كشفت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن مذكرة سرية أرسلها محامو الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المحقق الخاص روبرت مولر في يونيو/حزيران 2017 شنوا من خلالها هجوما لاذعا على جيمس كومي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).
وحاولت رسالة محامو ترامب الطعن في أهلية جيمس كومي للإدلاء بشهادته أمام القضاء. ووصف المحامون الرجل بأنه "وصولي" يفتقر إلى النزاهة والانضباط، وبأن الغاية عنده تبرر أي وسيلة.
واستشهدت المذكرة بإغلاقه التحقيق في اختراق بريد مرشحة الرئاسة هيلاري كلنتون من دون تشاور مع وزارة العدل.
وقال محامو ترامب بالمذكرة إن كومي واجه الرئيس بعد انتخابه مباشرة بمزاعم ملفقة عن حياته الشخصية استنادا لملف حصل عليه من جاسوس بريطاني سابق.
كما أظهرت مذكرة محامي الرئيس الجهد المكثف الذي بذله فريق ترامب القانوني خلال 2017 لتشويه سمعة كومي.
الرسالة المؤرخة في 27 يونيو/حزيران 2017، كتبها مارك كاسوفيتز المحامي الرئيسي لترامب، بينما كان مولر وفريقه بالمراحل الأولى من تحقيقاتهم مع شركاء الرئيس، وبدؤوا فحص ما إذا كان قرار إقالة كومي هدفه عرقلة تحقيق مكتب "أف بي آي" بشأن صلات محتملة بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا.
"إستراتيجية التشويه"
وتوفر الوثيقة المكونة من 13 صفحة معلومات قيمة عن "إستراتيجية قانونية" لا تزال تستخدم اليوم من قبل محاميي ترامب لتشويه سمعة كومي كشاهد.
وتهدف الرسالة على ما يبدو لتعريف المحقق مولر بما يعتقد محامو ترامب أنها "أخطاء فادحة" اقترفها كومي خلال تحقيقه مع كلينتون، وفي مباحثاته المبكرة والمحدودة مع الرئيس.
ويعتبر كاسوفيتز في الرسالة أنه لا يمكن الوثوق بكومي كشاهد لأنه قام بتعديل شهادته أمام الكونغرس مرارا وتكرارا ، ووضع "مصالحه وعواطفه الشخصية" فوق بروتوكول مكتب التحقيقات الفيدرالي وأثار شكوكا غير مرغوب بها بشأن الرئيس ترامب.
وكتب كاسوفيتز الذي غادر منصبه منذ ذلك الحين كمحام رئيسي لترامب "خلال العام الماضي، شارك كومي في نمط من الإجراءات الأحادية الجانب والمحسوبة، غير مقيدة بالقوانين والإجراءات التنظيمية، وبدافع واضح من المصلحة الذاتية الشخصية والسياسية".
يُشار إلى أن محامي كومي والمتحدث باسم المحقق مولر ومحامي ترامب السابق جون دود امتنعوا عن التعليق عما ورد بالرسالة.