أخبار عاجلة
أسعار النفط تتراجع -

افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاربعاء 31 كانون الثاني 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاربعاء 31 كانون الثاني 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاربعاء 31 كانون الثاني 2018

صحيفة النهار:
الأزمة مستمرة … ولا استجابة لدعوة عون‎

بدا واضحاً أمس ان ثمة قراراً بترك الشارع يأخذ مداه في التحرك الاعتراضي الاحتجاجي على كلام الوزير ‏جبران باسيل في حق الرئيس نبيه بري من دون تدخل أمني قد يجر الى مواجهات تزيد الازمة تفاقماً. واذ اكتفى ‏باسيل بابداء أسفه من غير أن يعتذر، دخل رئيس الجمهورية ميشال عون على الخط ببيان دعا فيه الى التسامح ‏خصوصا ان الاهانات التي طالته شخصيا وطالت عائلته تجاوزت ما أصاب بري، فاعتبر ان "ما حدث اساء الى ‏الجميع، وما حصل على الارض خطأ كبير بني على خطأ"، وتطلع "الى ان يتسامح الذين اساؤوا بعضهم الى ‏البعض‎".‎ 

لكن كلام عون لم يهدىء روع الشارع اذ استمر مناصرو حركة "امل" في قطع الطرق وحرق الاطارات وتنظيم ‏مواكب سيارة تردد ان بعضها مسلح، وتوزعت بين بيروت وكفرشيما والحدت وطريق شتورة - زحله وبعلبك ‏وتبنين وعنقون وحارة صيدا. واذا كان الرئيس بري يحرص على عدم تفلت الشارع، بل على ضبطه بعدما أدى ‏رسالته وبلغت أسوار بعبدا والسرايا، فان معلومات رجحت لـ"النهار" ان تستمر أعمال الشغب والترهيب في ‏الشارع أياماً من دون تجاوز الحدود المرسومة حرصاً على السلم الاهلي وعلى عدم التسبب بمواجهة بين ‏اللبنانيين‎.‎ 

ونقل زوار عين التينة عن الرئيس بري أنه عند موقفه من الأزمة المفتوحة. واكتفى بعبارة " لا تعليق " رداً على ‏بياني رئيس الجمهورية و"تكتل التغيير والإصلاح". وقال إن "أخطر ما يجري محاولة لتثبيت أعراف البلد. ‏وهناك من لم يغادر مرحلة ما قبل الطائف والواضح انه يراد نسف الدستور والطائف وخلق أعراف جديدة". ‏وأضاف: "انا نبيه بري لا يتوقع أحد أن أقبل بتثبيت مثل هذه السياسات والقواعد المخالفة للدستور. انا في ‏اختصار أحافظ على مصلحة لبنان وليس على مصلحتي". واكد انه "لن يسمح بأي شيء يهدد الاستقرار ووحدة ‏لبنان واللبنانيين‎".‎ 

وكان عون رأى ان "ما حدث البارحة (الاثنين) على الصعيدين السياسي والأمني اساء إلى الجميع وأدى الى تدني ‏الخطاب السياسي الى ما لا يليق باللبنانيين". ولفت الى ان القيادات السياسية مطالبة اليوم بالارتقاء الى مستوى ‏المسؤولية لمواجهة التحديات الكثيرة التي تحيط بنا واهمها المحافظة على الاستقرار والأمن والوحدة الوطنية ‏وعدم التفريط بما تحقق من انجازات على مستوى الوطن خلال العام الماضي‎.‎ 

وفي مقابل اللاإعتذار، انسحب الخلاف على مسار العمل النيابي ، فطارت جلسة اللجان النيابية المشتركة لعدم ‏اكتمال النصاب وحلت محلها مواقف عالية السقف لنواب كتلة "التنمية والتحرير"، فقال النائب انور الخليل إن ‏مواقف باسيل تعرقل وتهدد الاستقرار والسلم الاهلي والامر لا يستقيم بالاعتذار بل بمراجعة منهجية لشخصية لا ‏مكان لها في زمن السلم، داعياً باسيل الى الاستقالة. أما زميله النائب علي بزي فقال: "قد تكون لباسيل مصلحة ‏بتأجيل الانتخابات وهو يريد تطييرها لأنه رأى أن حسابات الحقل لا تتطابق مع حسابات البيدر، وحتى اعتذاره ‏لا يكفي". وختم: "نقول له الانتخابات حاصلة وفي موعدها‎".‎ 

كذلك لن تعقد الحكومة جلستها الاسبوعية الخميس نتيجة سفر رئيسها الى تركيا، مبعداً كأس ‏المواجهة المرة عن الوزراء الذين يتبادلون أيضاً الكلام بسقف عال جداً لا بد ان ينعكس على مسار عمل مجلس ‏الوزراء. وعلمت "النهار" في هذا الاطار ان لا نية لدى "امل"، والثنائي الشيعي تالياً، بتفريط بالحكومة لعدم ‏ادخال البلاد في نفق مظلم، لكنهما سيغيران قواعد اللعبة مع الفريق الرئاسي أولاً، ومع فريق الرئيس الحريري ‏الذي سحب وساطته من غير ان يتخذ موقفاً وهو الذي كان أحد مسببي الاشكال الذي قام أولاً على مرسوم الاقدمية. ‏الى أن المصادر طمأنت الى عدم النية لاسقاط الحكومة، مرجحة تحولها الى ما يشبه حكومة تصريف الاعمال في ‏غياب التعاون بين اعضائها‎.‎ 

وتحدثت المصادر الى "النهار" عن استياء بالغ لدى "حزب الله" مما آلت اليه الامور، وأنه يفصل ما بين اتفاقه ‏الاستراتيجي مع الرئيس عون، والعلاقة مع الوزير باسيل الذي يكرر ارتكاب الاخطاء ان في تحالفاته الانتخابية ‏وفي خياراته السياسية أم في موقفه من اسرائيل و في رد محطته التلفزيونية على السيد حسن نصرالله حول في ‏شأن فيلم "ذي بوست". وتخوفت من مواجهة انتخابية بين الثنائي الشيعي وتحالف "التيار - المستقبل"، وهو ما ‏كان اشار اليه الرئيس بري سابقا عندما تحدث عن الثنائي الماروني - السني قبل اتفاق الطائف. واشارت ‏المصادر الى انه على رغم ظهور بوادر في هذا الاتجاه، الا ان الحزب حريص على عدم اعطائه الوجه الطائفي ‏والمذهبي، وعدم التفريط بالتفاهم الذي قام مع الرئيس عون‎.‎ 

الرئيس الالماني
في غضون ذلك، أمضى الرئيس الالماني فرنك فالتر شتاينماير اليوم الثاني من زيارته الرسمية للبنان، في لقاءات ‏شملت رئيسي مجلسي النواب والوزراء، ورؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية. كذلك وضع إكليلاً على نصب ‏الشهداء، وتفقد القوة البحرية الالمانية المشاركة في "اليونيفيل" ممثلة بالبارجة "ماغدبورغ 261‏‎ F" ‎الراسية في ‏مرفأ بيروت، وزار المتحف الوطني والجامعة اللبنانية. ورأى الرئيس الألماني "أن السلام الديني هو تعبير عن ‏القبول بالتعدد والتعايش بين مكونات المجتمع المختلفة

صحيفة المستقبل:
 عون يدعو إلى "التسامح".. و"التغيير والإصلاح" متمسك بمبادرة باسيل "الذاتية" بري: لا مصلحة بتعطيل الحكومة

