قالت مصادر للجزيرة إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث أبلغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي موافقة الحوثيين على إشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة، وذلك خلال زيارة المسؤول الأممي إلى العاصمة المؤقتة عدن.
ولم تنشر وكالة الأنباء اليمنية التابعة للحكومة أي تفاصيل عن الزيارة -التي استمرت ساعات فقط قبل أن يغادر إلى سلطنة عمان- لكنها ذكرت أن هادي بحث موضوع الحديدة مع غريفيث.
وكانت مصادر غربية قالت أمس الثلاثاء لرويترز إن الحوثيين لمحوا إلى استعدادهم لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة، وإن واشنطن شجعت التحالف العربي على قبول مثل هذا الاتفاق.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في الحكومة أن الرئيس هادي أصر على موقفه بضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة ومينائها الإستراتيجي، وتسليمها للسلطات الحكومية الشرقية "من أجل تجنيبها القتال والدمار".
وأضافت أن المبعوث الأممي غادر عدن بعد إخفاقه في تحقيق أي تقدم يفضي إلى وقف معركة الحديدة.
وقال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إن هادي ناقش مع المبعوث الأممي تنفيذ بنود مبادرة الحديدة والمقدمة نهاية مايو/أيار الماضي.
وأوضح اليماني أن ذلك سيتم في ضوء التعديلات التي أجريت على الاتفاقية ضمن رؤية الحكومة كحزمة متكاملة تقوم في الأساس على مبدأ الانسحاب الكامل للحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة.
وأضاف في تغريدات بصفحة الخارجية اليمنية على تويتر أنه لا يمكن تصور إدارة الميناء وتوفير الأمن فيه بمعزل عن مدينة الحديدة.
وقال إنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الغربي وحماية الملاحة الدولية دون مغادرة "المليشيات الحوثية" كافة المحافظة كلها.
وأكد اليماني على ضرورة دخول قوات من وزارة الداخلية إلى المنطقة لضمان الأمن فيها واستمرار الأعمال الإغاثية والتجارية الجارية بالميناء.
وتأتي زيارة المبعوث الأممي في وقت سابق اليوم بعد أسبوع من زيارته صنعاء ولقائه مسؤولين حوثيين.
تناغم مع الإمارات
وكانت الإمارات أعلنت أمس أن التحالف الذي تقوده مع السعودية لن يقبل بأي حل لوقف التقدم نحو ميناء المدينة.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي للصحفيين "لا يمكننا تخيل وضع يكون فيه الحوثيون بالمدينة (الحديدة)".
ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري تنفذ القوات الحكومية بإسناد من السعودية والإمارات عملية عسكرية لاستعادة الحديدة ومينائها الإستراتيجي على البحر الأحمر من مسلحي الحوثيين.
ويخشى المجتمع الدولي من احتمال تدهور الموقف الإنساني بشكل حاد إذا تسبب القتال على الميناء في تعطيل دخول المساعدات، في ظل نزوح الآلاف وسقوط ضحايا مدنيين.