شنت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي هجوما عنيفا على مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية، واعتبرته "مفلسا أخلاقيا وفاسدا سياسيا وأكبر فشل للأمم المتحدة".
وقالت هيلي في محاضرة لها أمس بمركز التراث الأميركي للبحوث بالعاصمة واشنطن إن "هذا المجلس هو أكبر فشل تقوم به الأمم المتحدة"، وأضاقت إنه "مجلس مفلس أخلاقيا وفاسد سياسيا".
وحول قرار بلادها الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان، نفت المندوبة الأميركية أن يكون "معناه تخلي واشنطن عن القيام بدورها بغية إصلاحه".
وقالت هيلي "إن الدور الأميركي سيتواصل في الدفاع عن حقوق الإنسان"، معتبرة أن ذلك "هو ما يميز الأميركيين"، لكنها في المقابل رفضت -خلال المحاضرة التي هاجمت فيها المجلس- تلقي أي أسئلة من الصحفيين والمعنيين بحقوق الإنسان.
يذكر أن الولايات المتحدة انسحبت رسميا من المجلس الدولي لحقوق الإنسان في يونيو/حزيران الماضي، بدعوى أنه لم ينفذ ما طلبته واشنطن من إصلاحات، خاصة في ما يتعلق بإسرائيل.
وقالت هيلي حينئذ إن بلادها انسحبت "بعدما لم تتحل أي دولة أخرى بالشجاعة للانضمام إلى معركتنا من أجل إصلاح المجلس المنافق والأناني"، مضيفة أن لدى المجلس "تحيزا مزمنا ضد إسرائيل، و أنه لا يستحق الاسم الذي يحمله".
ولم يكن هذا الموقف هو الأول من نوعه الذي تنسحب فيه الولايات المتحدة من منظمة الدولية، منذ تولي إدارة ترامب السلطة في البلاد.
فقد انسحبت أميركا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) بسبب ما وصفت بالموقف المعادي لإسرائيل، وأوقفت تمويل صندوق الأمم المتحدة للإسكان، وأنهت المشاركة في الاتفاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والنظامية، وانسحبت من اتفاق باريس العالمي للمناخ، وخفضت لأكثر من النصف مساهماتها إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في ما بدا عقابا للسلطة الفلسطينية.
والمجلس الدولي لحقوق الإنسان هو هيئة حكومية داخل منظومة الأمم المتحدة تشكلت عام 2006، يضم 47 دولة، وهو مسؤول عن تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في العالم كافة.