أعلن ناشطون أن السلطات السعودية اعتقلت ناشطات حقوقيات ليل أمس الثلاثاء، مما أثار موجة غضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنا مع إعراب المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن قلقها من استمرار اعتقال الناشطين.
وأضاف أن من بين المعتقلات الناشطة الحقوقية لكاتبة نسيمة السادة، والناشطة سمر بدوي.
وأثارت هذه الاعتقالات موجة احتجاج عبر تويتر، حيث علق رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي قائلا "حينما اعتقلت لجين وعزيزة وإيمان، وتوالت بعدهن الاعتقالات، كان البعض -في سياق التفكير حول ما يجري في البلد- يتساءل ما إذا كانت الاعتقالات ستمتد لأخريات بارزات مثل سمر بدوي ونسيمة السادة وغيرهن. وهذا تساؤل منطقي، فلماذا تأخر اعتقالهن المتوقع؟".
كما قال المغرد علي أميري من السعودية "لم يكن المصلحون في يوم أعداء لأوطانهم أبدا".
وتساءلت الدكتورة حصة الماضي في تغريدة قائلة هل اعتقال سمر بدوي ونسيمة السادة جاء لأنهما لم تكونا "مطبّلات" لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووالده؟
واعتبر المغرد عبد الله الزهوري أن "مسيرة الإصلاح السلمانية" ومظاهر عهد الانفتاح الجديد تستمر في اعتقال الأصوات النسائية المعتدلة لتقضي على آمال تحسين ملف حقوق المرأة المثقل بأنظمة وقوانين تستعبد المرأة وتبقيها في حالة قاصر أبدية، بحسب تعبيره.
أما مؤسس منظمة "كويت ووتش لحقوق الإنسان" نواف الهندال فقال "سمر بدوي يا صديقتي كوني كما عهدتك قوية بالحق وصابرة على الظلم. قريبا ستخرجين أنت والجميع بسلام. الله يحميكم قلوبنا ودعواتنا معكم في زنازينكم".
ومن البحرين، قالت مغردة تدعى نيرمي إن نسيمة السادة اعتقلت بعد أن ناصرت الكثيرين، وأصبحت بلا ناصر ولا معين غير الله، وأضافت "هكذا هو حال جميع الفئات في هذا البلد حتى المرأة لا تسلم. مخالفون لأحكام الإسلام إن ادعوا الحكم الإسلامي ومخالفون للأنظمة الإنسانية العالمية إن ادعوا بها".
تساؤل عن الإصلاحات
من جهة أخرى، أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقها من استمرار اعتقالات الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في السعودية، واعتبرت ما يجري دليلا على أنه لا إصلاحات حقيقية في السعودية في مجاليْ الحقوق المدنية والسياسية.
وقال الناشط الحقوقي السعودي سلطان العبدلي للجزيرة إن الإصلاح في السعودية لا ينبغي أن يُختزل في افتتاح صالة سينما أو حلبة مصارعة، بل يجب أن يكون بإتاحة حرية الرأي والتجمع والتظاهر، مؤكدا أن الاعتقالات الأخيرة طالت أيضا من وصفهم بالمطبلين للنظام.
من جانبه، قال الأكاديمي والباحث السياسي عماد الدين الجبوري إن تجاهل السلطات السعودية للتقارير الدولية التي تنتقد انتهاكات حقوق الإنسان، ليس في صالح المملكة.
وأضاف في لقاء مع الجزيرة أن السعودية يجب أن تفي بالتزاماتها العربية والدولية، تطبيقا للاتفاقيات التي وقعت عليها.