اعلن الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في كلمة القاها عبر شاشة قناة “المنار” عصر اليوم، اننا “سنستفيد من علاقاتنا مع الحكومة السورية وننسق مع الأمن العام والنازحين السوريين لمساعدة اللاجئين الراغبين في العودة إلى سوريا، وسنضع آلية لإعادة أكبر عدد ممكن من النازحين الذين يريدون العودة الطوعية والآمنة”.
ودعا نصرالله الى “الاسراع في تشكيل الحكومة مؤكدا ان المشكلة الحقيقية حتى الآن التي حالت دون تشكيل الحكومة هي ضياع المعايير. يجب أن يكون هناك معيار واحد وواضح يتم على اساسه تشكيل الحكومة وعلى الجميع أن يلتزم بهذا المعيار”، مشدداً على انه “بالرغم من ان تشكيل الحكومة لا ترتبط بمخاوفنا حول الاوضاع الاقليمية بل على العكس، وانه اذا كان هناك أحد ما في مكان ما يراهن على تغييرات معينة في الوضع الاقليمي لمصلحته، فهو يخطئ لأن التطورات في سوريا واليوم في جنوب سوريا تميل لصالحنا وليس لصالحهم.
وأوضح ان “لا اتهم الرئيس المكلف في هذا الاطار بل آخرين يراهنون على التغيرات، مضيفا ان في كل الاحوال عندما ندعو الى الاسراع في التشكيل ننطلق من حسابات ومصالح وحاجات وطنية ترتبط بعدم السماح للفراغ في السلطة وحرصاً على الوضع الاقتصادي والمعيشي، لافتاً الى انه “حين تطالب بعض الكتل بعدد من الوزارات يتم التحدث عن نتيجة الانتخابات، ليكون المعيار ما انتجته الانتخابات، أولا اذا كان المعيار هو ما افرزته الانتخابات فليقل كل 4/5/6 نواب تحصل على عدد من الوزارء. ويمكن أن يكون المعيار ليس حجم الكتل انما القوى السياسية والتمثيل الشعبي العام، سائلا هل هذا هو المعيار لنتناقش على اساسه ونأخذ التمثيل الشعبي بعين الاعتبار ام المعيار هو الاستنساب، مشددا على ان ما يتم يتداوله حتى الان من صيغ لا يصح تسميته حكومة وحدة وطنية، والدليل هو الاصرار على استبعاد العلوي أو السرياني، معتبرا ان يجب ادخال كل هؤلاء والا سنسمي الحكومة حكومة ذات تمثيل حزبي أو سياسي واسع وليس حكومة وحدة وطنية. فاذا اردنا هذه الحكومة فليتثمل كل من يحق له أن يتمثل، داعيا في موضوع المعايير الى التزام دقيق بنتائج الانتخابات، والاّ سيطالب حزب الله بالتفاهم مع رئيس المجلس النيابي بري بزيادة حجم وزرائنا، لأن حجمنا في مجلس النواب يتم تمثيله بأكثر من 6 وزراء. ولفت الى ان ميزة لبنان أن الحكومة اللبنانية بمعزل عن عدد الحقائب لا تعتبر مثل بقية الدول مجلس قيادة للبلد وبالتالي مشاركة الاخرين ولو بوزير دولة يعني المشاركة، وذلك بسبب تنوع البلد وتركيبته التي تستوجب ان تمثّل الحكومات الجميع أوسع تمثيل ممكن.
