قضت في أبريل/نيسان الماضي بأن احتجاز اليخت "كان أمرا خاطئا"، وجرى الإفراج عنه، إلا أنه تم منعه من مغادرة ميناء تانجونج بينوا.
وفي يوليو/تموز الماضي سيطرت الشرطة الإندونيسية على اليخت مرة أخرى بعد طلب رسمي من الولايات المتحدة، وذلك قبل الموافقة على تسليمه للسلطات الماليزية.
يذكر أن ماليزيا وإندونيسيا تربطهما علاقات قوية، وحرص مهاتير محمد على أن يستهل أول جولة رسمية له في المنطقة بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة بزيارة إندونيسيا في يونيو/حزيران الماضي.