انسحبت المعارضة السورية المسلحة من المفاوضات مع الروس في درعا (جنوبي سوريا) بعدما رفضت قبول شروط الاستسلام في مواجهة الهجوم الواسع الذي تشنه قوات النظام السوري بإسناد جوي روسي.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر في الجيش السوري الحر أن ممثليه في المفاوضات مع الجانب الروسي في درعا انسحبوا اليوم السبت من المفاوضات التي جرت في بلدة بصرى الشام.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الجيش السوري الحر إبراهيم جباوي قوله "الاجتماع انتهى بالفشل؛ الروس لم يكونوا مستعدين لسماع مطالبنا، وقدموا خيارا واحدا هو قبول شروطهم المذلة بالاستسلام وهذا رُفض".
وبالتزامن، أكد المنسق العام لفريق إدارة الأزمة بدرعا المحامي عدنان المسالمة انسحاب وفد المعارضة، الذي ضم مدنيين وعسكريين، مؤكدا -بدوره- أن الروس سعوا لفرض شروط مذلة، الأمر الذي رفضه وفد المعارضة.
كما أكد المسالمة أن طائرات روسية حاولت استهداف وفد المعارضة المفاوض أثناء تنقله إلى بصرى الشام. ومع تأكيد فشل المفاوضات، دعا فريق إدارة الأزمة بدرعا كل أبناء حوران إلى إعلان النفير العام وبدء حرب مقاومة شعبية.
وكانت الجزيرة حصلت على مسوّدة تتضمن الشروط الروسية التي قُـدمت للمعارضة السورية في العاصمة الأردنية، وأبرزها: تسليم المعارضة سلاحها الثقيل والخفيف، ودخول شرطة عسكرية روسية، ووجود الأمن العسكري للنظام في حواجز الشرطة الروسية.
كما تتضمن الشروط دخول شرطة مدنية مناطق المعارضة، وفتح معبر نصيب مع الأردن، وتسليم المؤسسات الحكومية للنظام، وعمل تسوية لجميع المقاتلين والضباط المنشقين عن النظام.
هجوم متواصل
ميدانيا، واصلت قوات النظام السوري الهجوم الذي بدأته قبل عشرة أيام؛ سعيا لانتزاع محافظة درعا من المعارضة المسلحة، وتتحدث تقارير عن توسيع القوات المهاجمة نطاق سيطرتها إلى أكثر من 50% من المحافظة بعد 30% سابقا.
وبالتوازي مع تقدم قوات النظام، نفذت طائرات روسية غارات جديدة على مدن وبلدات في ريفي درعا الغربي والشرقي؛ مما أسفر عن مقتل 15 مدنيا وإصابة عشرات آخرين، وفق مراسل الجزيرة. ويرفع ذلك عدد قتلى الهجوم حتى الآن لأكثر من مئة قتيل مدني.
وقالت وكالة سانا الرسمية للأنباء إن الجيش وصل إلى بلدة الحراك في ريف درعا الشرقي، وسيطر على عدد من القرى شمال شرق المدينة.
كما تحدثت وسائل إعلام رسمية سورية عن دخول عدة مدن وبلدات بريفي درعا الشمالي والشرقي، بينها داعل والغارية الغربية والغارية الشرقية، في ما يعرف بالمصالحات بعد تسليم عناصر المعارضة أسلحتهم، ودخول الشرطة العسكرية الروسية تلك المناطق.
كما تحاول قوات النظام السوري السيطرة على مدن وبلدات مهمة على غرار طفس، في حين تتحدث مصادر من المعارضة عن هجمات مضادة مكنت الجيش الحر من استعادة بعض المناطق على غرار بلدتي السهوة وكحيل.
في الأثناء، دعت هيئة التفاوض السورية المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفته بالانتهاك الوحشي لمنطقة خفض التصعيد جنوبي سوريا، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لوقفه، محملة كلا من روسيا وإيران مسؤولية انتهاك اتفاقات وقعت عليها.