وإعتبر نصرالله في موضوع النازحين السوريين، انه منذ ما قبل العيد الى الان حصل سجال في البلد وكان يأخذ بعدا طائفيا للأٍسف، معتبرا ان لا داعي للتأزم والحدة في هذا الملف فلا أحد طرح العودة الاجبارية للنازحين. بل الكل يتحدث عن العودة الطوعية الامنة، وكشف ان من خلال معلوماتنا الميدانية، منظمات الامم المتحدة تضع العراقيل امام عودة النازحين الى سوريا وتثير لديهم القلق والهواجس، وهذا الامر يلحق الضرر بالشعب السوري واللبناني وبالبلدين ويخدم مصالح معينة على حساب معاناة الناسن موضحاً اننا “نحن في حزب الله أمام مجموعة تعقيدات موجودة في معالجة هذا الملف وانطلاقا من طبيعة علاقاتنا الجيدة والمتينة مع الدولة السورية، نريد أن نستفيد من هذه الحيثية لمد يد المساعدة، كاشفا ان حزب الله شكّل ملفا لمساعدة النازحين وكلفنا النائب نوار الساحلي وحددنا مراكز وأرقام تلفونات وشبكات تواصل ليتصل النازحون، وسيتم التواصل مع النازحين مباشرة وتحديد آلية لاستقبال طلبات النازحين وسنشكّل لوائح ونعرضها على الجهات المعنية في الدولة السورية بالتعاون مع الامن العام اللبناني لاعادة أكبر عدد من السوريين. معتبرا ان التوقيت اليوم هو الافضل في فصل الصيف وما قبل بدء العام الدراسي، وتطرق الى الوضع الامني في بعلبك الهرمل، مشيرا الى ان بعد انتهاء الانتخابات النيابية واعلان النتائج، حصل أمر في بعلبك الهرمل غير مفهوم. فهذا الخلل الامني والمبالغات الاعلامية الكبيرة حول الفلتان الامني، يجب التوقف عندها والتدقيق بما جرى، وهوغير مفهوم وغير طبيعي، مذكّرا ان الحرمان والانماء عمره 30 و40 سنة، وليس سببا لما يحدث اليوم فحتى بموجود المسلحين في الجرود كان الوضع الامني أفضل من الان”.
وأشار الى ان بعد تحرك نواب المنطقة ووزرائها وفعالياتها باتجاه رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والحكومة وقائد الجيش، واجتماعات المجلس الاعلى للدفاع وتوجيه رئيس الجمهورية بمعالجة هذا الموضوع والتحرك الاخير في الايام الماضية الذي سيمتد للجيش والاجهزة الامنية أمر جيد ويجب أن ندعمه، داعيا الجيش للعمل الجاد والمتواصل والمستمر وعدم القبول من أحد تغطية أحد. لا غطاء على أي مخل في أي منطقة من المناطق. فأسباب الخلل ووجود المخلين قائم ودائم. ودعا أهل المنطقة للتعاون الكامل، التجاوب مع كل الاجراءات التي يتخذها الجيش والقوى الامنية، وأدعو أهل المنطقة للاطمئنان والثقة. لا الدولة في وارد التخلي عن مسؤولياتها، والمسؤولين بدءا بالرئيس بري الذي كان له مواقف حازمة. ونحن في حزب الله لن نفقد الوسيلة والطريقة لحفظ أمن المنطقة ضمن الاولويات والاصول، وكل الخيارات ستكون خيارات مفتوحة، ليس حزب الله أو أمل في وارد ترك المنطقة وأمنها للمجهول ونحن الذين قدمتنا أغلى الدماء لأجل أن تأمن حدودها، فكيف نتخلى عنها حين ينتقل الخلل الامني الى الداخل، مطمئنا الى ان هذا الملف لن يترك ولن يهمل. المطلوب أن يتعاون الجميع ويمكن العبور من هذه المرحلة.
وفي موضوع اليمونة- العاقورة، هذه مشكلة عقارية، مطالباً النواب والقوى السياسية ابعاد هذا الملف عن الطائفية وابعاده عن المزايدات، فنفوس الناس في اليمونة والعاقورة يجب أن تهدأ ومعالجة ما حصل يتم من خلال الحوار والتعقل، ولا يجوز دفع الامور باتجاه استخدام السلاح أو التحريض الاعلامي والطائفي الذي وصفه السيد نصر الله بأنه يرقى الى مصاف الخيانة الوطنية، اما فتح الملف بهذا التوقيت وبعد الانتخباات وما يجري في بعلبك الهرمل فهو مشبوه.
