تواجه عدة دول في جنوب غرب أوروبا موجة حرّ قياسية بسبب الهواء الساخن القادم من أفريقيا، ويتوقع خبراء أن تلامس درجات الحرار عتبة الخمسين مئوية، بينما تقترب في شمال أوروبا من الثلاثين، بعد أن سجل هذا الصيف أعلى المعدلات منذ قرنين ونصف.
ومع تدفق ملايين الأوروبيين إلى الشواطئ، حذر خبراء الأحوال الجوية من احتمال ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة لتتراوح بين 48 و50 درجة مئوية في إسبانيا والبرتغال، في أعلى موجة حرارة منذ 2003.
وستظل درجات الحرارة في الكثير من مناطق إسبانيا والبرتغال فوق 40 درجة مئوية حتى يوم الأحد على الأرجح، وقد يرفع هذا درجات الحرارة إلى أكثر من المستوى القياسي الذي سجلته أثينا عام 1977 عندما بلغت 48 درجة.
وتسببت درجات الحرارة هذه بوفاة شخصين في إسبانيا جراء الإصابة بضربة شمس هذا الأسبوع، أحدهما عامل على طريق سريع والثاني رجل عمره 78 عاما كان يعتني بحديقته.
شواطئ البرتغال تزدحم بالمصطافين الهاربين من الحر (الأوروبية) |
وفي الطرف الآخر من أوروبا، لا تزال درجات الحرارة مرتفعة بصورة غير مألوفة، ففي السويد تتراوح حول ثلاثين درجة مئوية بعد أن كان شهر يوليو/تموز الأكثر سخونة في هذا البلد الشمالي منذ أكثر من 250 عاما، كما اشتعلت عدة حرائق غابات في مناطق من البلاد.
ودرجة الحرارة نفسها تكررت في فنلندا المجاورة، حيث لا يمتلك معظم السكان أجهزة تكييف في منازلهم، لأن متوسط درجات الحرارة لا يزيد في العادة على 19 درجة.
وبين طرفي القارة، تتنوع أشكال المعاناة وإجراءات الحماية، ففي سويسرا يهرب سكان المدن إلى جبال الألب، وتمشط السلطات في زوريخ الجداول لإنقاذ الأسماك من الاختناق مع جفاف المياه، بينما سمح الجيش لجنوده بارتداء السراويل القصيرة والقمصان بدلا من الزي التقليدي.
وفي فرنسا، وُضعت 66 من 95 دائرة في حالة تأهب مع درجات حرارة تتراوح بين 30 و40 درجة، بينما تقترب المعدلات في النمسا من 40 درجة، كما تراجع إنتاج الأبقار الحلوب في إيطاليا بنسبة 15% جراء الحر الشديد.