انطلقت في الخرطوم محادثات بين الفرقاء في دولة جنوب السودان، برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) بمشاركة الرئيس سلفا كير ميارديت وزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار وقادة عدد من الفصائل الجنوبية المعارضة الأخرى، وبحضور الرئيس السوداني عمر البشير والأوغندي يوري موسفيني، وذلك بعد جولة سابقة في أديس أبابا.
وتعقد هذه المحادثات التي تستمر جولتها الأولى بالخرطوم نحو أسبوعين وفقاً لما أقرته القمة الاستثنائية لمنظمة الإيغاد التي عُقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤخرا.
وتناقش هذه الجولة المسائل المتعلقة بالحكم والترتيبات الأمنية في جنوب السودان بالإضافة إلى الإجراءات الخاصة بإعادة تأهيل الاقتصاد عبر التعاون الثنائي بين جمهوريتي السودان وجنوب السودان.
وفشلت جولة أولى من المحادثات رعاها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا الخميس في تحقيق أي اختراق.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوداني الدرديري أحمد للصحفيين أن الخرطوم تسعى عبر جولة المحادثات الجارية إلى تحقيق اختراق في هذه المسألة.
وأوضح مراسل الجزيرة في الخرطوم الطاهر المرضي أن هذه الجولة مختلفة عن سابقتها، وأنها قد تكون أقرب إلى وصول توافق، في ظل الضغوط الإقليمية على أطراف النزاع في جنوب السودان.
وأضاف المراسل أن مقترحات منظمة إيغاد هذه المرة خاضعة لدراسة أكثر مما كان عليه في السابق، وأن لدى الخرطوم حوافز ستقدمها لجارتها الجنوبية، خاصة على الصعيد الاقتصادي.
كما أن طرفي النزاع في جنوب السودان أعربا عن استعدادهما للسلام، ولكن سلفا كير طلب من مناوئيه تقديم أدلة لمواقفهم السياسية بمنطق وليس بتعنت.
وجاءت هذه الجولة بعد أن أعلنت حكومة جنوب السودان أن "صبرها نفد" من زعيم المتمردين رياك مشار.
وشهدت الدولة الوليدة منذ عام 2013 -بعد عامين من انفصالها عن السودان- حربا أهلية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وأجبرت الملايين على الفرار.
والشهر الماضي صوّت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على استئناف بعض العقوبات على جنوب السودان حتى منتصف يوليو/تموز القادم، وعلى بحث فرض حظر على سفر ستة من قادة جنوب السودان وتجميد أصولهم ما لم يتوقف الصراع بحلول الثلاثين من يونيو/حزيران الجاري.