قضت محكمة العدل الدولية بارتكاب دولة الإمارات خروقا بحق القطريين وممتلكاتهم على أراضيها منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017، وطالبتها باتخاذ جملة من الإجراءات.
فقد أصدرت المحكمة قرارات ملزمة، منها: لمّ شمل الأسر المختلطة من القطريين والإماراتيين الذين انفصلوا عن بعضهم بسبب الإجراءات الإماراتية ضد القطريين، والسماح للطلبة القطريين باستكمال دراستهم في الجامعات الإماراتية بعد حرمانهم من ذلك، أو السماح لهم بالحصول على وثائقهم التعليمية إذا رغبوا في استكمال دراستهم في أماكن أخرى.
كما وجهت المحكمة للإمارات بالسماح للقطريين المتأثرين من الإجراءات الإماراتية بالدخول إلى أراضيها والوصول إلى محاكمها لحماية ممتلكاتهم وحقوقهم التي تأثرت بهذه الإجراءات منذ فرض الحصار.
وأشارت المحكمة قبل إصدارها هذه الأحكام إلى أن قطر عرضت التفاوض بشأن تطبيق اتفاقية مناهضة التمييز، لكن الإمارات لم تستجب لذلك.
ووجدت المحكمة أن الإجراءات التي اتخذتها الإمارات منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017 كانت تستهدف رعايا قطر دون سواهم، وهو ما يدخل ضمن التمييز العنصري.
وفي تعليقه على ذلك، اعتبر الخبير القانوني سعد جبار هذه الأحكام انتصارا قانونيا وأخلاقيا لقطر.
وتقدمت الدوحة في 11 يونيو/حزيران الماضي بدعوى أمام محكمة العدل الدولية، اتهمت فيها أبو ظبي بـ"ارتكاب تدابير تمييزية ضد القطريين، أدت إلى انتهاكات لحقوق الإنسان لا تزال قائمة حتى اليوم".
وقالت قطر في شكواها إن الإمارات العربية المتحدة حرمت الشركات والأفراد القطريين من ممتلكاتهم وودائعهم فيها، ورفضت حصولهم على حقوق أساسية في التعليم والعلاج والتقاضي في محاكمها.
كما أشارت الدعوى القطرية إلى طرد جميع القطريين من الإمارات ومنعهم من دخول أراضيها أو المرور عبرها، إضافة إلى إغلاق مكاتب شبكة الجزيرة الإعلامية لديها، وإغلاق مجالها الجوي وموانئها أمام قطر وشعبها.
وقامت الإمارات عقب اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران 2017 بطرد جماعي لكل القطريين فيها، وحظرت عليهم دخول أراضيها أو المرور عبرها. وبناء على ذلك تطالب قطر من خلال محكمة العدل الدولية أن "تعيد الإمارات إلى القطريين حقوقهم"، كما تطالب بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم.
ويستند الملف القطري إلى المعاهدة الدولية لإلغاء كل أشكال التمييز العنصري الموقعة عام 1965، والتي كانت من أولى الاتفاقيات الدولية بشأن حقوق الإنسان، علما بأن قطر والإمارات من الدول الموقعة عليها.