كثف الطيران الحربي الروسي قصفه على مدن وبلدات الجنوب السوري القريبة من الأردن بعد فشل جولة أخرى من المفاوضات بين روسيا والمعارضة السورية أمس مما أثار القلق الدولي على سلامة المدنيين بالمنطقة التي ينزح الآلاف عنها فرارا من المعارك.
وقال مراسل الجزيرة على الحدود الأردنية السورية إن القصف الجوي الروسي على مناطق الجنوب السوري رافقه قصف مدفعي وصاروخي وإلقاء براميل متفجرة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن أفراد عائلتين قتلوا نتيجة استهداف قوات النظام السوري سيارة كانت تقل نازحين في ريف درعا الشرقي.
الأمم المتحدة تتحدث عن فرار 270 ألف شخص من منازلهم بجنوب سوريا هربا من الموت (رويترز) |
فشل التفاوض
وحول ملابسات فشل المفاوضات بين موسكو والمعارضة السورية، قالت مصادر المعارضة للجزيرة إن الجانب الروسي طلب تسليم السلاح الثقيل دفعة واحدة، لكن الجيش السوري الحر أصر على أن يكون التسليم تدريجيا بالتزامن مع انسحاب قوات النظام.
ونقلت وكالة رويترز عن أبو الشيماء (المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية بالجنوب) الممثلة لفصائل الجيش الحر الرئيسية التي تتفاوض مع الروس إن "المفاوضات مع العدو الروسي في بصرى الشام فشلت بسبب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل".
وقال إبراهيم الجباوي -وهو متحدث آخر باسم المعارضة- إن المفاوضات فشلت في التوصل لأي اتفاق مع الجانب الروسي الذي يصر على تسليم الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة وليس تدريجيا كما تطالب المعارضة بعد عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين.
نازح مصاب يتلقى العلاج بمدينة المفرق الأردنية الحدودية (رويترز) |
قلق أممي
ومع استمرار المعارك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق حيال سلامة المدنيين الموجودين بالمناطق التي سيطرت عليها قوات النظام وداعميه في درعا.
وقالت الناطقة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان الأممية ليز ثروسيل أمس إنهم يتابعون الوضع بدرعا التي يواصل النظام وداعموه هجومهم عليها.
وأضافت ثروسيل "ينتابنا القلق حيال سلامة المدنيين بالمناطق التي سيطرت عليها قوات النظام وحلفاؤه، والهجوم أدى لنزوح عدد كبير من المدنيين جراء العنف المتواصل في درعا".
وقالت الأمم المتحدة الاثنين الماضي إن القتال في جنوب غرب سوريا تسبب في فرار 270 ألف شخص من منازلهم.
والحرب الدائرة في جنوب غرب سوريا حساسة بالنسبة إلى إسرائيل والأردن المجاورين. وهي أيضا من مناطق "خفض التصعيد" وفقا لاتفاق بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا العام الماضي.
وقد أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي محادثات في موسكو مع نظيره سيرغي لافروف في وقت أمس، وقال إن الوضع في جنوب سوريا قد يفضي إلى كارثة إنسانية إذا لم يتوقف القتال.
وقال الوزير الروسي إن كل القضايا التي تخص سوريا ستبحث على الأرجح بالقمة المقبلة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب.