طالبت المعارضة السورية بوقف الأعمال القتالية في جنوب سوريا على الفور من كلا الطرفين، وذلك في مسودة قدمتها للجانب الروسي بشأن مصير المنطقة الجنوبية، بعد فشل المفاوضات.
وتضمنت بنود المسودة –التي حصلت الجزيرة على نسخة منها- عدم دخول قوات النظام والأمن إلى مناطقها في جنوب البلاد.
وأكدت المعارضة أنها ستسلم السلاح الثقيل تدريجيا مقابل انسحاب النظام من البلدات التي سيطر عليها مؤخرا.
واقترحت المسودة عودة مؤسسات الدولة إلى العمل ضمن إدارة أبناء المنطقة، وتشكيل قوات مركزية مدعومة بالسلاح المتوسط لمساندة القوة المحلية في الجنوب.
وطالبت بفتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن بإدارة موظفين مدنيين وتأمين من الشرطة الروسية.
وبحسب المسودة فإن الاتفاق يشكل خريطة طريق وحلا للوضع الراهن لحين إيجاد حل شامل في سوريا.
وكان بشار الزعبي عضو لجنة المفاوضات حول مصير جنوب سوريا أعلن انتهاء جولة المفاوضات مع الروس أمس من دون التوصل لأي اتفاق، في ظل رفض المعارضة شروطا روسية وصفت بالمذلة.
وقال الزعبي -في تصريحات للجزيرة- إن جولة مفاوضات جديدة بين الجانبين ستعقد اليوم الأربعاء بغية التوصل إلى اتفاق ينهي التصعيد العسكري في المنطقة.
وأشار الزعبي إلى أن المعارضة اتفقت مع المفاوضين الروس على تهدئة أثناء جولات المفاوضات الجارية.
يشار إلى أن روسيا اقترحت في وقت سابق على ممثلي المعارضة تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، مع عودة المؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري وسيطرة قوات النظام على معبر نصيب مع الأردن المجاور.
كما طالب المفاوضون الروس بتسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال ستة أشهر، مع انتشار شرطة روسية في بعض البلدات.
وأوضح مراسل الجزيرة في غازي عنتاب منتصر أبو نبوت أن الجانبين سيلتقيان اليوم عند الساعة الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي للتوصل إلى توافق بين اقتراحات المعارضة وروسيا.
وتأتي المفاوضات بعد دخول الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام المدعومة بمليشيات إيرانية ولبنانية، ويساندها سلاح الجو الروسي، على درعا أسبوعها الثالث، وقد تسببت في مقتل أكثر من 300 شخص فضلا عن نزوح أكثر من ربع مليون نحو المناطق الحدودية مع الأردن والجولان المحتل.
في هذه الأثناء، أعلنت عمّان أنها ستفتتح ثلاثة معابر إنسانية خلال الساعات المقبلة لتسهيل مرور المعونات إلى النازحين على الجانب السوري من الحدود، بينما يواصل الجيش الأردني تقديم العون الإغاثي والطبي للنازحين السوريين عند الحدود.
وكان الأردن قد أكد الأسبوع الماضي أن حدوده ستبقى مغلقة وأنه لا قدرة لديه على استيعاب مزيد من السوريين، داعيا الأمم المتحدة إلى "تأمين السكان في بلدهم".
على صعيد متصل، قال مراسل الجزيرة إن الكويت والسويد طلبتا عقد جلسة مشاورات طارئة لمجلس الأمن الخميس بشأن تطورات الأوضاع جنوبي سوريا.
وذكرت بعثة السويد الأممية أنها والكويت طلبتا إطلاع مجلس الأمن الدولي الخميس على "الوضع الإنساني المتدهور جنوبي غربي سوريا".