وقع انفجار صباح اليوم السبت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعيد انتهاء رئيس الحكومة آبي أحمد علي من إلقاء خطابه أمام أكثر من مليون شخص في ساحة ميسكيل، وقد ظهر في البداية أنها محاولة اغتيال فاشلة بقنبلة.
وأكد آبي في كلمة تلفزيونية سقوط قتلى وجرحى خلال الهجوم، بينما نقل التلفزيون المحلي أن الشرطة بدأت التحقيق لمعرفة من يقف خلف ما جرى.
وقال آبي إن الانفجار محاولة غير ناجحة من قوى لا تريد أن ترى إثيوبيا موحدة. ونقلت الأناضول أن سيدتين ورجلا أوقفوا على خلفية التفجير الذي تسبب في حالة من الهلع أدت لاندفاع الحشد باتجاه المنصة التي غادرها رئيس الوزراء بسرعة.
وأوضح مراسل الجزيرة بأديس أبابا حسن عبد الرزاق أن الهجوم وقع من بعد نحو ثلاث دقائق من إنهاء رئيس الحكومة كلمته، حيث سمع انفجار اعتقد الناس في البداية أنه مجرد تماس كهربائي.
وأضاف المراسل أن حضور آبي للتجمع الجماهيري لم يكن مبرمجا من قبل، وقد غيّر رأيه بعدما تأكد حضور أكثر من مليون مواطن للتجمع الجماهيري، حيث أعدت المنصة فقط صباح اليوم لاستقباله.
وألهب آبي مشاعر الجماهير بحديثه عن أن إثيوبيا خلال عهده لن ترجع أبدا إلى الوراء، مشددا على أن البلاد عانت خلال مئة عام من الآثار المدمرة لـ "الكراهية" ولا مناص من الإصلاح والمضي قدما إلى الأمام.
ومنذ أن تولى مهامه على رأس الحكومة، أجرى آبي تغييرات كبيرة حيث أفرج عن عدد كبير من المعارضين، واتخذ إجراءات لتحرير الاقتصاد.
وعبّر عدد من مؤيدي آبي عن سعادتهم بآمال الإصلاح التي يحملها رئيس الحكومة الجديد، وأساسها ترسيخ الديمقراطية والوحدة الوطنية.
الهجوم تسبب بحالة هلع وسط الجماهير التي اندفعت أمام المنصة (الجزيرة) |
وكان آبي أدى اليمين الدستورية لترؤس الحكومة أمام البرلمان بداية أبريل/نيسان الماضي خلفا لرئيس الحكومة السابق هيلاميريام ديسيلين الذي قدم استقالته في 15 فبراير/شباط الماضي.
وقال رئيس الحكومة الجديد وقتها إنه سيحترم كافة الحقوق، مؤكدا أنه سيكون أحد مفاتيح الحل للأحداث والمشاكل التي عانت منها البلاد سياسيا، كما أكد أن الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب إثيوبيا الحاكمة ستعطي الأولوية لمصلحة الوطن والمواطن واحترام كافة الحقوق.
ويعتبر آبي (42 عاما) أول رئيس وزراء من عرقية "الأورومو" في تاريخ إثيوبيا، وكان يشغل قبل انتخابه منصب حاكم الإقليم الذي يحمل نفس العرقية.
ويرى مراقبون أن انتخاب آبي بداية الطريق لإصلاحات واسعة تنتظرها الأجيال الجديدة، إلا أن ثمة تحديات صعبة تواجهه، أولها الدولة العميقة المتغلغلة بالأمن والجيش والاقتصاد التي لا يمكن مصادمتها، كما أن التماهي معها سيجعل التغيير والإصلاح اللذين تنشدهما الأجيال الجديدة أمرا بعيد المنال.
يُذكر أن الأورومو كبرى القوميات الإثيوبية، ويمثل المسلمون أغلبيتها الساحقة، وتحتج منذ عشرات السنين على انتهاك حقوقها، وشهد الإقليم عام 2015 حركة احتجاجية امتدت خلال 2016 إلى جهات أخرى منها مناطق أمهرا في الشمال.