ونفى أن تكون لإيران علاقة بما يجري في اليمن، مؤكدا أن لدى الحوثيين صواريخ بالستية وبحرية تم تطويرها محليا.
وأضاف عبد السلام أن الباب لم يغلق أمام المسار السياسي، حيث وصل المبعوث الدولي مارتن غريفيث إلى صنعاء لاستئناف محادثاته مع الفرقاء، مؤكدا أن الحوثيين مستعدون للاتفاق مع الفرقاء دون تدخل خارجي.
عبد السلام: لدينا صواريخ بالستية وبحرية تم تطويرها محليا (الجزيرة) |
واعتبر الناطق باسم الحوثي أن رئاسة عبد ربه منصور هادي أصبحت من الماضي، لكنه قال إنه لا مانع لديهم من التحاور معه، كما أبدى استعداد جماعته لضمان سلامة الممرات البحرية الدولية.
ورأى عبد السلام أن "دول العدوان" تتعامل مع اليمن بالمنطق ذاته الذي تتعامل به مع قطر، وقال "لا نقبل منطق من يطلب منا مقاطعة إيران وهو يقيم علاقات معها".
وفي وقت سابق، أعلنت جماعة الحوثي أن طائرة مسيرة من طراز "صماد-3" قطعت مسافة 1500 كيلومتر حتى وصلت إلى مطار أبو ظبي واستهدفته بثلاث غارات، مضيفة أن "المرحلة المقبلة ستكون مرحلة استهداف البنى التحتية لدول العدوان".
في المقابل، نفى مسؤول إماراتي تعرض المطار للقصف، وقال لرويترز "العمليات في المطار تسير بشكل طبيعي".
وذكر مطار أبو ظبي في تغريدة "تؤكد مطارات أبو ظبي وقوع حادثة في مطار أبو ظبي الدولي تسببت فيها مركبة لنقل الإمدادات في ساحة المطار التابعة لمبنى المسافرين رقم 1 في الساعة الرابعة من مساء اليوم، والتي لم تؤثر على سير العمليات التشغيلية للمطار أو جدول الرحلات الجوية القادمة والمغادرة".
وأضاف المطار أن العمل جار مع السلطات المختصة لإعلان أي مستجدات حال توفرها.
وقال خبير الطيران المدني أليكس ماتشيراس في تغريدة إن العمليات في المطار لا تسير بشكل طبيعي، فهناك تأخير في عدة رحلات منذ وقوع الهجوم المزعوم، ولم تتم الإشارة إلى هجوم بطائرة مسيرة.
من جهة أخرى، قالت الأمم المتحدة إن التطورات الأخيرة المرتبطة باليمن تؤكد مدى الحاجة لإيجاد حل سياسي.
ويأتي ذلك بعد يوم من استهداف الحوثيين ناقلتي نفط بالصواريخ قبالة السواحل الغربية لليمن، مما دفع وزارة الطاقة السعودية لتعليق كل شحنات النفط عبر باب المندب بأثر فوري إلى أن تصبح الملاحة عبر المضيق آمنة.
تحليلات
وفي اتصال للجزيرة، قال الباحث اليمني خالد الآنسي إن الحرب التي شنها التحالف السعودي الإماراتي وإضعافه الشرعية منحا الحوثيين هذه القوة والاستمرارية، إلا أنه شكك في تصريحات عبد السلام عن استعدادهم لتقبل الحل السياسي لأنهم كرروا هذه الوعود مرارا وانقلبوا على التسوية التي وقعوا عليها.
أما مدير قسم الأبحاث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى باتريك كلاوسن فقال للجزيرة إنه من الصعب أن يناقش مجلس الأمن الدولي هذه التطورات ما دامت الإمارات تنفي وقوع هجوم.
وتوقع كلاوسن أن يغضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء تزايد نفوذ إيران (الداعمة للحوثيين) بالمنطقة، وأن يطالبه مساعدوه بزيادة العقوبات عليها وبالتنسيق مع الإمارات ضد الحوثيين، لكنه استبعد أن تشن واشنطن هجمات مباشرة ضدهم.
كما رأى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن استهداف ناقلتي النفط والمطار خلال 24 وبالتزامن مع جولة غريفيث هو بمثابة رسالة ترسلها جماعة الحوثي إلى خصومها، مفادها أنها قادرة على التأثير في مسار الأحداث وإحداث تغيير عسكري يمنحها امتيازات سياسية خلال أي مفاوضات.
أبو نوار: الخيار العسكري لن يحل الأزمة في اليمن (الجزيرة) |
واستبعد المحلل العسكري والإستراتيجي اللواء مأمون أبو نوار أن يتصاعد التوتر، معتبرا أن ما يجري يدخل تحت مسمى الحرب الوقائية، حيث تمارس إيران إستراتيجية الردع الدفاعي من خلال "الحرب غير المتكافئة".
وأضاف أن الوضع في اليمن يثبت أن الحوثيين أضعف من أن يحكموا البلاد وحدهم، ولكنهم أقوياء بما يكفي لرفض الهزيمة والاستسلام كما تطالبهم السعودية والإمارات، مؤكدا أن الخيار العسكري لن يحل الأزمة في اليمن.
وأوضح أبو نوار أن مطار أبو ظبي مزود بالرادارات لكن الطائرات المسيرة الصغيرة والبطيئة قد يصعب كشفها والتصدي لها، مضيفا أنه سبق اكتشاف ثماني طائرات مسيرة "انتحارية" في مأرب لدى الحوثيين، وهي قادرة على حمل متفجرات وتفجير نفسها في الهدف.
أما الباحث والمحلل السياسي اليمني المقيم في النرويج أحمد المؤيد فقال للجزيرة إن الطائرة التي قامت بالغارات ليست انتحارية، بل عادت إلى قواعدها، مضيفا أن ما جرى اليوم هو تنفيذ لتهديدات الحوثيين للإمارات لأنها استأنفت عمليتها في الحديدة.
وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي هدد في سبتمبر/أيلول الماضي بقوله إن الإمارات العربية المتحدة باتت في مرمى القدرة الصاروخية لجماعة الحوثي.