بلغة "أبوية" تتعالى على الإساءات الشخصية وتدعو إلى "الارتقاء إلى مستوى المسؤولية"، قال رئيس الجمهورية ميشال عون كلمته إزاء مستجدات الأزمة المُحتدمة بين ضفتي "عين التينة" و"ميرنا الشالوحي"، فوضع الفعل السياسي ورد الفعل الميداني بين الضفتين في خانة "الخطأ" المتبادل، داعياً إلى "أن يتسامح الذين أساؤوا إلى بعضهم البعض لأنّ الوطن أكبر من الجميع ومن الخلافات السياسية التي لا يجوز أن تجنح إلى الاعتبارات الشخصية لا سيما وأنّ التسامح يكون دائماً بعد إساءة". وعلى الأثر وبينما آثر رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم التعليق رسمياً على بيان بعبدا، نقل زواره لـ"المستقبل" عنه أنه يأخذ على البيان "مساواته بين الفعل ورد الفعل" خصوصاً في العبارة التي جاء فيها أنّ "ما حصل على الأرض خطأ كبير بُني على خطأ" بحيث أوحت بأنّ التحركات الشعبية العفوية أخطر من "الكلام البلطجي" الذي أثار الناس وأجّج مشاعرهم ودفعهم إلى النزول إلى الشارع تعبيراً عن رفض الإساءة لمقام الرئاسة الثانية، وسط إشارة المصادر إلى أنّ بري أكد رداً على استفسارات مراجعيه أنّ "ما حصل لن يؤثر على الحكومة"، قائلاً: "لا مصلحة بتعطيل مجلس الوزراء ولا بتعطيل مجلس النواب سيّما وأنّ لبنان على أبواب مؤتمر "روما 2" الذي يحتاج إلى "عدة شغل" مؤسساتية قبيل مغادرة الوفد اللبناني الرسمي للمشاركة فيه". 

وعن الوضع الميداني، يشير زوار عين التينة إلى أنّ بري عمل منذ اندلاع الأزمة "ليلاً ونهاراً" على احتواء الشارع و"طلب من المسؤولين في حركة أمل استخدام كافة الوسائل لكبح جماح المتظاهرين"، مشدداً على أنّ "الذين تجمهورا أمام مقر التيار الوطني الحر في سنتر ميرنا الشالوحي في منطقة سن الفيل كانوا قد حضروا عفوياً من حي الزعيترية في المتن ولم يكن بعلم مسبق بتحركهم هذا". 

وفي "ميرنا الشالوحي" أمس، حرص تكتل "التغيير والإصلاح" على عقد اجتماع استثنائي برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل ليعيد التأكيد على كون ما حصل منذ أيام مع باسيل "في لقاء غير علني تم استدراكه من قبله من خلال تعبيره عن أسفه"، مبدياً التمسك بهذه "المبادرة الذاتية" ومعرباً في الوقت عينه التجاوب مع طلب رئيس الجمهورية "التسامح في ما يتعلق بالاعتداء" الذي حصل على المقر العام للتيار، انطلاقاً من التشديد على أنّ "الكرامات متساوية واللبنانيين متساوون بحقوقهم وواجباتهم". 

بدورها، عبّرت كتلة "المستقبل" النيابية عن "الأسف العميق لما آلت إليه مستويات التخاطب السياسي في البلاد والتي بلغت حدوداً غير مقبولة ومنها التعرض لكرامات الرئاسات والقيادات"، فأكدت إثر اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط على "مسؤولية كافة الجهات المعنية في ضبط هذا الفلتان اللأخلاقي الذي يسيء لصورة لبنان وتاريخه الديموقراطي ويؤجج الخلافات وما تستجلبه من أضرار على السلم الأهلي في البلاد واستقرارها"، رافضةً "العودة إلى استخدام الشارع أسلوباً غير مقبول من شأنه أن يفسح المجال للمصطادين في المياه العكرة"، مع التنويه بالموقف الذي صدر عن رئيس الجمهورية "ولغة التسامح التي عبّر عنها ودعوته الجميع إلى الارتقاء لمستوى المسؤولية في مواجهة التحديات". 

الحريري يلتقي أردوغان اليوم 
ومساءً وصل رئيس مجلس الوزراء إلى أنقرة في زيارة يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، ويجري معهما محادثات تتناول آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات. وكان في استقبال الحريري في المطار سفير لبنان في تركيا غسان المعلم وسفير تركيا في لبنان ساغاي ارسياس. 

ويرافق رئيس مجلس الوزراء في زيارته وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوزير السابق باسم السبع ومدير مكتبه نادر الحريري والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير. 

صحيفة اللواء:
أزمة وطنية مفتوحة.. بعد فجر "الفيديو‎" عون يسامح على الإساءة.. وبري: تفاجأت بكلام باسيل لأنه وزير خارجية.. وليس رجل زقاق

من الخطأ المكابرة وعدم الاعتراف بحقيقة الوضع السائد في البلاد، والذي اتخذ ابعاداً بالغة الخطورة، بعد "فيديو ‏باسيل‎". 
وعلى الرغم من بيان قصر بعبدا الذي رسم سقفاً للمعالجة من زاوية: الخطأ الذي بني على خطأ - الدعوة إلى ‏التسامح، بدءاً من نفسه، حيث أعلن الرئيس ميشال عون "اني من موقعي الدستوري والابوي اسامح جميع الذين ‏تعرضوا إليَّ وإلى عائلتي" والمسامحة تأتي بعد إساءة فإن تكتل الإصلاح والتغيير بعد اجتماعه برئاسة الوزير ‏جبران باسيل بعد ظهر أمس، خيّب آمال الأوساط المراهنة على خطوة متقدمة من الوزير باسيل، حيث ابتعد عن ‏الظهور الإعلامي، وترك المجال لأمين سر التكتل ليقرأ بياناً، خلط "السماوات بالأبوات" فاكتفى بقبول دعوة ‏الرئيس عون للتسامح، والتذكير بأن باسيل اعرب عن اسفه صباح يوم تسريب "الفيديو" قبل ان يطلب أحد منه ‏الاعتذار‎. 

وسارعت محطة‎ "NBN" ‎إلى وصف باسيل بأقذع العبارات "اللئيم المتأصل في اللئم والكذب والممارس للرذيلة ‏والطائفية يكابر ويرفض الاعتذار‎". 

وليلاً، نسبت قناة "المنار" الناطقة بلسان حزب الله كلاماً للرئيس برّي قال فيه: طلبت اعتذاراً من اللبنانيين وليس ‏لي، مضيفاً: تفاجأت بكلام الوزير باسيل لأنه وزير خارجيتنا وليس رجل زقاق، واصفاً بيان حزب الله: "أحسن ‏من بيان الحركة، البيان ممتاز‎". 
ورفض الرئيس برّي التعليق على بياني رئيس الجمهورية وتكتل التغيير بالقول: لا تعليق‎. 

وعليه، لا معالجات ولا حتى وساطات، فالبلاد امام أزمة وطنية مفتوحة، قد تُهدّد الحكومة وربما النشاط ‏المجلسي، والاقتصادي، وعلى الرغم من ذلك فالوزير باسيل عازم غداً على التوجه إلى ساحل العاج لعقد مؤتمر ‏الطاقة الاغترابية في افريقيا، الذي تقاطعه حركة أمل‎.‎

لا حلول للأزمة‎ 
في هذا الوقت، اعطى استمرار حركة الاحتجاجات في الشارع وقطع الطرقات في بيروت ومناطق في الجنوب ‏والبقاع، من قبل مناصري حركة "أمل" انطباعاً بأن الأزمة المستجدة بين الرئاستين الأولى والثانية، والتي ‏تولدت عن تسريب فيديو صادم للوزير باسيل حمل كلاماً مسيئاً بحق الرئيس برّي، لم تجد حلاً، بعدما اصطدمت ‏كل الوساطات والاتصالات بين بعبدا وعين التينة، بحائط مسدود، نتيجة رفض الوزير باسيل الاعتذار، واكتفائه ‏بابداء الأسف على ما حصل من تسريب، رغم مناشدات القيادات السياسية له بالاقدام على هذه الخطوة، وكان ‏آخرها من الرئيس تمام سلام الذي زار عين التينة أمس، متضامناً مع الرئيس برّي‎. 

