دان النظام السوري إجلاء مئات من أفراد الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في جنوب سوريا إلى الأردن بمساعدة الاحتلال الإسرائيلي، قبل نقلهم إلى دول غربية عرضت استقبالهم.
ووصفت حكومة النظام السوري اليوم الاثنين الإجلاء بأنه "عملية إجرامية" نفذتها "إسرائيل وأدواتها".
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن "العملية الإجرامية التي قامت بها إسرائيل وأدواتها في المنطقة، فضحت الطبيعة الحقيقية لتنظيم ما يسمى بالخوذ البيضاء الذي قامت سوريا بالتحذير من مخاطره".
ويتهم النظام السوري وأنصاره مجموعة "الخوذ البيضاء" بأنها "أداة" في أيدي المانحين الدوليين الذين يقدمون الدعم لها، وبأنها تنضوي في صفوف من تصفهم بالجهاديين.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية أعلنت أمس الأحد أن 422 من عناصر "الخوذ البيضاء" دخلوا المملكة لفترة انتقالية مدتها القصوى ثلاثة أشهر، بناء على طلب بريطانيا وألمانيا وكندا.
ونقلت رويترز عن مصدر في الحكومة الأردنية أن العناصر عبروا عبر هضبة الجولان المحتلة إلى الأردن.
وأضاف المصدر أن من تم إجلاؤهم سيبقون في موقع "مغلق" في الأردن لحين توطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا خلال ثلاثة أشهر.
وقال مصدر ثان مطلع على الاتفاق -لكنه ليس أردنيا- إن عراقيل واجهت عملية الإجلاء مثل نقاط تفتيش النظام السوري وتوسع تنظيم الدولة الإسلامية، مما حال دون تنفيذ الخطة الأصلية التي كانت تتضمن ثمانمئة شخص.
ويبلغ عدد عناصر "الخوذ البيضاء" في سوريا نحو 3700 متطوع، وتعرّف عليهم العالم بعدما تصدّرت صورهم وسائل الإعلام وهم يبحثون بين الأنقاض عن أشخاص عالقين تحت ركام الأبنية، أو يحملون أطفالا مخضبين بالدماء إلى المشافي.
وكانت بريطانيا وألمانيا وكندا قدمت تعهدا خطيا ملزما قانونيا بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم، وفق الخارجية الأردنية.
يشار إلى أن قوات النظام استعادت أخيرا معظم محافظة درعا في جنوب سوريا إثر عملية عسكرية أعقبها اتفاق تسوية.
وتوشك قوات النظام على السيطرة على كامل محافظة القنيطرة المحاذية التي تم التوصل فيها الخميس -إثر قصف عنيف- إلى اتفاق تسوية تم بموجبه إخراج أكثر من سبعة آلاف من عناصر الفصائل المعارضة والمدنيين الرافضين للاتفاق.