تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا لحماية الأطفال في مناطق الصراعات المسلحة يحمل رقم 2427 وأعدته السويد التي تتولى الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري.
ويدين القرار الذي أجمع عليه أعضاء المجلس الـ15 أمس الاثنين "تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل أطراف النزاع المسلح وقتلهم وتشويههم واغتصابهم وإخضاعهم لأشكال أخرى من الانتهاكات الجنسية".
وأكد القرار أهمية دور فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة "في تنفيذ ولايتها فيما يتعلق بحماية الأطفال المتضررين من النزاع المسلحة وفقا لقرارات مجلس الأمن السابقة ذات الصلة".
وأعرب القرار عن القلق من الانتهاكات والاعتداءات المرتكبة ضد الأطفال المتضررين من النزاعات المسلحة، وكذلك إزاء الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين قتلوا أو تم تشويهم خلال الأعمال القتالية بين أطراف النزاعات المسلحة حول العالم.
ودعا قرار مجلس الأمن جميع أطراف النزاعات المسلحة إلى تيسير إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأطفال المتضررين على نحو مأمون ودون عوائق وفي الوقت المناسب.
أطفال سوريا.. نزوح لا يتوقف (رويترز) |
انتهاكات وضحايا
وأدان القرار بشدة جميع الهجمات التي تستهدف المستشفيات والمدارس والأشخاص المشمولين بالحماية أو التهديد بشن مثل تلك الهجمات.
كما أعرب القرار عن قلق مجلس الأمن من استخدام المدارس لأغراض عسكرية في انتهاك للقانون الدولي، وحث جميع أطراف الصراعات المسلحة على احترام الطابع المدني للمدارس وفقا للقانون الدولي الإنساني.
وفي كلمتها أمام اجتماع المجلس أمس قالت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) هنريتا فور إن ربع أطفال العالم -وعددهم نحو 535 مليون طفل- في بلدان متضررة من الصراع، مضيفة أن طفلا واحدا من كل أربعة أطفال عالق في هذا الوضع.
وأشارت إلى أن حياة الأطفال والشباب تتعرض للخطر بسبب الصراعات، بما في ذلك في اليمن ومالي وجنوب السودان.
من جانبها، قالت فرجينيا غامبا إنها "صدمت بشدة" بسبب أكثر من 21 ألف انتهاك لحقوق الأطفال في عام 2017 التي أبلغت عنها الأمم المتحدة مؤخرا، مسجلة زيادة كبيرة عن العام 2016.
وقال غامبا "إن مستوى وشدة الانتهاكات الأخيرة يظهران الحاجة إلى عمل موحد والتركيز على الوقاية وإعادة الإدماج لكسر دوائر العنف ضد الأطفال".
أما المندوبة الأميركية في المجلس نكي هيلي فقالت "إن أكثر من 60% من الأشخاص في الدول التي تأثرت بالصراعات تقل أعمارهم عن 25 عاما"، مضيفة أن "جيلا بأكمله لم يعش في سلام بدول مثل أفغانستان".
السكوت عن جرائم إسرائيل يثير الريبة في تسييس المواقف (غيتي) |
انتهاكات
من جانبه، قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور خلال جلسة لمجلس الأمن إن الانتهاكات الإسرائيلية الموثقة ضد المدنيين العزل -بمن فيهم الأطفال- في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس تتطلب إدراج إسرائيل والمستوطنين في اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال بمناطق النزاعات.
وأعرب عن أمله بأن يتضمن التقرير المقبل للأمين العام -عملا بقرار الجمعية العامة بشأن حماية السكان المدنيين الفلسطينيين- توصيات عملية لضمان الحماية للشعب الفلسطيني، بمن في ذلك الأطفال.
واختتم منصور كلمته بأن "فلسطين تؤكد من جديد أن جميع هذه الجرائم الإسرائيلية الموثقة جيدا تتطلب إدراج إسرائيل ومستوطنيها في لائحة الأطراف التي ترتكب انتهاكات جسيمة تمس الأطفال في حالة الصراع المسلح، وأن غياب مثل هذا الإدراج يؤثر بشدة على مصداقية اللائحة ويجعلها عرضة للانتقاد على أساس التسييس".