وفي تقدير مصادر سياسية في قيادة حركة "أمل" أن البيان الذي صدر أمس عن رئاسة الجمهورية لم ينه الأزمة ‏بين الرئيس برّي و"التيار الوطني الحر"، ولم يكن هو الحل المرتجى أو المطلوب من الرئيس ميشال عون، لأن ‏البيان لم يطرح مبادرة، من نوع حض الوزير باسيل على الاعتذار من برّي، أو دعوة رئيس المجلس لجلسة ‏مصارحة ومصالحة في بعبدا، واكتفى فقط بالدعوة إلى ان "يتسامح الذين اساؤوا إلى بعضهم البعض، وان كان ‏ألمح إلى خطأ ما ارتكبه باسيل من إساءة بحق الرئيس برّي، عندما اعتبر ان "ما حصل على الأرض خطأ كبير ‏بني على خطأ"، داعياً القيادات السياسية إلى "الارتقاء إلى مستوى المسؤولية لمواجهة التحديات الكثيرة التي ‏تحيط بنا، وعدم التفريط بما تحقق من إنجازات على مستوى الوطن خلال السنة الماضية‎". 

وأوضحت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية، لـ"اللواء" ان الرئيس عون أراد من خلال البيان الذي أصدره ‏استيعاب التطورات واعادتها إلى حجمها، كما إلى فتح الباب امام النقاش الهادئ بعيداً عن الشارع‎. 

وإذ لاحظت المصادر ذاتها ان البيان لم يتحدث عن مبادرة ما، فإنها اشارت إلى مساع وبحث عن حلول عندما تهدأ ‏الأمور، ودعت كل الأطراف إلى تهدئة الخطاب السياسي الذي تدنى إلى ما لا يليق باللبنانيين، مشددة على ان كل ‏شيء له حل إذا كانت هناك رغبة حقيقية بالحل‎. 

وقال زوّار الرئيس عون الذين التقوه أمس، وبينهم وزراء سابقون، انهم لمسوا منه حرصاً على التهدئة، وقال ‏مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية الوزير السابق الياس بو صعب انه مهما كانت السقوف مرتفعة ‏يجب ان لا يمس الاستقرار الأمني، وتوقف في هذا الصدد عند بيان "حزب الله" الذي أشار إلى موضوع ‏الاستقرار، وعند تصريحات الرئيس برّي في السياق نفسه، مؤكداً على ضرورة قيام معالجة للأزمة الناشئة، ‏وعدم الاستخفاف بملف مرسوم الاقدمية‎. 

ويرتقب ان يطل بوصعب الذي غاب عن اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في مركز "التيار الوطني الحر" في ‏ميرنا شالوحي، عبر برنامج "بموضوعية" مساء اليوم على شاشة محطة‎ M.T.V، حيث سيتطرق الحوار مع ‏الزميل وليد عبود إلى الأزمة الراهنة على خلفية فيديو باسيل، ومضمون مقدمة محطة‎ OTV ‎التي طاولته بسبب ‏الخلاف بينه وبين المستشار في رئاسة الجمهورية جان عزيز الذي كان وراء ما ورد في المحطة 

وكان بوصعب قد نشر صورة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تزامناً مع انعقاد التكتل مع رجل ‏الاعمال اللبناني جوزيف غصوب من وسط بيروت، معلقا على الصورة بالقول: "مع صديق العمر جوزيف ‏غصوب في وسط بيروت، والحديث يتمحور حول الانتخابات والترشيحات ونيته الترشح‎..".‎ 

عين التينة‎ 
أما الرئيس برّي فقد رفض امام زواره التعليق على البيان الرئاسي وبيان تكتل "التغيير والاصلاح" لكنه قال ان ‏‏"اخطر ما يجري ان هناك من لم يغادر بعد مرحلة ما قبل الطائف، وللاسف يراد نسف الطائف والدستور وخلق ‏اعراف جديد، ولا يتوقع أحد بأن اقبل بتثبيت هذه القواعد والأعراف المخالفة للطائف والدستور، وأنا بذلك احافظ ‏على مصلحة البلد وليس على مصلحتي الشخصية‎". 

وكان مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بقي أمس ولليوم الثاني على التوالي محور حركة اتصالات ولقاءات ‏تضامنية أطلقت جملة مواقف ادانت ما تعرضه له رئيس المجلس من جرّاء الشريط المسرب، ومن الزوار الرئيس ‏سلام ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ونائبه الشيخ علي الخطيب، حيث جددا ‏موقف المجلس المستنكر بشدة لما صدر عن باسيل، وطالب بوضع حدّ لمثل هذا الاسلوب والاستهتار‎. 
ولوحظ ان برّي تجنّب خلال لقائه السلك القنصلي الحديث عن الأزمة مع باسيل، وأكّد على أهمية الاستحقاق ‏الانتخابي المرتقب، قائلاً: "انه ليس خائفاً على الانتخابات، ولن يسمح بشيء يُهدّد الاستقرار ووحدة لبنان ‏واللبنانيين‎". 

وهذا الموقف أكّد عليه ايضا الرئيس سعد الحريري قبل سفره إلى أنقرة للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ‏ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، عندما أبلغ الوزير السابق خليل الهراوي ان الانتخابات ستجري في موعدها، وان ‏ما يحصل اليوم لن يؤثر على اجرائها‎. 

واستبعدت مصادر السراي الكبير حدوث حلحلة على صعيد الأزمة الراهنة بين الرئاستين الاولى والثانية، متوقعة ‏ان يبقى التصعيد السياسي سيّد الموقف إلى الأسبوع المقبل، حيث يكون الرئيس الحريري قد عاد من تركيا، وخفت ‏بعض الشيء التوتر القائم، بما في ذلك جلسة مجلس الوزراء التي لن تعقد الخميس‎.‎ 

كتلة المستقبل‎ 
وكان الرئيس الحريري ترأس أمس في "بيت الوسط" الاجتماع الأسبوعي لكتلة "المستقبل" النيابية، وعبر بيانها ‏عن "الأسف العميق لما آلت إليه مستويات التخاطب السياسي، والتي بلغت حدوداً غير مقبولة، ومنها التعرّض ‏لكرامات الرؤسات والقيادات على مواقع التواصل الاجتماعي"، ورأت في "العودة إلى استخدام الشارع وسيلة ‏للاعتراض على المواقف أو لبت الخلافات السياسية اسلوباً غير مقبول، من شأنه أن يفسح بالمجال للمصطادين ‏في المياه العكرة، ويعرض سلامة المواطنين لأخطاريجب تجنبها‎.‎ 

تكتل "التغيير‎" 
وفيما كانت الأنظار مشدودة إلى الاجتماع الاستثنائي الذي عقده تكتل " التغيير والاصلاح" في المقر العام "للتيار ‏الوطني الحر" في سنتر ميرنا شالوحي في سن الفيل، برئاسة الوزير باسيل، وترقب ما يُمكن أن يصدر عنه من ‏مواقف، ولا?سيما الاعتذار عمّا عنه في "الفيديو" المسرب، فإن البيان الذي صدر لم يخرج عن السقف الذي رسمه ‏البيان الرئاسي من دعوة الي التسامح في ما يتعلق بالاعتداء على مقر التيار، معتبراً أن "الكرامات متساوية، وان ‏اللبنانيين متساوون بحقوقهم وواجباتهم، وأن يكون هناك احترام لحرمة المواقع والاملاك العامة والخاصة"، ‏متجنباً الإشارة إلى حرمة الأشخاص والمؤسسات الدستورية، والاساءة إلى رئيس المجلس‎. 

