أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي تخصيص ثلاثة مليارات دولار بشكل فوري لمحافظة البصرة من أجل النهوض بالخدمات فيها وإيجاد فرص عمل للعاطلين، وذلك على خلفية احتجاجات شعبية امتدت في المحافظات الجنوبية على مدار أسبوع.
وجاء إعلان هذه المخصصات عقب فرض حظر للتجول في مدينة البصرة، بينما أعلنت مصادر عسكرية عراقية أن قوات الأمن في حالة تأهب لمواجهة الاحتجاجات المستمرة.
وأعلن قائد عمليات البصرة، مساء السبت، فرض حظر التجول في عموم المحافظة والقضاءات والنواحي التابعة لها، وذلك على وقع استمرار المظاهرات في المحافظة، ومحافظات جنوبي البلاد.
وخرج متظاهرون في البصرة داخل حقول النفط، وأرسلت السلطات العراقية تعزيزات من مكافحة الإرهاب والجيش إلى المدينة.
كما تظاهر مئات الأشخاص السبت في محافظتي النجف وبابل جنوبي العراق، ونقلت وكالة الأناضول عن أحد المتظاهرين ويدعى جميل عبد الحسين، قوله إن "مئات المحتجين توجهوا للتجمع في ساحة ثورة العشرين وسط مدينة النجف، لكن قوات الأمن تصدت لهم بإطلاق نار كثيف بالهواء في محاولة لتفريقهم".
وأعلن المحتجون غضبهم من الخدمات التي تقدمها الحكومة، والتي وصفوها بالمزرية، خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة، بينما الكهرباء تنقطع، والمياه شحيحة.
وأكد الناشط المدني في الحراك الشعبي عادل صادق وكر للجزيرة أن المرافق الخدمية في غاية السوء، مشيرا إلى أن الناس يحتاجون إلى إجراءات فعلية على الأرض لإيقاف احتجاجاتهم، ومبرزا أن الحلول الترقيعية لن تجدي نفعا.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن متظاهرين غاضبين اقتحموا، الجمعة، مطار النجف الدولي، وأقدم محتجون آخرون على إحراق مكاتب لبعض الأحزاب في المدينة، قبل أن يعود الهدوء السبت وسط معاينة الأضرار.
وقد أعادت قوات عراقية فتح منفذ "سفوان" الحدودي في محافظة البصرة جنوبي البلاد مع الكويت، بعد إغلاقه لساعات من قبل متظاهرين.
وأفاد بيان للحكومة العراقية بأنها ستناقش الثلاثاء المقبل مجمل مطالب المتظاهرين.
وفي محاولة منه لتهدئة المحتجين، عقد وفد يمثل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اجتماعا مع ممثلي المحتجين في محافظة البصرة التي انطلقت منها شرارة المظاهرات التي تصاعدت وتيرتها في سبع محافظات ذات غالبية شيعية جنوبي البلاد.
ووصل الوفد الذي يرأسه القيادي في التيار الصدري ضياء الشوكي، إلى البصرة السبت، والتقى ممثلي المحتجين وغالبيتهم زعماء قبائل رئيسة في المحافظة في مسعى لاحتواء الأزمة.
وقال الشوكي عقب الاجتماع في تصريح للصحفيين، إنه تسلم مطالب المحتجين في البصرة، وسينقلها إلى مقتدى الصدر.
وتأججت الاحتجاجات في البداية من محافظة البصرة، التي تعد مركز صناعة النفط في العراق، الأحد الماضي، إثر مقتل محتج وإصابة ثلاثة آخرين جراء ما قال محتجون إنه إطلاق نار من طرف الأمن، شمالي المحافظة.