استقبلت موسكو اليوم الأربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعلي ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، وتطغى على المحادثات المتزامنة الأوضاع في سوريا، في حين يخيم شبح مواجهة عسكرية إسرائيلية إيرانية أوسع نطاقا على الأراضي السورية.
ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نتنياهو للمرة الثانية خلال شهرين، كما يستقبل ولايتي الذي سيسلمه رسالة من خامنئي بشأن العلاقات الثنائية.
وقبيل سفره إلى العاصمة الروسية وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي علاقات تل أبيب وموسكو بالمهمة جدا لأمن إسرائيل، وقال نتنياهو إنه سيبحث مع بوتين الأوضاع في سوريا والملف الإيراني والاحتياجات الأمنية الإسرائيلية.
من جهته، قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية إن الرسالة التي يحملها من المرشد علي خامنئي للرئيس الروسي قد تؤدي إلى انعطافة وصفها بالمهمة جدا في العلاقة بين طهران وموسكو.
وأضاف ولايتي بعيد وصوله موسكو أن زيارات رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى موسكو لن تؤثر في العلاقات الإيرانية-الروسية، ووصف نتنياهو بالمتسول الذي يجوب عواصم للتحريض على إيران.
وتأتي زيارتا نتنياهو وولايتي المتزامنتان إلى موسكو في ظل مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المواقع العسكرية الإيرانية في عدة مناطق سورية.
وفي مايو/أيار الماضي كانت وقعت أول مواجهة مباشرة بين الإسرائيليين والإيرانيين عبر حدود الجولان السوري المحتل.
إزالة التوتر
وقبل ساعات من محادثات بوتين المنفصلة مع نتنياهو وولايتي دعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى إزالة التوتر القائم بين إيران وإسرائيل عبر الحوار لا القوة.
وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شاوج إن الجانبين الإسرائيلي والإيراني يعولان على دور روسي في امتصاص أي مواجهة يمكن أن تقع بينهما في سوريا.
وأضاف أن روسيا ترى أن المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران في سوريا ستكون كارثية ليس فقط على كل المنطقة، بل وربما أيضا على الأمن الدولي.
وأشار إلى موقف مهم عبرت عنه موسكو مؤخرا بأن مطالبة إيران بالخروج من سوريا غير منطقية، كما أشار إلى تصريحات أدلى بها نتنياهو خلال لقائه مؤخرا المبعوث الروسي إلى سوريا، وقال فيها إن إسرائيل لا يمكن أن تقبل وجودا عسكريا إيرانيا ليس فحسب على حدودها وإنما أيضا في سوريا عموما.
ووفق مدير مكتب الجزيرة، فإن تزامن زيارتي نتنياهو وولايتي قد يكون مقصودا لحلحلة بعض الأمور، مشيرا إلى ملفات سياسية وعسكرية واقتصادية في جدول أعمال المحادثات المنفصلة بموسكو.
من جهته، قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن الرسالة التي حملها علي ولايتي إلى الرئيس الروسي مختلفة وغير تقليدية، مشيرا إلى أن القلق الإيراني من سياسيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ربما يطغى على التوتر بين طهران وتل أبيب بسبب سوريا.