ولم يشر البيان بكلمة إلى الاعتذار، مكتفياً بالاشارة إلى ان ما حصل مع الوزير باسيل في لقاء غير علني تمّ ‏استدراكه من قبله، من دون طلب من أحد من خلال تعبيره عن أسفه، وهو ما يرتبط بقناعاته وأخلاقيات وأدبيات ‏التيار‎. 

شتاينماير‎ 
في هذا الوقت، أنهى الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير زيارة إلى بيروت استمرت يومين، التقى خلالها ‏الرؤساء عون وبري والحريري، كم زار دار الفتوى والتقى رؤساء وممثلي الطوائف الإسلامية والمسيحية، وفي ‏مقدمهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان ‏وشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن، والمطران بولس مطر ممثلاً البطريرك الماروني ومتروبوليت بيروت ‏للروم الارثوذكس الياس عودة.. ثم زار ساحة الشهداء والقوة البحرية الالمانية المشاركة في اليونيفيل، وحاور ‏طلاب الجامعة اللبنانية، حيث منحه رئيسها فؤاد أيوب الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية‎. 
واعرب شتاينماير عن ايمانه بأن بيروت هي المكان الذي يُمكن ان ينجح فيه الحوار‎.‎

صحيفة الشرق:
 الرئيس الالماني زار بري والحريري ودار الفتوى وحاور الطلاب: باقون الى جانب لبنان وسنساعده فـي تحمل ‏أعباء النزوح

 اعلن رئيس جمهورية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير انه "يؤمن بأنّ بيروت هي المكان الذي يمكن أن ينجح فيه ‏الحوار ونقطة تقاطع للكثير من المصالح المتضاربة ويمكن أن تكون مكان الأمل والإلهام"، مشيرا الى "ان السلام ‏الديني فيها هو تعبير عن قبول بالتعدد والتعايش بين مكونات المجتمع". وأكد "ان المانيا ستبقى إلى جانب لبنان ‏وتساعده في تحمّل أعباء النزوح السوري‎".‎ 

في عين التينة: 
واصل الرئيس الألماني لليوم الثاني على التوالي زيارته الرسمية لبيروت، فزار والوفد المرافق، ‏مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض معه الأوضاع العامة ‏والعلاقات الثنائية بين البلدين‎.‎ 

في السراي: 
وفي الأولى من بعد الظهر زار الرئيس الألماني السراي، حيث كان في استقباله عند الباحة الخارجية ‏رئيس الحكومة سعد الحريري، وبعدما قدمت له ثلة من سرية حرس الرئاسة التحية، توجه الحريري وشتاينماير ‏الى مكتب الأول حيث أجريا محادثات تناولت العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون، كما تم البحث في ‏مشاركة المانيا في المؤتمرات الدولية الثلاث المقبلة التي ستعقد من اجل لبنان، وهي: روما -2 لدعم الجيش والقوى ‏الامنية، والارز في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، وبروكسل المخصص لدعم الدول المضيفة للنازحين ‏السوريين، وذلك في حضور وزير الثقافة غطاس الخوري، سفير لبنان في المانيا مصطفى اديب ومستشار ‏الرئيس الحريري لشؤون النازحين نديم المنلا، وعن الجانب الألماني السفير مارتن هوث والوفد المرافق‎.‎
واستكمل الاجتماع الى مأدبة غداء اقامها الحريري على شرف ضيفه حضرها اعضاء الوفد المرافق‎.‎ 

في دار الفتوى: 
وكان شتاينماير زار دار الفتوى، حيث كان في استقباله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ‏وبعدما صافح رؤساء الطوائف الدينية في لبنان الإسلامية والمسيحية وممثلين عنهم، استهل اللقاء بكلمة للمفتي ‏دريان الذي رحب فيها بالرئيس الألماني الضيف وبممثلي الطوائف، مؤكدا أهمية العيش المشترك في لبنان ‏والتعايش والسلام بين الأديان وبراءة الإسلام من التطرف العنيف والإرهاب باسم الدين. وشدد على الثوابت ‏الإسلامية في احترام كرامة الإنسان والاختلاف بين الناس وعلى دعوتهم الى السلام والمحبة والإخاء. وأثنى على ‏المساعدات التي تقدمها المانيا للبنان بالمشاركة في قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني اليونيفيل وبالتعاون ‏لتخفيف أعباء مشكلة اللجوء إليه‎.‎ 

ودعا قبلان الرئيس الألماني الى دعم لبنان في مؤتمرات روما وباريس وبروكسل المخصصة لتقديم مساعدات ‏اقتصادية وأمنية للبنان. وأشار الى ان الاستقرار في المنطقة لا يمكن ان يستتب إلا بزوال الاحتلال عن القدس ‏وفلسطين‎.‎ 

ثم تحدث الرئيس الألماني معربا عن سروره باللقاء المميز في دار الفتوى مع رؤساء الطوائف اللبنانية، ملاحظا ‏عودة الأديان الى أداء أدوار بارزة في المجتمعات خصوصا في منطقة الشرق الأوسط‎.‎ 

وتحدث بعض رؤساء الطوائف، مؤكدين أهمية التجربة اللبنانية في العيش المشترك ودعمها لتكون رسالة وقدوة ‏صالحة في مجتمعات المنطقة والعالم‎".‎ 

في ساحة الشهداء: 
وقبيل توجهه الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة زار الرئيس الضيف والوفد المرافق وسط ‏ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث كان في إستقباله وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف وبعدما استعرضا ‏حرس الشرف توجها الى نصب الشهداء حيث وضع شتاينماير إكليلا من الزهر على نصب الشهداء يعاونه ‏جنديان من لواء الحرس الجمهوري، بعدها عزفت موسيقى الجيش معزوفة الموتى ولازمتي نشيدي الشهداء ‏ووالوطني. قدم الصراف الى الرئيس الالماني المشاركين في الاحتفال، رئيس بعثة الشرف وزير الثقافة غطاس ‏خوري، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس مجلس بلدية بيروت جمال عيتاني وقائد منطقة بيروت ‏العسكرية العميد الركن فؤاد الهادي‎.‎ 

القوة البحرية: 
وصباحا تفقد شتانماير القوة البحرية الالمانية المشاركة في قوة حفظ السلام البحرية التابعة ‏لـ"اليونيفل" على متن البارجة "ماغدوبورغ 261‏‎ F" ‎الراسية على الرصيف 3 في مرفأ بيروت، حيث اطلع على ‏وضع هذه القوة‎.‎
والقى شتانماير كلمة شدد فيها على دور القوات البحرية الالمانية في قوة "اليونيفيل" في لبنان‎.‎ 

في الجامعة اللبنانية: 
وبعد الظهر لبى الرئيس شتاينماير دعوة الجامعة اللبنانية الى حوار مع طلابها وبعدما منح ‏رئيس الجامعة فؤاد أيوب الرئيس الألماني الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية القى شتاينماير كلمة قال فيها: من ‏الجيّد أن تنتهي الحرب لأنّ أثمانها باهظة مهما طالت أو قصرت مدّتها‎.‎
مشيرا الى ان الناس في لبنان حوّلوا التجارب الأليمة إلى مبدأ للبقاء والاعتراف المتبادل بالآخر هو سرّ البقاء‎.‎ 

وأعلن انه يؤمن بأنّ بيروت هو المكان الذي يمكن أن ينجح فيه الحوار وهي نقطة تقاطع للكثير من المصالح ‏المتضاربة ويمكن أن تكون مكان الأمل والإلهام‎.‎
وقال: لا يتحقّق السلام عبر الإصرار على سياسة من الشروط المطلقة إنّما عبر التخلّي عنها وموقفنا في المانيا ‏واضح فإنّ الوضع النهائي للقدس يجب أن يتمّ التفاوض حوله في إطار حلّ الدولتين بين الأطراف حتّى وإن بدا هذا ‏في غاية الصعوبة‎.‎ 

