أثمرت ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزاما من قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة الإنفاق الدفاعي لتحقيق توازن أكبر في ما يتعلق بالأعباء المالية المشتركة.
ومنذ اليوم الأول للقمة التي انطلقت أمس في بروكسل واختتمت اليوم الخميس، شن ترامب هجوما حادا على الحلفاء وفي مقدمتهم ألمانيا بشأن مساهمات الأعضاء في الموازنة المشتركة للحلف، وتحدث عن مساهمة بلاده بنحو 90% من النفقات الدفاعية للناتو.
وبحلول مساء أمس، صدر بيان ختامي يؤكد التزام الدول الأعضاء الـ 29 في الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي. لكن الرئيس الأميركي واصل هجومه وبلغ حد التلويح بسحب قواته من الحلف رغم أنه قال إن هذا الخيار غير ضروري.
ولتسوية الخلاف الذي أثاره ترامب، عقد قادة الناتو اليوم جلسة طارئة، ولاحقا أعلن الأمين العام ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي أنه جرى الاتفاق على رفع النفقات الدفاعية لمستويات غير مسبوقة، وقال إن ذلك سيجعل الحلف الأطلسي أكثر قوة.
وبمقتضى اتفاق تم التوصل إليه في قمة ويلز عام 2014 يتعين على كل عضو بالناتو أن يساهم بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2014، لكن الرئيس الأميركي طالب بمضاعفة هذه النسبة إلى 4%، كما أمهل تلك الدول بأن تحقق هذا المستوى من الإنفاق بحلول العام المقبل.
تقلبات ترامب
وبعد انتقادات شديدة للحلف ولدول بعينها مثل ألمانيا بسبب اعتمادها شبه الكامل على الغاز الروسي، تغيرت لهجة ترامب اليوم بعض الشيء. فقد أكد التزامه بحلف شمال الأطلسي، وقال إن الناتو بات أقوى الآن.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن اتفاقا تم مع قادة الحلف على زيارة حجم الإنفاق الدفاعي لأربعين مليار دولار. قال بهذا الشأن "الجميع وافق على زيادة مهمة لالتزاماتهم سيرفعونها لمستويات لم يفكروا بها من قبل".
من جهته، نفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يكون نظيره الأميركي هدد خلال قمة بروكسل بالانسحاب من الناتو، وقال إن توسيع عمليات الحلف يتطلب مصداقية للدفاع عن مبادئه الأساسية.
وأضاف أن البيان الختامي كان واضحا حيث التزم القادة بإنفاق نسبة 2%، مشيرا إلى أنه منذ 2014 تزيد النفقات الأوروبية بينما تتقلص النفقات الأميركية.
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -التي كانت أحد الأهداف الرئيسية لهجمات ترامب الذي خالف الأعراف الدبلوماسية حين خاطبها بالجلسة الطارئة باسمها فقط- فقد قالت إن على بلادها بذل المزيد في ما يتعلق بالإنفاق الدفاعي، وبدا كلامها استجابة لضغوط ترامب.