كلما حلت ذكرى محاولة انقلاب يوليو/تموز 2016 ضد النظام الشرعي في تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان، يتذكر الأتراك الأسماء التي نجحت في إفشال تلك المحاولة، وإنقاذ تركيا من نظام حكم عسكري يوقف مسارها الديمقراطي.
ومن بين أبرز تلك الأسماء التي يحتفي بها الأتراك مع حلول هذه الذكرى في كل عام، عمر خالص دمير.
وعمر هو أحد جنود القوات الخاصة التركية، اشتهر في ليلة 15 يوليو/تموز 2016 برفضه الانصياع لأوامر للانقلابيين.
وذلك أنه عندما وصلت قواتهم بقيادة العميد سميح ترزي إلى مقر القوات الخاصة بمنطقة غولباشي بأنقرة، طالبوا عمر بتسليم مقر القيادة، بصفته سكرتير قائد القوات الخاصة التركية، وهو ما رفضه عمر.
ثم تطورت الأحداث سريعا، حيث اتصل عمر بقائد القوات الخاصة الذي طالبه بالدفاع عن المقر وعدم تسليمه، فأخرج عمر مسدسه وأطلق الرصاص على العميد ترزي فأرداه قتيلا، قبل أن يلقى المصير نفسه على يد رفاق ترزي، وتقول مصادر تركية إن جسده تلقى نحو ثلاثين رصاصة.
وتداول ناشطو التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر لحظة قتل عمر لترزي، وتبادله إطلاق الرصاص مع الانقلابيين، قبل أن يلقى مصرعه.
وتؤكد تقارير إعلامية تركية أن ما أقدم عليه عمر خالص دمير كان له أثر كبير في إفشال محاولة انقلاب 2016، إذ لو نجح الانقلابيون في السيطرة على مقر القوات الخاصة لكانوا حققوا إنجازا كبيرا وأعاقوا تحرك الجنود لدحر الانقلابيين، ولقاموا بعمليات اغتيال واسعة.
ودُفن عمر في اليوم الموالي بعد أن استتبت الأوضاع الأمنية، وشيعه نحو خمسة آلاف شخص في جنازة عسكرية مهيبة، وذلك بمسقط رأسه في قرية شكر كويو.
ومنذ ذلك الحين أصبح عمر من أيقونات إفشال انقلاب يوليو/تموز 2016، وحملت صوره في فعاليات سياسية مختلفة.