ولفت الى ان لبنان لديه الكثير مما يمكن أن يقوله ويعلّمه للعالم، وسأل كم من مرّة اضطر اللبنانيون لعيش نزاعات ‏عنيفة لم تكن تخصّهم؟ فقد تحمّلوا عبئاً ثقيلاً باستقبالهم عدداً هائلاً من النازحين السوريين وهم يقومون بعملٍ هائل ‏في هذا السياق‎.‎ 

وأكد ان المانيا ستبقى إلى جانب لبنان وتساعده في تحمّل أعباء النزوح السوري‎.‎
بعد ذلك أجرى الرئيس الألماني حوارا مفتوحا مع طلاب منتدبين من كليات الجامعة‎.‎

صحيفة الجمهورية:
الأزمة تحتاج إلى مبادرة حَكَم … وبرّي: يريدون نسف "الطائف‎"‎

بدا من المواقف وردّات الفعل على ما جرى ويجري أنّ الأزمة بين بعبدا وعين التينة وتالياً بين التيار الوطني ‏الحر وحركة "أمل" ما تزال على غاربها إلى درجةٍ ذهبَ معها البعض إلى القول: "إشتدّي يا أزمة.. ‏وانفجِري"، بدلاً من أن يكون اشتدادها إيذاناً بانفراجها، بدليل أنّ الشارع عاد إلى التحرّك رغم "الدعوات ‏إلى التسامح"، ما دفعَ المراقبين إلى الحديث عن حاجة الوضع إلى مبادرة حَكَم تدفع الجميعَ إلى الهدوء ‏ومعالجةِ ما حصَل لأنه يهدّد البلاد بأزمةٍ مستطيرة في حال استفحالها. وقالت مصادر واسعة الاطّلاع ‏لـ"الجمهورية": "ليس المطلوب من القوى السياسية على اختلافها التضامن مع هذا الفريق أو ذاك، وإنّما ‏المبادرة إلى الجمع بين المختلفين لحلّ الأزمة وتجنيبِ البلاد الفتنة‎".‎ 

سعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد صمتٍ ليومين إلى تطويق ذيول ما جرى من موقعِه "الأبوي"، ‏فاعتبَر "أنّ ما حدث البارحة على الصعيدين السياسي والأمني، أساء إلى الجميع وأدّى إلى تدنّي الخطاب ‏السياسي إلى ما لا يليق باللبنانيين‎".‎
وقال: "إنّ ما حصَل على الأرض خطأ كبير بُنيَ على خطأ". وقال: "مِن موقعي الدستوري والأبوي أسامح ‏جميعَ الذين تعرّضوا لي ولعائلتي، وأتطلّع إلى أن يتسامح أيضاً الذين أساؤوا إلى بعضهم البعض، لأنّ الوطن ‏أكبر من الجميع، وهو أكبر خصوصاً مِن الخلافات السياسية التي لا يجوز أن تجنحَ إلى الاعتبارات الشخصية، ‏ولا سيّما أنّ التسامح يكون دائماً بعد إساءة‎".‎ 

ودعا القيادات السياسية إلى "الارتقاء إلى مستوى المسؤولية لمواجهة التحدّيات الكثيرة التي تحوط بنا، ‏وأهمّها المحافظة على الاستقرار والأمن والوحدة الوطنية، وعدم التفريط بما تحقّقَ من إنجازات على مستوى ‏الوطن خلال السنة الماضية، والتي كانت من الأسباب المباشرة للرعاية الدولية التي يلقاها لبنان في ‏المؤتمرات المرتقَبة لدعمِ أمنِه واستقراره واقتصاده ومساعدتِه على حلّ معاناة النازحين السوريّين فيه‎".‎ 

وقالت مصادر واسعة الاطّلاع لـ"الجمهورية" في معرض تفسيرها لهذا البيان الرئاسي إنّ عون الذي أمضى ‏يومين يراقب التطوّرات التي تلت نشرَ الفيديو الذي تضمّن كلامَ الوزير جبران باسيل المسيء لبرّي، "شاء أن ‏يطلقَ ما يُشبه النداء لاستيعاب الأحداث وامتصاصِ ردّات الفعل ومنعِ تفاقمِها ووقفِ أجواء الشحن والفوضى ‏التي شهدها بعض المناطق‎".‎
وأضافت: "ما قصَده رئيس الجمهورية هو وضعُ حدّ لكلّ ما يجري في الشارع في أسرع وقت ممكن، لإفساح ‏المجال أمام المعالجات الهادئة عبر الأطر المؤسساتية والدستورية‎".‎

‎"‎الحزب‎"‎ 
وعلمت "الجمهورية" من مصادر موثوقة أن لا وسطاء حتى الآن على خط معالجة الأزمة، ولم يتبرّع أيّ ‏طرف بعد بتقديم نفسِه وسيطاً حتى من أقرب حلفاء الطرفين، لأنّ المسألة كما تبدو عميقة جداً وأصعبُ من أن ‏تُحلَّ بسهولة، نظراً لعمقِ التباعد بين منطقَي عون وبرّي‎.‎ 

ولوحِظ أنّ البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية وبيان تكتّل "الإصلاح والتغيير" "لم يجدا صدىً إيجابياً عند ‏بري وكذلك عند "حزب الله" الذي كان يأمل بـ"موقفٍ يجمع‎".‎ 

وإذ سألت "الجمهورية" معنيّين في "الحزب" حول هذين البيانين فلم يوحوا برضى بل آثروا عدم الجواب ‏‏"لأنّ الوضع حسّاس‎". 

وقالت مصادر مواكِبة للأزمة لـ"الجمهورية": "إنّ إمكانية الحَلحلة يمكن أن تتعزّز بمحاولة للتوصّل إلى عقدِ ‏لقاء بين عون وبري، لكنّ العقدة هنا كيف سيتمّ جمعُهما؟ ومَن هي الجهة الضامنة لهذا اللقاء أو التي يمكن ‏أن تنجح في إقناع الطرفين بالجلوس معاً؟ علماً أنّ هناك مناسبة عيد مار مارون في 9 شباط وقد تُشكّل ‏محطة لقاء بين عون وبري الذي استغرَب ما سُرِّب عن أنّه لن يشارك في هذه المناسبة‎.‎
وفي هذا السياق طُرحت إمكانية مبادرة الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله في هذا المجال. إلّا أنّ ‏أوساط الحزب استغرَبت هذا الطرح وأكّدت لـ"الجمهورية" أن "لا شيء من هذا وارداً‎".‎ 

وحول ما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد كلمةً للسيّد نصرالله يتناول فيها الوضعَ ويُشخّص الأزمة ويطرح ‏حلولاً لها، لم تؤكّد مصادر الحزب هذا الاحتمال. إلّا أنّها لم تستبعد أن يتناول نصرالله هذه الأزمة في خطابه ‏الذي سيلقيه في الاحتفال بذكرى القادة الشهداء في 16 شباط، أي بعد يومين من ذكرى اغتيال الرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري والتي يُنتظر أن تشهد كلمةً لرئيس الحكومة سعد الحريري‎.‎ 

برّي
وإلى ذلك، ظلّ برّي ملتزماً الصمتَ حيال الأحداث الأخيرة والمتسارعة، ورَفض أمام زوّاره أمس التعليقَ على ‏بيانَي عون وتكتّل "التغيير والإصلاح" مكتفياً بالقول: "لا تعليق‎".‎
وأضاف في توصيفه لما يَجري: "إنّ أخطر ما يحصل أنّ هناك من لم يغادر مرحلة ما قبل "الطائف"، يُراد ‏فعلاً نسفُ "الطائف" والدستور وخلقُ أعراف جديدة، ولا يتوقعنّ أحد أنّني أنا نبيه بري قد أقبل بذلك أو ‏بتثبيت هذه القواعد والأعراف المخالفة للدستور، أنا أحافظ على مصلحة البلد، كلِّ البلد، وليس على مصلحتي ‏الشخصية‎".‎

