وبسبب القصف العنيف الذي يشنه التحالف السعودي الإماراتي على الحديدة، نزحت ثلاثة آلاف عائلة من الدينة المنكوبة ولجأت إلى صنعاء.
ومن بين الذين هجرتهم الحرب من ديارهم إلى "مدرسة أبي بكر" سامي علي الذي يقول إنه كان يدبر أمره في الحديدة بما تيسر من معونات غذائية إلا أن القصف أجبره على الرحيل مع عائلته، في حين تحاول أم محمد نقل ما يسهل حمله من أمتعتها بحثا عن مكان آمن.
وفي هذه المدرسة التي تشرف عليها الهيئة الوطنية للشؤون الإنسانية في أمانة العاصمة؛ كثير من قصص التشرد ومشاعر الخوف وقساوة الحرب.
ويقول مدير الهيئة الوطنية للشؤون الإنسانية في أمانة العاصمة إن الوضع "سيئ جدا لدينا نازحون من أكثر من 13 محافظة، أي ما يعادل 65 ألف أسرة، والآن بدأ سكان المحافظة رقم 14 بالنزوح، وسط صمت دولي مصحاب للأعمال العدوانية.
وعلى الطريق الواصل بين محافظة الحديدة وصنعاء تقف منطقة منخا شاهدة على حركة العائلات النازحة إلى العاصمة.
هجوم ونزوح
وفي رحلة النزوح نحو المجهول من الحديدة إلى صنعاء، يدفع المدنيون ثمن فشل أطراف الصراع في حمايتهم من نار المعارك والقتال كما تنص الاتفاقات الدولية. وهي رحلة يدفعون ثمنها خوفا وجوعا ومرضا وفي أحيان كثيرة دما في صراع لا تلوح له نهاية قريبة.
وقد بدأت القوات الموالية للحكومة مدعومة بالتحالف العسكري بقيادة السعودية، في 13 يونيو/حزيران هجوما للسيطرة على مدينة الحديدة.
وتضم المدينة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان، لكن التحالف يرى فيه منطلقا لعمليات يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.
وسيطرت القوات الموالية للحكومة والتي تساندها الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف، على مطار الحديدة الأربعاء بعد معارك قتل فيها 374 من الطرفين، لكنها لم تتقدم بعد باتجاه الميناء الواقع على بعد ثمانية كيلومترات من المطار.
ويشير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن أكثر من 30 ألف شخص فروا من محافظة الحديدة بسبب المعارك، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص من مدينة الحديدة، مركز المحافظة.