أعلن رئيس وزراء هايتي جاك غي لافونتان أمس السبت استقالته من منصبه، بعد أسبوع من الاحتجاجات وأعمال العنف التي شهدتها البلاد على خلفية محاولة الحكومة رفع أسعار المحروقات.
وقال رئيس الحكومة أمام النواب "قبل مجيئي إلى هنا، قدمت استقالتي إلى رئيس الجمهورية. لقد قَبِل رئيس الجمهورية استقالتي، وكما قلت لكم، أنا في خدمة الجمهورية".
وحضر لافونتان مع جميع وزرائه إلى مجلس النواب، لأنّ البرلمانيين الذين يُطالبون بمغادرته السلطة كانوا قد استدعوه.
وكان من المقرر إجراء تصويت على الثقة في حكومته يوم السبت، لكنه استبق الخطوة باستقالته، حسبما قالت صحيفة ميامي هيرالد.
واندلعت الاحتجاجات ردا على قرار اتخذته الحكومة الأسبوع الماضي برفع سعر البنزين 38% والديزل 47% والغاز 51%.
وأثارت الخطوة غضب مواطني الدولة الأكثر فقرا في الأميركيتين، مما دفع الحكومة إلى تعليق قرارها هذا "حتى إشعار آخر".
وخلال الاحتجاجات، أغلق المتظاهرون الطرق ونهبوا المتاجر وأضرموا النار في سيارات بالعاصمة بورت أو برنس.
ودفعت هذه الاضطرابات السفارات إلى إغلاق أبوابها، وشركات الطيران إلى تعليق رحلاتها لهايتي لأيام.
وأعلن لافونتان تعليقا مؤقتا لهذه السياسة في محاولة لوقف المظاهرات، ولكن الاحتجاجات استمرت.
رئيس الحكومة فكر وقدر ولم يجد بدا من ترك منصبه أمام قوة الاحتجاجات (رويترز) |
فقر مدقع
يشار إلى أن قرار الحكومة رفع أسعار الوقود جاء في إطار اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
ويوم الخميس الماضي، قال صندوق النقد إنه يتوقع أن تضع هايتي خطة إصلاح معدلة تتضمن تخفيضا تدريجيا لدعم الوقود.
ويعيش غالبية سكان هايتي في فقر مدقع حيث تنتشر البطالة، وقد بلغ التضخم 12% في السنوات الثلاث الأخيرة.
ولا تزال هايتي تعاني من آثار إعصار ماثيو الذي ضرب البلاد في أكتوبر/تشرين الأول 2016، وخلف أزيد من ألف قتيل ودمر البنى التحية بشكل شبه كامل.