"‎التكتل و"التيار‎"‎
في غضون ذلك، عَقد تكتّل "التغيير والإصلاح" اجتماعاً استثنائياً في المقر المركزي لـ"التيار الوطني الحر" ‏في سنتر ميرنا الشالوحي، برئاسة رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل، وسط إجراءات أمنية مشدّدة‎.‎
وأكّد "التكتل" أنّ ما حصل مع باسيل "في لقاء غير علنيّ، تمّ استدراكه من قبَله، من دون طلبِِ مِن أحد، ‏من خلال تعبيره عن أسفِه، وهو ما يرتبط بقناعاته وأخلاقياته وأدبيات التيار". وأعلن التكتل تجاوبَه مع ‏مطلب رئيس الجمهورية وطلبه التسامح في ما يتعلق بالاعتداء على المقر العام لـ"التيار" وردّات الفعل في ‏الشارع‎".‎ 

واعتبَر "أنّ الكرامات متساوية، وأنّ اللبنانيين متساوون في حقوقهم وواجباتهم، وأن يكون هناك احترام ‏لحرمةِ المواقع والأملاك العامة والخاصة، وأنّ الدولة هي التي تحمي الجميعَ وتعطي الجميع حقوقَهم ‏بالوسائل الديموقراطية والقانونية والقضائية. وإذا كانت هناك من عبرة ممّا حصَل، فهي أنّ الطريق الوحيد ‏للحفاظ على كرامة الجميع والوصول الى نتائج، هي من خلال المؤسسات وطريق القانون والأصول‎".‎
وعن المطالبة بالاعتذار، أشار التكتّل إلى "أنّ البيان واضح، وقد سرَدنا فيه كلّ المواقف والمبادرة الذاتية ‏لرئيس التيار من دون طلب من أحد، والتسامحَ الذي أبديناه مع الاعتداء الذي حصَل أمس، والمشهد الذي ‏حكم عليه اللبنانيون، والملفّ بالنسبة لنا انتهى‎".‎

"‎التيار" لـ"الجمهورية‎"‎
وقالت مصادر بارزة في "التيار الوطني الحر" لـ"الجمهورية": "إنّ "التيار" مع إنجاح مبادرة رئيس ‏الجمهورية لأنّها تحفَظ كرامة الجميع وتؤمّن مصلحة لبنان ومصلحة الدولة التي هي في حاجة الى استكمال ‏عملِها الدستوري والإداري بشكل طبيعي". وأكّدت أنّ موقف "التكتل" جاء "تجاوباً مع طلب الرئيس عون ‏التهدئةَ والتسامحَ والارتقاءَ الى مستوى المسؤولية في المرحلة الراهنة، خصوصاً بعد الاعتداءات التي ‏تعرّض لها المقر العام لـ"التيار" والمواطنون في الشارع، وما رافقَها من إهانات وشتائم وتهديدات‎".‎ 

وأشارت الى أنّ مشهد أمس الأوّل "تخطّى "التيار" وجمهورَه ومناصريه وشدَّ عصَبهم وانعكسَ التفافاً من ‏كلّ قواعده حول رئيسه، إذ إنّ الأذى المعنوي الذي تعرّض له "التيار" والكلامَ الجارح الذي طاوَله، عزّز ‏وحدتَه أكثر فأكثر". واعتبَرت "أنّ الكرة باتت الآن في ملعب حركة "أمل" المُطالَبة بموقف مسؤول بحجمِ ‏التحدّيات التي يواجهها لبنان وشعبُه‎".‎

"‎القوات‎"‎
وقالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية": "إنّ المطلوب في هذه اللحظة بالذات العودة إلى الحوار ‏ولجمُ التصعيد السياسي على الأرض والذي خرج عن حدوده في اليومين الماضيين، لأنّ المصلحة اللبنانية ‏العليا تستدعي من الجميع الحفاظَ على التهدئة السياسية والابتعادَ عن لغةِ الشارع وإبقاء الخلافات تحت ‏سقف المؤسسات الدستورية الكفيلة وحدَها بتطويق الأزمات السياسية ومعالجتِها‎".‎
وشدّدت المصادر "على أنّ الانتظام العام يشكّل مصلحةً لجميع اللبنانيين، فيما لا مصلحة لأحد في تقويض ‏الاستقرار القائم، كذلك إنّ الحاجة اليوم إلى إعادة الأولوية للانتخابات النيابية التي ينتظرها اللبنانيون بفارغ ‏الصبر في ظلّ قانون يتيح لكلّ لبناني أن يساهم في هندسة المرحلة المقبلة تعزيزاً لدور الدولة وحضورِها ‏وفعاليتِها‎".‎ 

وكان رئيس حزب "القوات" سمير جعجع قد أكّد "أنّنا لا نستطيع أبداً التغاضيَ أو السكوت عمّا جرى في ‏شوارع بيروت والمتن"، موضحاً أنّ "تقديرَنا لرئيس مجلس النواب نبيه برّي معروف، ولكنّ هذا شيء، ‏واللعب بالانتظام العام والنَيل من الاستقرار في لبنان والعبثَ بالأمن شيءٌ آخر مختلفٌ تماماً". وقال: "لا ‏نستطيع أن نقبلَ ما حصَل في الشارع، لأنّه انتهاكٌ صريح لمنطقِ الدولة ووجودها‎.‎ 

إنّه تعدٍّ مباشَر على حقوق المواطنين الذين لا ذنبَ لهم في كلّ ما جرى ويجري". وطالبَ الأجهزة القضائية ‏والأمنية بـ"وضعِ يدِها بمنطقٍ عادل وسليم، منطقِ دولةٍ فِعلي، على حوادث البارحة، واتّخاذ كلّ الإجراءات ‏اللازمة لكي لا يتكرّر انتهاكُ الأمنِ والاستقرار ووجودِ الدولة في لبنان عند كلّ حدثٍ أو أزمةٍ سياسية‎".‎

"الكتائب‎"‎
من جهته، قال مصدر كتائبي مسؤول لـ"الجمهورية": "إنّ السلطة السياسية مدعوّة إلى اتّخاذ قرار حاسم ‏بضبط الشارع وتكليفِ القوى العسكرية والأمنية الشرعية فرضَ القانونِ وضمان سلامة المواطنين ‏وممتلكاتهم وحرّية التنقّل‎".‎
واستغرَب المصدر "تفرُّجَ السلطة السياسية على حالة الفلتان والتسيّبِ الأمني في بيروت وجبل لبنان ‏والجنوب والبقاع"، محَذّراً "مِن الفوضى التي تلحق الأذية بمصالح المواطنين والدورة الاقتصادية المأزومة ‏أصلاً". وسأل: "أين هو الاستقرار الذي وعَدنا به أركانُ التسوية؟ وهل بسلطةٍ عاجزة كهذه يُحكَم لبنان ‏وتقوى الشرعية وتدور عجَلة المؤسسات؟‎".‎ 

أوساط كنَسية
وفيما قالت مصادر بكركي لـ"الجمهورية" إنّ "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ‏سيترأس شخصياً قدّاس عيد مار مارون في 9 شباط المقبل في بيروت، في حضور رئيس الجمهورية، فيما ‏الدعوات وُجّهت أيضاً إلى رئيسَي مجلس النواب والحكومة وأركان الدولة، أكّدت أوساط كنَسيّة ‏لـ"الجمهورية" أنّ "الوضع اللبناني غيرُ سليم، وكأنّ قدَر لبنان أن يعيش الأزمات المتتالية وأن لا ينعم ‏بالاستقرار الذي يتوق إليه أبناؤه‎".‎ 

