عين الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي المحافظ بريت كافانو عضوا في المحكمة العليا خلفا للقاضي المستقيل أنطوني كينيدي، في خطوة من شأنها تكريس هيمنة المحافظين على أعلى هيئة قضائية بالبلاد تفصل في المسائل الأساسية التي ينقسم بشأنها المجتمع الأميركي.
وفي تقديمه للقاضي الجديد قال ترامب في البيت الأبيض أمس الاثنين "يسرني ويشرفني هذا المساء أن أعلن أنني أعين في المحكمة العليا بريت كافانو القاضي الذي يتمتع بمؤهلات لا تشوبها شائبة، وبمميزات لا نظير لها، وبالتزام مثبت بالمساواة في العدالة بحسب ما يمليه القانون".
وأضاف ترامب "ليس هناك أحد في أميركا مؤهل أكثر منه لتولي هذا المنصب، وليس هناك أيضا أحد يستحقه أكثر منه"، مناشدا مجلس الشيوخ "سرعة الموافقة" على هذا التعيين.
وكافانو -الذي كان مستشارا قانونيا للرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الابن- بدأ مسيرته في السلك القضائي مساعدا لأنطوني كينيدي الذي فاجأ الجميع في يونيو/حزيران الماضي بقراره الاستقالة من منصبه في المحكمة العليا، علما بأن أعضاء هذه الهيئة يمكنهم أن يظلوا في مناصبهم مدى الحياة.
ويرى المراقبون أن القاضي كينيدي كان يمثل "بيضة القبان" في المحكمة العليا التي تضم تسعة قضاة، حيث كان يصوت حينا مع المحافظين وحينا آخر مع الليبراليين فيرجح بصوته كفة أحد الطرفين المتساويين في عدد الأصوات في هذه الهيئة.
وبقراره التقاعد من منصبه منح كينيدي الرئيس الجمهوري فرصة لترجيح كفة المحافظين في أعلى هيئة قضائية بالبلاد، الأمر الذي قد يحدث تغييرا تاريخيا مع إمالة الكفة تماما إلى اليمين في المحكمة التي تؤثر قراراتها بشكل كبير على حياة الأميركيين.
وجاء قرار ترامب بتعيين القاضي الجديد بعد أقل من أسبوعين على استقالة كينيدي التي بدا ترامب سعيدا بها ورأى فيها فرصة لتعزيز نفوذه على تلك المحكمة حيث أعلن عقب الاستقالة أنه سيبدأ فورا إجراءات تعيين بديل للقاضي المستقيل.