أما في ملف التجنيس، قال السيد نصر الله ان صدر قبل ايام مرسوم التجنيس لعدد من الاشخاص، حصلت جراءه بلبلة في البلد وقيل الكثير، ونحن أول مرة نتطرق الى هذا الموضوع. معلنا ان نحن في حزب الله لم نكن على علم على الاطلاق بهذا المرسوم.الى ان صدر بالاعلام، نحن لا نعرف الكثير من هذه الاسماء ولسنا الجهة المعنية للتدقيق. ولدينا ملاحظات حول المرسوم لكن لن نعرضها في وسائل الاعلام لان طبيعة العلاقة مع الرئيس المبنية على الاحترام تفترض أن يعرضها احد النواب على الرئيس وهذا ما سنقوم به حول المرسوم، واضاف ان نحن لا ندعو فقط الى اصدار مرسوم تجنيس جديد، بل الى اصدار مراسيم تجنيس. هذا حق طبيعي للعهد وهناك حاجات انسانية ووطنية واشخاص يستحقون الحصول على الجنسية اللبنانية فما هي المشكلة؟ مثلا قضية أهل وادي خالد، يجب الانصاف بما ينسجم مع الدستور والمصالح الوطنية، حتى في موضوع اولاد الزوجات اللبنانيات، مع العلم ان هذا الملف اشكالي ولكن ندعو الى دراسة هادئة بشأنه ومعالجة هذا الملف.
وتطرّق السيد نصر الله الى الشأن الفلسطيني مشيرا الى ان من الواضح أن محركات صفقة القرن بدأت بالعمل، كوشنير في المنطقة والمبعوث الخاص لترامب حول ما يسمى عملية السلام، ومن الواضح أننا دخلنا في مرحلة العمل الاميركي الاسرائيلي الجدي لانجاز صفقة القرن ولم يعد مجرد كلام اعلامي، ويمكن أن نكون على مقربة من اعلان رسمي لهذه الخطة المشينة. داعيا كل المعنيين بالقضية الفلسطينية الى مواكبة التحركات والتطورات، ويجب أن ننظر الى ما يجري في فلسطين والمنطقة وفي الاردن وفي ما يعني لبنان، من الحدود البحرية والبرية ومزارع شبعا.
فما يجري في سوريا يجب أن نضع مكانا ما له وصولا الى الانسحاب الاميركي من الملف النووي وصولا الى التهديد بعقوبات وملاحقة النفط الايراني، وهذا كله ضمن المشروع المركزي الاميركي وهو صفقة القرن التي تعني تصفية القضية الفلسطينية. واثنى على مسيرات العودة التي تمثل التحدي الكبير، ولا بد من التوقف باجلال أما جرأة القيادة في غزة والمقاومين الذين ثّبتوا معادلة الرد على اي عدوان، وفيما خصّ تطورات جنوب سوريا، كل المعطيات التي تسمع في الاعلام صحيحة وتشير الى انهيارات كبيرة لدى المسلحين وتخلي “البيئة الحاضنة” واندفاعة شعبية كبيرة للعودة الى الدولة، والمعطيات تؤكد أن انهيار المسلحين ينسحب ليس فقط على الجزء الغربي من منطقة درعا، بل الى كل المنطقة في الجنوب سواء في درعا أو القنيطرة ويتحه الكثير منهم نحو المصالحات، جازماً ان لم يبقى في المنطقة الا الجزء الذي يسيطر عليه داعش ومصيره سيكون محسوما قريبا.
وأعلن اننا أمام انتصار كبير جدا في جنوب سوريا على كل الجماعات المسلحة التي تم دعمها اميركيا واسرائيليا، كاشفا ان عند الحدود السورية العراقية قامت طائرات معادية بقصف فصائل المقاومة العراقية، والفصيل الذي تم استهدافه هو كتائب حزب الله في العراق، مما ادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى وهذا حادث كبير وخطير، متوجها الى كل شعوب المنطقة بالقول: “في كل مكان يعتدى فيه على المقاومين ظلما لا يجوز أن يبقى هذا العدوان بدون جواب وبدون عقاب، فاذا تسامحنا هذا العدوان سيستمر” آملا في أن يوفق الاخوة في فصائل المقاومة العراقية لتحديد هوية الجهة المعتدية واتخاذ الاجراء المناسب.
وعن الملف اليمني أضاف “قبل أيام بثت قوى العدوان على اليمن خبرا مفاده ان قصف التحالف الجوي في صعدة، اسقط 8 شهداء لحزب الله اللبناني بينهم أحد القادة، وخبر ثان أنه تم اسر ثمانية من حزب الله، ليتم بعد ساعات التراجع عن خبر الاسر لمصلحة خبر القتل، نافيا خبر وجود حزب الله في اليمن”.