أطلق الأميركي جارود راموس نيران بندقيته داخل غرفة الأخبار في صحيفة "كابيتال غازيت" المحلية بمدينة أنابوليس عاصمة ولاية ميريلاند أمس الخميس، فأردى خمسة أشخاص قتلى وأصاب اثنين بجروح، وفقا للشرطة.
وكان ذلك بمثابة الفصل الأخير في نزاع راموس مع الصحيفة التي اتهمها بتشويه سمعته. وقد اعتقل راموس -وهو في أواخر الثلاثينيات- بعد الهجوم، حيث وُجد مختبئا تحت مكتب.
وكشفت الشرطة عن أن راموس كان أطلق "تهديدات عامة" ضد الصحيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "توحي بالعنف"، وكان آخر تلك التهديدات في يوم الهجوم نفسه.
وكان راموس يعمل حتى عام 2012 في مكتب إحصاءات العمل التابع للحكومة الفدرالية، ولديه شهادة في هندسة الحاسوب.
قضية تحرش
وبدأ نزاعه مع "كابيتال غازيت" على ما يبدو بقصة خبرية نشرتها الصحيفة عام 2011 تحكي تفاصيل ما قالت إنه تحرش من جانبه بزميلة سابقة له في المدرسة الثانوية.
وبحسب الصحيفة، فقد تواصل راموس مع زميلته السابقة عام 2009، لكنها لم تتجاوب معه على ما يبدو، فأرسل إليها عام 2010 رسالة تقول "اذهبي واشنقي نفسك"، كما ضايقها في عملها حيث اتصل بمديرين في البنك الذي تعمل فيه، وقال إنه يجدر بهم فصلها من العمل، وقامت إدارة البنك بوضعها تحت الملاحظة.
ورفعت المرأة دعوى قضائية ضده تتهمه بالتحرش بها، وقالت للقاضي إنه يتوهم وجود علاقة بينهما. وقضت المحكمة بسجن راموس تسعين يوما، لكنها علقت تنفيذ الحكم وأمرته بالامتناع عن الاتصال بزميلته السابقة وبالخضوع لعلاج نفسي.
الشرطة في موقع الحادث الذي أفزع سكان أنابوليس (رويترز) |
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، بدأ راموس كتابة تغريدات على موقع تويتر يسخر فيها من القصة التي نشرتها الصحيفة عن قضية التحرش، ويهاجم صحفييها، ويخاطبهم بأسمائهم بكلام فاحش وبطريقة مباشرة كأنه يخوض في حديث معهم.
وفي عام 2012 أقام راموس دعوى قضائية ضد مالكي "كابيتال غازيت" يتهمهم فيها بتشويه سمعته، ثم قدم بعد أشهر عدة دعوى أخرى تتهمهم بانتهاك خصوصيته، لكن المحكمة رفضت الدعوى.
وعلق المسؤول السابق بالصحيفة توم ماركارت على الهجوم قائلا إنه كان يخشى منذ زمن طويل أن يلجأ راموس إلى استخدام العنف ضد الصحيفة.
وتابع "قلت للمحامين ذات مرة "يبدو أن هذا الرجل سيأتي ويطلق النار علينا"، وأضاف "خشيت على نفسي وعلى فريقي من أنه لن يكتفي بالدعاوى القضائية".