انتقد موقع أميركي عدم إدراك الإدارة الأميركية للواقع الذي فرضته إسرائيل على الأرض في فلسطين المحتلة، حيث تبدو خريطة الدولة الفلسطينية المفترضة ممزقة بفعل المستوطنات ونقاط التفتيش والمراقبة والثكنات العسكرية.
وذكر موقع "ديلي كوس" أن إسرائيل نجحت في تمزيق الضفة الغربية، ونقل حادثة دالة أوردها موقع نيويوركر عن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عندما صدم عام 2015 لرؤيته خريطة للضفة بدت فيها أوصال المناطق الفلسطينية مقطعة مفصولة بعضها عن بعض، لا يكاد يجمع بينها رابط.
وأورد الموقع أن صحيفة "النيويوركر" نقلت عن "بين رودس" المستشار السابق لأوباما قوله إن أوباما عند رؤيته خريطة الضفة اندهش لـ"العمل المنهجي" لإسرائيل في فصل التجمعات البشرية الكبرى بعضها عن بعض.
واستغرب "الديلي كوس" لعدم إدراك أوباما لتأثير السياسات الإسرائيلية على الفلسطينيين، علما بأن الإدارات الأميركية تقدم مساعدات تقدر بمليارات الدولارات لتل أبيب.
وعزا الموقع سبب عدم ذلك الإدراك إلى نجاح الدعاية الإسرائيلية في حجب الحقائق التي تفرضها تل أبيب على الأرض، وهي الدعاية التي تجد لها دعما واسعا داخل الولايات المتحدة.
وتحدث "الديلي كوس" عن أن إسرائيل مزقت بالقوة الضفة الغربية عبر المستوطنات ونقاط التفتيش والثكنات العسكرية والبنيات العسكرية المختلفة، وعملت على جمع الفلسطينيين في تكتلات معزولة ذات كثافة عالية تحيط بها مستوطنات إسرائيلية.
وقال الموقع إن إسرائيل أصرت على عزل تلك التجمعات الفلسطينية لقطع كل الروابط الاقتصادية والثقافية بينها، مبرزا أن الفلسطينيين إن أرادوا التنقل يجبرون على المرور عبر نقاط تفتيش مذلة، يشرف عليها جنود يتصرفون كما يريدون لأنهم يعلمون أنهم محميون في كل الظروف.
ومن نجا من آثار الحصار والتجويع والإفقار وتقطيع الأوصال لا ينجو من القصف الإسرائيلي المستمر.
ويؤكد الموقع أن الإعلام الأميركي يفرد مساحات واسعة إن سقط قتلى إسرائيليون في أي اشتباك مع الفلسطينيين، في حين لا يعطي الضحايا الفلسطينيون أي اهتمام.
وأبرز الموقع أن الوضع في غزة أسوأ بكثير، حيث يعيش الفلسطينيون معزولين داخل سجن كبير.