قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إن طرفي الصراع في اليمن (الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي) أكدا رغبتهما في التفاوض. وأضاف أنه يريد جمع الطرفين في غضون أسابيع، وأنه يأمل في عرض خطة تفاوض على مجلس الأمن الأسبوع المقبل.
وعزا المبعوث الأممي عدم وقوع هجوم كبير على الحديدة حتى الآن إلى محادثات الأمم المتحدة مع طرفي الصراع.
وخلال مقابلة مع إذاعة الأمم المتحدة، في وقت متأخر أمس، قال غريفيث إنه التقى خلال الأيام الماضية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمدينة عدن (جنوبي اليمن) وفي صنعاء مع كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام.
وأضاف أن الطرفين أبديا استعدادهما للجلوس إلى الطاولة لاستئناف المفاوضات.
ومضى قائلا إن الحوثيين عرضوا على الأمم المتحدة دورا رئيسيا في إدارة ميناء الحديدة إذا حدث وقف لإطلاق النار بالمحافظة، وإن الطرفين قبلا ذلك لكن المحادثات مستمرة بشأن كيفية تجنب أي هجوم.
وتوقع غريفيث مزيدا من المحادثات مع الحوثيين الأيام القليلة القادمة حتى تتضح الأمور المتعلقة بتوقيت المفاوضات بين الجانبين وتفاصيلها.
وتابع قائلا إن هناك ما يقدر بما يصل إلى مليون يمني يقاتلون، وإن مهمة نزع سلاحهم وإعادة دمجهم في المجتمع ستكون ثقيلة لكنها تمثل الأولوية بالنسبة للشعب اليمني.
وأشار المبعوث الأممي إن الهدف من عملية السلام المرجوة هو الوصول إلى حكومة وحدة وطنية جديدة، واحتكار القوة بيدها.
ويقابل تصريحات المبعوث الأممي -عن رغبة متبادلة بالدخول إلى مفاوضات- تصريحات من الطرفين المتنازعين تكشف مواقف متشددة. فالحوثيون يؤكدون أنهم لن يتعاملوا سوى مع الأمم المتحدة، وأنهم غير معنيين بالتعامل مع حكومة هادي المسنودة من السعودية والإمارات.
في الوقت نفسه، تقول الحكومة إنها لن توافق على أقل من انسحاب كامل وشامل للحوثيين من الحديدة ومينائها.
وقالت مصادر للجزيرة إن مديرية التحيتا (غربي محافظة الحديدة) شهدت معارك بين قوات الحكومة ومسلحي الحوثي.
وأضافت أن قوات الحكومة تمكنت من استعادة منطقة المجيليس وأجزاء من منطقة الفازة بمديرية التحيتا، وأن خطوط الإمداد بمنطقة الفازة الساحلية ما زالت تحت سيطرة الحوثيين. وتجري معارك عنيفة على مشارف مدينة التُّحَيْتَا، وسط حالة من الهلع بأوساط المدنيين.