ودعَت هذه الأوساط الجميعَ إلى "الابتعاد عن لعبة الشارع، لأنّها لعبة خطيرة، تَعرف أين تبدأ ولا تعلم كيف ‏تنتهي". وطالبَت الجيش والقوى الأمنية بـ"التدخّل لمنعِ مظاهِر الفلتان وقطعِ الطرقِ والاعتداء على الأملاك ‏العامة والخاصة". وشدّدت على "معالجة الملفّات والقضايا الخلافية بالحوار، وضِمن إطار المؤسسات، ‏وليس عبر التهديد والوعيد واستعمال لغة الشتائم التي لا تُعبِّر عن صورة لبنان الحضارية‎".‎

‎"‎المستقبل‎"‎
وأسفَت كتلة "المستقبل" بعد اجتماعها برئاسة الحريري "لِما آلت إليه مستويات التخاطب السياسي في ‏البلاد، والتي بلغَت حدوداً غيرَ مقبولة ومنها التعرّض لكرامات الرئاسات والقيادات على مواقع التواصل ‏الاجتماعي، مشدِّدةً على "مسؤولية كافة الجهات المعنية عن ضبطِ هذا الفلتان اللاأخلاقي الذي يسيء ‏لصورةِ لبنان ويؤجّج الخلافات وما تستجلبُه من أضرار على السِلم الأهلي في البلاد واستقرارها‎".‎

ورأت "في العودة إلى استخدام الشارع وسيلةً للاعتراض على المواقف أو لبَتِّ الخلافاتِ السياسية، أسلوباً ‏غيرَ مقبول ومِن شأنه إفساح المجال للمصطادين في المياه العكرة، ويعرّض سلامة المواطنين لأخطارٍ يجب ‏تجنُّبها‎".‎ 

لا مجلس وزراء
وتزامُناً مع كلّ هذه التطوّرات بات واضحاً أنّ جلسة مجلس الوزراء تحوّلت أولى ضحايا التوتّر السائد، فغابَت ‏الترتيبات الخاصة بجدولِ أعمالِ هذه الجلسة منذ بداية الأسبوع‎.‎
وقالت مصادر واسعة الاطّلاع لـ"الجمهورية" أنْ لا جلسة للمجلس هذا الأسبوع بسببِ زيارةِ الحريري ‏لتركيا، والتي بدأها مساء أمس. لكنّ الأسباب الحقيقية تعود إلى تريّثِ رئيس الحكومة في توجيه الدعوة إلى ‏الجلسة، في انتظار معالجةِ الأزمة الناشئة بين "أمل" و"التيار‎".‎ 

وعن مصير جلسة المجلس الأعلى للدفاع التي كانت مقرَّرة الإثنين الماضي، قالت المصادر إنّ هذه الجلسة ‏أُلغيَت ولم يحدَّد أيُّ موعد لجلسة جديدة‎.‎

صحيفة الديار:
 ليست مصيبة ان يعتذر باسيل لكن الاعتذار سيأتي نتيجة الشارع والقوة ‎هل عدنا إلى الثنائية المارونية السنية على حساب المركز الشيعي في البلاد‎ سقف عون للتسامح وطني لكن صعب أن "نصدق" فشل حزب الله في التسوية‎

الأزمة الى تصعيد ولا حل في الأفق، لكن يصعب علينا أن "نصدق" أن حزب الله والذي لديه حليف ماروني هو ‏التيار الوطني الحر وحليف هو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفي الوقت ذاته حليف شيعي بحجم حركة ‏أمل وحجم رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري لا يستطيع إيجاد تسوية أو تحجيم حدة الازمة بين التيار ‏الوطني الحر والرئيس نبيه بري، لأن الحفاظ على الامن الوطني والقومي هو الضمانة لحماية المقاومة في مواجهة ‏العدو الاسرائيلي‎. 

ذلك أن حزب الله الذي قاتل العدو الإسرائيلي 18 سنة وحرر الجنوب منهياً احتلالاً اسرائيلياً لم ينصاع لكل ‏القرارات الدولية، ويصعب علينا أن "نصدق" أن حزب الله الذي واجه اكبر جيش بعدده وترسانة أسلحته وهو ‏جيش العدو الإسرائيلي سنة 2006 ومضى حزب الله إلى الحرب التي شنتها إسرائيل عدواناً على لبنان وألحق ‏خلال 33 يوماً اكبر هزيمة بتاريخ الكيان الصهيوني، أطاحت بالحكومة الإسرائيلية وكبار ضباط الجيش ‏الإسرائيلي وقادة الجبهات وسلاح الطيران والبحرية، وألحق الخسائر البشرية بوحدات النخبة من جيش العدو مثل ‏لواء غولاني في مارون الراس ودمر عشرات الدبابات في سهل الخيام ودمر بارجة بحرية إسرائيلية وقاوم عبر ‏مجاهديه محاولة اجتياح جيش العدو من فلسطين المحتلة، وان حزب الله الذي عندما دقت ساعة الخطر وظهرت ‏المؤامرة لإسقاط النظام السوري دفع بمجاهديه وقواته إلى الأراضي السورية الشاسعة، فوصل مقاتلوه إلى مدينة ‏البوكمال على الحدود السورية واقتحم مناطق في ريف حمص وريف حماه ودير الزور وتدمر وعلى اتجاه هضبة ‏الجولان مما أدى بعد خوض حزب الله المعارك ضد المؤامرة في سوريا إلى منع اسقاط النظام السوري برئاسة ‏الدكتور بشار الأسد مع الجيش العربي السوري وحلفائه لأن كل ذلك لا يجعلنا أن نقتنع أن حزب الله وهو يخوض ‏استراتيجية الإيجابية الكاملة لاستيعاب الساحة اللبنانية واسقاط الاختراق السعودي لموقع رئاسة مجلس الوزراء ‏واسقاط الفتنة السنية الشيعية بكل أشكالها لا بل تعزيز العلاقة بينهما ان يترك انفجار الصراع بين التيار الوطني ‏الحر وحركة أمل وان تصبح شوارع بيروت ومناطق كثيرة في لبنان مسرحاً لمسلحين وقطع طرقات واهتزاز ‏الامن الوطني الذي هو امن المقاومة بالتحديد والحاضنة لها وظهرها وخاصرتها في الساحة اللبنانية، ذلك ان ‏حزب الله قادر بحجم تحالفه مع الرئيس نبيه بري وبحجم تحالفه مع العماد ميشال عون إيجاد التسوية خلال ‏ساعتين واما القول بأن لا رئيس الجمهورية وافق على اقتراح ولا الرئيس بري وافق على اقتراح فالامر يجعلنا ‏قلقين لأننا في اهم واخطر المراحل التي نجتازها بعد قرار الرئيس الأميركي ترامب جعل القدس عاصمة الكيان ‏الاسرائيلي واطلاق الاستيطان في الضفة الغربية واطلاق المؤامرة الصهيونية في العالم العربي لتفتيت الدول ‏العربية وتقسيمها كي يسهل على الإدارة الأميركية وإسرائيل وبعض دول الخليج ولكن خاصة الصهيونية العالمية ‏من الهيمنة على العالم العربي وخاصة فرض خارطة طريق لمستقبل العالم العربي كله بتخطيط صهيوني‎. 

لم يكن احد يصدق أن عمليات المقاومة في الجنوب ستؤدي إلى إلزام الحكومة الإسرائيلية سنة 2000 بالانسحاب ‏هرباً من احتلالها لجنوب لبنان، ولم يكن احد يصدق أن قوة الجيش الإسرائيلي وترسانة أسلحته سيجري تدميرها ‏وردعها والحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي الذي يعتبر خامس جيش في العالم من حيث القوة، وبعضهم يقول أنه ‏رابع قوة وفق معهد لندن الاستراتيجي للأسلحة، ومع ذلك ألحقت المقاومة الهزيمة وضربت الوهن بأن إسرائيل لا ‏تخسر حرباً وان جيشاً لا يخوض معركة إلا وينتصر وضربت معنويات كامل ضباط ورتباء وجنود جيش العدو ‏الإسرائيلي‎.‎ 

هل للشيعة مركز مسؤول على مدى العالم العربي؟
من هنا في هذه المرحلة الخطرة حيث تقوم تركيا باحتلال أراض سورية وحيث أميركا تقول أن جيشها يسيطر ‏على 28% من أراضي سورية مع الاكراد ووجود الصراع الدولي الأميركي الروسي التركي الإيراني والجيش ‏العربي السوري وحزب الله على الساحة السورية، ان ننشغل في لبنان بحرب مراسيم وعودة إلى اشعال الغرائز ‏المذهبية والطائفية‎. 

