أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عادت اليوم لمواصلة مهامها في هضبة الجولان المحتل، بعد مغادرتها إثر اشتداد النزاع في سوريا عام 2014.
وقال الجنرال سيرجي رودسكوي، من هيئة الأركان الروسية خلال مؤتمر صحفي، "إن قوات حفظ السلام الأممية قامت صباح اليوم بأولى دورياتها في المنطقة برفقة عناصر من القوات الروسية".
وأضاف أنه "بمجرد أن يستقر الوضع الأمني أكثر سيتم تسليم هذه المواقع لقوات الجيش السوري".
وتعد هذه أول مرة تشارك فيها قوات روسية، حليفة لنظام بشار الأسد، في دوريات مشتركة مع قوات حفظ السلام بالجولان المحتل.
وانتشرت قوات حفظ السلام الأممية بالمنطقة عام 1974 بعد أن سيطرت إسرائيل على هضبة الجولان عقب حرب يونيو/حزيران 1967.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أكد أمس أن الوضع في المنطقة عاد إلى ما كان عليه قبل ما سماها "الحرب الأهلية" في سوريا، وتوقع أن تصبح حدود هضبة الجولان أكثر هدوءا مع عودة قوات النظام السوري إلى الانتشار قرب خط وقف إطلاق النار بالجولان المحتل.
شروط ليبرمان
وأضاف أن إسرائيل لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية السورية إذا تم الالتزام بثلاث نقاط: المحافظة على اتفاق فك الاشتباك للعام 1974، وألا تصبح الأراضي السورية منصة لانطلاق القوات الإيرانية ضد إسرائيل، وألا تشكل معبرا لتهريب الأسلحة لصالح حزب الله اللبناني.
تصريحات ليبرمان تؤكد ما كان يتردد مؤخرا عن إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للنظام السوري عبر روسيا لاستعادة السيطرة على الجبهة الجنوبية الغربية من البلاد، وأعلن النظام الأربعاء الماضي أن قواته قاب قوسين أو أدنى من إحكام سيطرتها على كامل المناطق الحدودية في محافظتي القنيطرة ودرعا.
كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الشرطة العسكرية ستنتشر في منطقة فك الاشتباك بهضبة الجولان المحتل، وستقيم ثمانية مواقع للمراقبة لتجنب أي استفزازات محتملة هناك، على حد وصفها.
ووصفت الوزارة انتشار الشرطة العسكرية الروسية بهضبة الجولان بأنه يهدف إلى دعم قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة موجودة منذ عقود، وأضافت الوزارة أن المواقع الروسية الجديدة ستسلم إلى النظام السوري بمجرد استقرار الوضع.
ومنذ حرب يونيو/حزيران 1967 تحتل إسرائيل نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية، وأعلنت ضمها إليها عام 1981، في حين لا يزال نحو 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.