كتب الشيخ يوسف القرضاوي رسالة إلى ابنته علا التي مر عليها عام كامل في حبس انفرادي بأحد سجون مصر يشكو فيها الظلم الذي تكابده، وكيف يحترق قلبه عليها وهي تتعرض "لقتل بطيء متعمد".
وقال القرضاوي "عام كامل من الحبس الانفرادي في واحد من أسوأ سجون العالم تعرضت خلاله ابنتي علا القرضاوي لمعاملة بالغة السوء في حبسها المأساوي، وحرمت فيه من أبسط حقوقها بلا توقف عن إهانتها وإيذائها".
وتابع في رسالته "عام مضى ونحن ننتظر ضميرا ساكنا أن يتحرك، نائما أن يصحو، حبيسا أن يتحرر، ميتا أن يحيا".
وأضاف "عام مضى وهي بعيدة عن بيتها وعن أبنائها وعن أحفادها وعن أبيها وعن إخوانها وأخواتها، في زنزانة انفرادية ضيقة، لا تتوافر لها أدنى الحقوق، ويضيق عليها عمدا في كل أمورها، لماذا؟ لأنها ابنة القرضاوي، وتحمل الجنسية القطرية، فلا بد من الانتقام من القرضاوي وقطر في شخصها الضعيف".
واعتقلت السلطات المصرية علا القرضاوي وزوجها حسام خلف في مطلع يوليو/تموز 2017، وحبستها في زنزانة انفرادية بسجن القناطر للنساء، وسبق أن خلصت منظمة العفو الدولية إلى أن طريقة التعامل مع علا ترقى إلى مستوى التعذيب وفقا للمعايير الدولية.
وبدأت علا يوم الثلاثاء الماضي إضرابا عن الطعام "لوقف تعذيبها وقتلها البطيء وتغيير أوضاع حبسها المأساوية" وفق ما أعلنه محاميها، وذلك بعد أن قررت محكمة جنايات الجيزة تجديد حبسها الاحتياطي لمدة 45 يوما.
وخاطب القرضاوي ابنته قائلا "إنك يا ابنتي لا تغيب صورتك عن مخيلتي، ولا ذكرك عن بالي، وأسأل الله في دعواتي وصلواتي وخلواتي أن ينجيك من القوم الظالمين، وإن كنت ككل أب تتحرك مشاعره ويعتصره الألم فيحترق قلبه وتفيض عيناه كلما ذكر هول ما تعانيه ابنته ظلما وعدوانا".
ومضى قائلا "هكذا يقاد المرء البريء في مصر إلى غياهب السجون، وهكذا يزج به إلى ظلماتها". وأضاف "لو كانت المناشدة يا ابنتي تجدي عند هؤلاء لناشدتهم، ولكنهم قساة القلوب، غلاظ الأكباد، نزع الله الرحمة من قلوبهم، والمروءة من أخلاقهم، ولكني ألجأ إلى الله الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وكفى به وكيلا".
وناشد القرضاوي في ختام رسالته "كل إنسان حر في هذا العالم أن يقوم بما يستطيع لإنقاذك وعشرات آلاف المسجونين ظلما وعدوانا معك، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأستودعك وزوجك الله الذي لا تضيع عنده الودائع".