نازحو درعا.. هروب من جحيم القصف إلى حدود مغلقة

يواجه عشرات الآلاف من السوريين مصيرا مجهولا في العراء بعدما فروا من قصف طائرات النظام وروسيا في محافظة درعا جنوبي سوريا باتجاه الحدود الأردنية المغلقة.

وقال مراسل الجزيرة تامر الصمادي على الحدود الأردنية السورية إن حركة النزوح تزايدت خلال الساعات الماضية إذ يحاول نحو 90 ألف سوري الفرار إلى الأراضي الأردنية بحسب مصادر إغاثية.

وأفاد عاملو الإغاثة في درعا والمناطق المحيطة بأن الأماكن التي تتجه إليها العائلات النازحة تعاني نقصا حادا في الخبز والوقود، فضلا عن اضطرار كثير من العائلات إلى النوم في العراء.

ومع استمرار تدفق النازحين، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن الأردن لن يفتح حدوده مع سوريا. ويطالب الأردن بإقامة مخيمات للنازحين داخل الأراضي السورية بحماية روسية، إذ تقول الحكومة الأردنية إنها تستضيف نحو 1.5 مليون لاجئ سوري ولا تستطيع استقبال المزيد.

وأبدت السلطات الأردنية استعدادها لفتح الحدود لتقديم المساعدة الطبية للنازحين في ظل دمار المراكز الطبية في درعا ونقص الإمدادات الطبية.

بعض العائلات فرت من درعا باتجاه الحدود مع الجولان المحتل (رويترز)

وفي وقت سابق قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في دمشق ليندا توم لوكالة الصحافة الفرنسية "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية فرار عدد كبير جدا من الأشخاص بسبب استمرار أعمال العنف والقصف والقتال في هذه المنطقة". وأضافت "لم نر من قبل نزوحا ضخما بهذا الشكل في درعا".

وفرت أعداد أخرى من النازحين باتجاه الحدود مع الجولان المحتل، حيث يعيشون في العراء في بلدة القنيطرة.

قصف متواصل
وفي السياق، تتواصل الغارات الجوية للنظام السوري وروسيا على بلدات محافظة درعا، حيث أفاد مراسل الجزيرة بمقتل 32 مدنيا بينهم عشرة أطفال في الساعات الأخيرة، وإصابة العشرات.

وقال مراسل الجزيرة تامر الصمادي إن القصف يستهدف المناطق السكنية والمراكز الطبية والمخابز ومراكز الدفاع المدني، وأضاف أن الغارات لم تتوقف منذ الليلة الماضية، حيث ما زالت أصوات الانفجارات تسمع عبر الحدود.

من ناحية أخرى، قالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة إنها صدت هجوما لقوات النظام السوري وحزب الله اللبناني يهدف لفصل مناطق سيطرة المعارضة في ريفي درعا الشرقي والغربي. وأضافت المصادر أن قوات المعارضة قتلت أفرادا من قوات النظام ودمرت آليات عسكرية.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قيادات من الجيش السوري الحر التابع للمعارضة وصلت إلى العاصمة الأردنية عمان في الساعات الماضية وتجري لقاءات مع مسؤولين في الجهاز الأمني الأردني الذي يقود جانبا من المفاوضات بين الجيش السوري الحر وروسيا.

وذكر المراسل أن هناك تسريبات بشأن إمكان التوصل خلال الساعات المقبلة إلى هدنة مؤقتة.

من جهة أخرى، قال مصدر أردني رسمي للجزيرة إن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو يوم 4 يوليو/تموز المقبل للتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين والتوصل لحل سياسي.

ومن المتوقع أن يطالب الجانب الأردني خلال اللقاء بفتح مخيمات للنازحين من درعا في الأراضي السوري برعاية الأمم المتحدة على أن تكون روسيا ضامنة لحماية تلك المخيمات.

وذكر المصدر الأردني أن عمان كانت قد دعت إلى عقد لقاء أردني روسي أميركي من أجل الحفاظ على اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، ولكنها لم تنجح في تحقيق توافق لعقده.

ومن المنتظر أن يلتقي وزير الخارجية الأردني اليوم الخميس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبحث دور الأمم المتحدة في توفير الدعم الإنساني للسوريين من الداخل السوري.

من جانب آخر، قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جلسة لمجلس الأمن أمس الأربعاء إنه لا ينبغي السماح بتحول الجنوب السوري إلى غوطة شرقية أخرى أو حلب أخرى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!