اتفق قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الأربعاء على زيادة المساهمات الدفاعية المشتركة التي طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمضاعفتها، وأشاروا إلى تهديدات تأتي من روسيا وإيران وكوريا الشمالية.
وأعلن قادة الناتو في البيان الختامي لقمتهم ببروكسل التزامهم الراسخ بأهداف الإنفاق الدفاعي المتفق عليها سابقا، وبتحسين توازن المشاركة في نفقات ومسؤوليات عضوية الحلف.
ولم يتضمن البيان أي إشارة إلى احتمال رفع نسبة مساهمة الدول الأعضاء فوق 2% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة والتي تم الاتفاق عليها في قمة ويلز عام 2014 رغم أن الرئيس الأميركي طالب خلال القمة برفع المساهمة في الموازنة الدفاعية المشتركة للحلف الأطلسي إلى 4%.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز مقترح ترامب، في حين قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن التركيز ينصب حاليا على تحقيق هدف 2% بحلول عام 2024.
وقال مراسل الجزيرة محمد الأحمد إن مقترح الرئيس الأميركي برفع نسبة المساهمة في الموازنة الدفاعية المشتركة سيثير شكوك الدول الأعضاء في قدرتها على الالتزام بهذا السقف المرتفع.
قمة الحلف الأطلسي أشارت إلى تهديدات خارجية من روسيا وإيران وكوريا الشمالية (الأوروبية) |
تهديدات خارجية
وفي البيان الختامي نفسه أعرب قادة الناتو عن القلق مما وصفوها بـ"الأنشطة المزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها إيران في منطقة الشرق الأوسط، كما أبدوا قلقهم إزاء اختبارات إيران الصاروخية ومدى صواريخها ودقتها.
كما عبر القادة عن مخاوفهم من الأنشطة التي انتهجتها روسيا في الآونة الأخيرة قائلين إنها تؤثر على الاستقرار والأمن، وأبدوا تضامنهم مع بريطانيا في اتهامها لروسيا بأنها المسؤولة عن هجوم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" في مدينة سالزبري.
وبالإضافة إلى إيران وروسيا ضم قادة الحلف الأطلسي كوريا الشمالية إلى قائمة الدول التي تشكل تهديدا للحلف.
وفي ما يتعلق بتركيا، قال البيان الختامي إنه سيتم تطبيق كافة التدابير لحماية تركيا والرد على التهديدات الأمنية التي تستهدفها.
أجواء متوترة
وفي الإطار نفسه، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن زعماء الحلف وافقوا على سلسلة من الإجراءات من شأنها تعزيز التحالف رغم التوترات بين أعضائه.
وكانت قمة الناتو في بروكسل انطلقت وسط أجواء سادها بعض التوتر بسبب تصريحات للرئيس الأميركي اعتبر فيها أن ألمانيا أصبحت رهينة لدى روسيا حيث تعتمد على الغاز الروسي وتدفع مقابل ذلك مليارات الدولارات.
وردت ميركل ووزير خارجيتها بالتأكيد على استقلال قرار ألمانيا عن روسيا وعن الولايات المتحدة، ولم يمنع ذلك الرئيس الأميركي والمستشارة الألمانية من التأكيد على متانة العلاقة بين بلديهما.
وبالتزامن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدول الأعضاء إلى عدم إضعاف الحلف.