أبدت موسكو تجاوبا مع دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعقد لقاء آخر مع الرئيس فلاديمير بوتين، لكنها لم تقدم ردا رسميا بعد. بينما تستمر تفاعلات اللقاء الأول الذي عقد في هلسنكي.
وقال السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف -في تصريحات صحفية اليوم الجمعة- إنه لم يطلع بنفسه على دعوة ترامب لكن "روسيا منفتحة دائما على مثل هذه المقترحات. ونحن مستعدون لمناقشات في هذا الصدد".
ورأى السفير أن من المهم "التعامل مع نتائج" القمة الأولى قبل القفز إلى قمة جديدة بأسرع من اللازم، وأن للكرملين القول الفصل في قبول هذه الدعوة التي أعلنها ترامب أمس الخميس، لكنه لم يعلن موقفه بعد.
ووصف القمة التي عقدها ترامب وبوتين في هلسنكي يوم الاثنين الماضي بأنها "حدث محوري" في السياسة الدولية، وسخر من تلميحات بأن الزعيمين عقدا "صفقات سرية".
التعاون واضح بسوريا
ولم يكشف السفير الروسي تفاصيل جديدة لما دار في الاجتماع، وشدد على أن المباحثات الدبلوماسية يجب أن تظل طي الكتمان حتى تكون فعالة. لكنه رأى أن نتائج التعاون الروسي الأميركي واضحة في سوريا.
ومن جانبه قال البيت الأبيض الأميركي أمس الخميس إن ترامب طلب من مستشار الأمن القومي جون بولتون دعوة بوتين لزيارة واشنطن الخريف المقبل.
وقبل ذلك، قال ترامب في تغريدة على تويتر إنه يتطلع إلى اجتماع ثان مع بوتين يبحث في تنفيذ بعض ما ناقشاه خلال قمة هلسنكي، مشيرا بالتحديد إلى مكافحة الإرهاب، وأمن إسرائيل، والانتشار النووي والهجمات الإلكترونية، والتجارة، وأوكرانيا، وسلام الشرق الأوسط، وكوريا الشمالية.
وتأتي هذه الدعوة بالرغم من عاصفة الانتقادات التي يواجهها ترامب داخليا حتى في صفوف الجمهوريين، والتي بلغت حد اتهامه بالخيانة بعدما برأ روسيا خلال قمته مع بوتين من تهمة التدخل في انتخابات الرئاسة الأخيرة عام 2016 عبر القرصنة الإلكترونية ووسائل تأثير أخرى.
وأمام موجة السخط التي وجدها في واشنطن اضطر الرئيس الأميركي للتراجع، وقال إن موقفه من التدخل الروسي كان "زلة لسان".
وكان اجتماع بوتين لنحو ساعتين على انفراد مع ترامب في غياب مستشاريه قد أثار الكثير من التكهنات، وطالب بعض النواب الأميركيين باستجواب مترجمة الرئيس، لكن ترامب هاجم ما سماه "الإعلام المضلل، عدو الشعب" معتبرا أن قمة هلسنكي نجحت نجاحا عظيما.