أوقعت غارات للتحالف العسكري الإماراتي السعودي ضحايا مدنيين شمال العاصمة اليمنية صنعاء، ودفعت آخرين للنزوح من محافظة الحديدة الساحلية التي تشهد عملية عسكرية كبيرة، في حين هدد الحوثيون السعودية بالمزيد من الضربات الصاروخية بعد استهدافهم الرياض أمس بصاروخين بالستيين.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن تسعة مدنيين قتلوا -بينهم نساء وأطفال- في قصف لطيران التحالف على حي البريد السكني بمدينة عمران (شمال محافظة صنعاء). وبثت وسائل إعلام تابعة للحوثيين صورا لانتشال ضحايا القصف الذي أسفر عن جرح عشرين آخرين، وفق مسؤولين.
من جهتها، قالت وكالة سبأ الخاضعة للحوثيين إن غارات للتحالف أوقعت قتيلين في منطقة النخيلي في مديرية الدريهمي (جنوب مدينة الحديدة).
وكان التحالف أعلن قبل أيام سيطرته على مطار الحديدة الذي يقع على بعد كيلومترات جنوب المدينة، ونفى الحوثيون ذلك.
وتفيد أنباء بمواجهات تدور بين القوات اليمنية المدعومة من التحالف الإماراتي السعودي والحوثيين على الطريق التي تربط بين مدينة الحديدة والميناء الذي يسعى التحالف للسيطرة عليه.
ميدانيا أيضا، قال التحالف إن طائراته قصفت رتلا للحوثيين في منطقة مرّان بمحافظة صعدة؛ مما أسفر عن مقتل 41، بينهم ثمانية من عناصر حزب الله اللبناني.
صاروخ أطلقه الحوثيون في مارس/آذار الماضي باتجاه الأراضي السعودية (رويترز) |
وعيد حوثي
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام إن ضربات الجماعة الصاروخية ستطول أماكن لا يتوقعها "العدو"، وذلك بعد يوم من إطلاق صاروخين من نوع "بركان" على أهداف في العاصمة السعودية الرياض؛ مما رفع مجمل عدد الصواريخ الحوثية باتجاه السعودية إلى 155 صاروخا حتى الآن، وفق متحدث باسم التحالف.
وأضاف عبد السلام في تصريحات نقلتها وكالة رويترز أنه " كلما استمر العدوان وطالت الحرب تعاظمت قدراتنا الصاروخية البالستية".
وكان الحوثيون قالوا إنهم استهدفوا مركز معلومات وزارة الدفاع ومواقع ملكية أخرى في الرياض، لكن وسائل إعلام سعودية أكدت أن الدفاعات الجوية اعترضت الصاروخين.
ووفق وكالة رويترز، فقد سقطت أجزاء من الصاروخين قرب مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية وعلى مدرسة في الحي الدبلوماسي، كما سقط بعضها على سطح مقر سكني خاص، لكن مسؤولين سعوديين قالوا إنه لم يسقط قتلى أو جرحى. وأسفرت الشظايا أيضا عن اندلاع حريق في موقع بناء.
وتعليقا على هذا الهجوم، قال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي إن تقدم قوات التحالف في الحديدة وجبهات أخرى يدفع الحوثيين لشن هذه الهجمات بهدف "استعراض القوة".
المبعوث الأممي لليمن خلال زيارته مؤخرا لصنعاء (رويترز) |
تحرك سياسي
سياسيا، يؤدي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بعد غد الأربعاء زيارة قصيرة إلى مدينة عدن -عاصمة اليمن المؤقتة- يلتقي خلالها الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال مسؤولون يمنيون إن اللقاء سيركز على الوضع في مدينة الحديدة.
وكان المبعوث الأممي زار صنعاء مؤخرا بالتزامن مع انطلاق الهجوم على الحديدة، بيد أن محادثاته مع القياديين الحوثيين لم تسفر عن نتائج ملموسة. ورفع غريفيث اليوم تقريرا إلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين في لوكسمبورغ يشرح فيه نقاط وملامح خطته لإنهاء النزاع المستمر في اليمن منذ مارس/آذار 2015.
وقال مراسل الجزيرة حافظ مريبح إن لقاء العمل الذي شارك فيه غريفيث عقد بحضور ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.
ونقل عن موغيريني قولها قبيل اللقاء إن الأوروبيين سيستمعون بكل تركيز إلى ما يقوله غريفيث وسيعملون على دعم خطته من أجل وقف الحرب في اليمن. كما قالت إن الاتحاد الأوروبي يدعم حلا سياسيا وعودة المفاوضات في اليمن لإنهاء الأزمة.