قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي في مقابلة مع صحيفة القدس الفلسطينية إن خطة السلام التي تعمل عليها الإدارة الأميركية ستكون جاهزة قريبا، وأكد أنه مستعد للتعاون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إذا رغب هو في ذلك.
وذكر كوشنر في المقابلة التي نشرت باللغة العربية اليوم الأحد أن القادة العرب الذين التقاهم مؤخرا أبلغوه أنهم يريدون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وحلا يحفظ كرامة الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني "يعلم أننا مستعدون لمقابلته ومواصلة المناقشة عندما يكون مستعدا. إذا كان الرئيس عباس مستعدا للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة".
وكشف كوشنر أن نقاط الصفقة الفعلية التي تعكف عليها الإدارة الأميركية هي بين الإسرائيليين والفلسطينيين لكن "الخطة الاقتصادية" التي يعمل عليها مع فريقه يمكن أن تظهر كجزء من صفقة عندما يتم تحقيقها مع بعض الاستثمارات الضخمة التي تمتد إلى الشعبين الأردني والمصري أيضا، حسب تعبيره.
وقال المسؤول الأميركي "لا أريد التحدث عن تفاصيل الصفقة التي نعمل عليها"، لكنه أكد أنها ستكون جاهزة قريبا.
وخلال المقابلة وجّه كوشنر خطابه إلى الشعب الفلسطيني قائلا "أنتم تستحقون مستقبلا مشرقا". وأضاف أنه حان الوقت لأن يدعم الإسرائيليون والفلسطينيون قيادتيهما لتحقيق مزيد من الانفتاح وإيجاد حل.
ويقوم كوشنر والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات منذ الثلاثاء الماضي بجولة في دول المنطقة، يعتقد أنها تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على ما بات تعرف بصفقة القرن.
بدائل وهمية
ونددت السلطة الفلسطينية أمس بما سمتها "بدائل سياسية وهمية" تقدمها هذه الجولة الأميركية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن على الوفد الأميركي المتجول في المنطقة التخلّص من الأوهام والعودة إلى الشرعية الدولية.
ودعا أبو ردينة إدارة الرئيس دونالد ترامب للتوقف عن السعي "لخلق بدائل سياسية وهمية ومشاريع هدفها تقسيم الوطن الفلسطيني".
وأضاف أن العنوان الصحيح لتحقيق السلام العادل والدائم لا يمكن تجاوزه إقليميا أو دوليا، وهو يمر من خلال القيادة الفلسطينية وفي طليعتها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي تعليق فلسطيني آخر، قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور للجزيرة إن القيادة الفلسطينية تسلمت ثلاث رسائل من ثلاث عواصم عربية أكدت فيها على مبدأ حل الدولتين وأن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
يشار إلى أن القيادة الفلسطينية أعلنت أن واشنطن لم تعد وسيطا في عملية السلام، ورفضت لقاء مبعوثين أميركيين بمن فيهم مايك بينس نائب الرئيس الأميركي، وذلك بعدما قرر الرئيس الأميركي نهاية العام الماضي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وعقد كوشنر وغرينبلات منذ الثلاثاء الماضي سلسلة اجتماعات مع زعماء عرب في الرياض وعمّان والقاهرة والدوحة، كما عقدا اجتماعين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي البيانات التي أصدرها عقب تلك الاجتماعات، قال البيت الأبيض إنها بحثت العلاقات الثنائية مع هذه الدول، وسبل تقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة، وجهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسهيل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكن صحفا إسرائيلية تقول إن الجولة الأميركية مرتبطة بصفقة القرن. وكشفت صحيفة هآرتس عما وصفتها بمعلومات موثوقة بشأن صفقة القرن تفيد بأنها تعرض على الفلسطينيين ضاحية أبو ديس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من القدس.