اعتقل رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف وابنته مريم مساء اليوم الجمعة، فور عودتهما إلى لاهور قادمين من لندن عبر أبو ظبي لقضاء حكم غيابي بسجنهما في قضية فساد.
ونقل مراسل الجزيرة عن مسؤول أمني أن قوة من عناصر الدرك اعتقلت شريف وابنته بمجرد نزولهما من الطائرة، تمهيدا لنقلهما إلى العاصمة إسلام آباد.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أنهما سيودعان السجن في روالبندي قرب إسلام آباد لقضاء الحكم الصادر عليهما، ويفترض أن يقدم محاموهما استئنافا إلى القضاء ويطلبوا الإفراج عنهما بكفالة.
من جهتها قالت مصادر أمنية إن عناصر من مكتب المحاسبة صادرت جوازي سفر رئيس الوزراء السابق وابنته قبل نقلهما على متن طائرة مروحية إلى مدينة روالبندي.
وكانت محكمة مختصة بقضايا الكسب غير المشروع قد أصدرت الأسبوع الماضي حكما غيابيا بسجن نواز شريف عشر سنوات وابنته مريم سبع سنوات، وذلك بعد إدانتهما في واحدة من ثلاث تهم فساد مالي مرفوعة على شريف وأفراد عائلته، وتتعلق بعض التهم بامتلاك العائلة عقارات في لندن.
أنصار حزب الرابطة في طريقهم إلى مطار لاهور (رويترز) |
حشود واعتقالات
وقبل وصول الطائرة القادمة من أبو ظبي، نشرت قوات الأمن الباكستانية عدة آلاف من عناصرها في مدينة لاهور واعتقلت بعض أنصار حزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز شريف).
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، احتشد نحو عشرة آلاف من أنصار الرابطة في المدينة، وفق وكالة أسوشيتد برس. وقال حزب الرابطة إن مئات من عناصره اعتقلوا بينما كانوا في طريقهم إلى المطار أو دوهمت بيوتهم.
وتأتي عودة رئيس الوزراء السابق قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 25 من الشهر الجاري. وقال مراقبون إن عودته في هذا التوقيت ربما تعزز فرص حزبه أمام حركة الإنصاف التي يقودها لاعب الكريكت السابق عمران خان.
وكان شريف غادر باكستان إلى لندن لمتابعة علاج زوجته المصابة بالسرطان، ومن لندن أدلى بتصريحات انتقد فيها الحكم الصادر عليه وعلى ابنته، ملمحا إلى أنه حكم سياسي.
ويوم صدور الحكم الغيابي الأسبوع الماضي، قال شريف إنه سيغادر لندن حيث يقيم هناك بشكل مؤقت منذ 2017. وأضاف في مؤتمر صحفي "لن أكون عبدا لأولئك الذين ينتهكون قسمهم ودستور باكستان (في إشارة إلى القضاة الذين حكموا عليه بالسجن)".
وقبل عام من الآن، أصدرت المحكمة العليا الباكستانية حكما أنهت بموجبه ولاية نواز شريف ومنعته من تولي أي مسؤولية سياسية بناء على اتهامه بالضلوع في قضايا فساد، وهو ما ينفيه شريف بشدة.