ثم أنه على مدى العالم العربي، هل للشيعة مركز مسؤول وقوي لولا أن شيعة العراق بالقوة أخذوا موقعهم ولولا أن ‏الرئيس حافظ الأسد حافظ على نظامه مع دعم إقليمي ودولي مع أنه بعثي عربي وهل أن حزب الله الذي انطلق من ‏بيئة محرومة تاريخياً منذ قيام لبنان 1920 وحتى قيام حركة المحرومين بقيادة الامام المغيب موسى الصدر ‏واصبحوا قوة في لبنان ومع ذلك يقوم العالم العربي كله ضد العراق وسوريا وحزب الله مستعملاً أموال البترول ‏كلها مع الإدارة الأميركية لضرب مركز شيعي في بلد عربي وتقوم الدول العربية كلها بمحاصرة العراق وسوريا ‏وحزب الله وخلق فتنة وارسال تكفيريين إلى العراق وسوريا ولبنان لأن الشيعة في الدول الثلاث أقوياء‎. 

من هنا اتجه الحكم في لبنان إلى قاعدة تاريخية مر عليها الزمن ولم تعد مقبولة وهي أن الحكم في لبنان هو للثنائية ‏المارونية السنية وبالتالي فإن عزل رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، هو امر سهل وعبره محاصرة ‏جمهور الثنائي الشيعي المؤيد للمقاومة عبر اختصار الامر بثنائية مارونية ـ سنية‎.‎ 

لا يجب الزام الرئيس عون بتصريحات الوزير باسيل
كذلك من جهة أخرى لا يجب إلزام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون باي تصريح أو عمل أو حركة يقوم بها ‏الوزير جبران باسيل بمجرد أنه صهر الرئيس بل أن الوزير جبران باسيل يفتش عن حاضنة مسيحية كبرى له ‏فلذلك هاجم في الماضي تيار المستقبل بأعنف هجوم لكسب حاضنة مسيحية وبعد تحالفه مع الرئيس الحريري ‏انطلق إلى هجوم وخصام مع الرئيس بري وحركة امل على قاعدة توسيع الحاضنة المسيحية لحزبه التيار الوطني ‏الحر‎. 

لقد طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سقف التسامح المتبادل وهو سقف وطني يحمي لبنان من تدهور ‏خطير إضافة إلى اشعال غرائز مذهبية وطائفية، فالرئيس بري يخدم الوزير باسيل بمحاصرته بهذا الشكل على ‏مستوى الشارع لأن شعبية باسيل المسيحية زادت وقدم الرئيس بري خدمة للوزير باسيل عشية الانتخابات ‏النيابية كما أن الرئيس بري استنهض جمهوره الشيعي واصبح على مدى أوسع هذا الجمهور بعد الإساءة خارج ‏كل آداب الكلام من قبل الوزير جبران باسيل ضد رئيس السلطة التشريعية ورئيس مجلس النواب ورئيس حركة ‏نضالية لها تاريخ عريق هي حركة أمل‎.‎ 

الرئيس بري مصر على الاعتذار
اليوم يصر الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب على اعتذار الوزير جبران باسيل، وليست مصيبة اذا اعتذر ‏الوزير جبران باسيل عن كلام مسيء قاله بحق رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري لكن نزول جمهور امل إلى ‏الشارع وقطع طرقات واطلاق رصاص وحرق إطارات اصبح يجعل اعتذار الوزير جبران باسيل يحصل تحت ‏ضغط القوة واستعمال الشارع ولذلك اصبح الاعتذار صعباً واذا كان المطلوب اظهار ان الأمور تغيرت في لبنان ‏واصبح لدى الطائفة الشيعية قوة شعبية مسلحة وقادرة على اغلاق الطرقات واطلاق الرصاص واقتحام مراكز ‏فإن لا احد يشك اليوم بقوة وتسليح الثنائي الشيعي من حركة أمل وحزب الله في لبنان، لذلك فإن اللجوء إلى القوة ‏والشارع واغلاق الطرقات وان لم يكن قراراً مركزياً من الرئيس بري فكل اللبنانيين باتوا يعرفون أن الطائفة ‏الشيعية لديها أسلحة ولديها قدرة شعبية على القتال وأصبحت طائفة تختلف عن بقية الطوائف من حيث تسليحها ‏وقيام عناصرها بعمليات مقاومة كبيرة في الجنوب وكثيرة ولذلك فلماذا إعطاء الانطباع للطائفة المسيحية او ‏الدرزية أو السنية أن الشيعة قادرون على استعمال السلاح والنزول الى الشارع وقطع طرقات فيما الشعب اللبناني ‏يعرف الفرق الحاصل بين الطائفة الشيعية المدججة بالسلاح وبقية الطوائف الذين لا يملكون ربما إلا بعض ‏الأسلحة الفردية ولذلك فإن اجبار الوزير جبران باسيل كان سهلاً من خلال وقف اعمال الحكومة والمؤسسات ‏وحتى خط سير عهد العماد ميشال عون وعدم انعقاد مجلس الوزراء ومجلس النواب إلى حين ان يعتذر الوزير ‏جبران باسيل عن الكلام المسيء الذي قاله بحق رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري‎.‎ 

احتقان في العالم العربي
لكن هنالك احتقان في العالم العربي وكأن تاريخ الشيعة على مدى حوالى 1400 سنة هو اضطهادهم وذبحهم ‏واضعافهم وعدم السماح لهم بتسلم أي قيادة للطائفة الشيعية على مدى العالم العربي كله فإذا كان شيعة العراق قد ‏حصلوا بالقوة بعد أربعين سنة من الظلم من الوصول إلى الحكم واذا كانت سوريا تحت رئاسة رئيس علوي انما ‏هو بعثي عربي واذا كان حزب الله المقاوم الأول والوحيد طبعا مع الشعب الفلسطيني ولكن نقول المقاوم الوحيد ‏على المستوى العسكري يلحق الهزيمة بالعدو فلماذا هذا الهجوم العربي على مركز شيعي على مدى 22 دولة ‏عربية‎.‎ 

الثنائىة السنية ـ المارونية والنقزة الشيعية
واذا كان الرئيس عون وجد ان الرئيس سعد الحريري متعاون جداً معه والرئيس الحريري شعر بالامر ذاته وادى ‏ذلك إلى قيام تعاون وثيق والى ثنائية سنية ـ مارونية، فهل يكون الثمن محاصرة رئيس مجلس النواب الشيعي ‏وتجاهل وزير المال الشيعي في توقيع المراسيم وشن حملات ان وزير المال الشيعي ليس ولي امر الوزراء في ‏حين ان وزير المالية الخليل انجز الموازنات المتوقفة منذ 12 سنة وقام بواجباته ودوره الوطني كاملاً في إطار ‏حكومة يرأسها الرئيس سعد الحريري فلماذا تجاهله ولماذا ارسال إشارة اهمال وابعاد الى وزير المالية الذي يمثل ‏الرئيس بري عبر ابعاد المراسيم حتى وان كانت عادية عن توقيعه واطلاق التفسيرات بشأن ان كانت ترتب أعباء ‏مالية او لا ترتب أعباء مالية في حين يجب ان يكون الامر روتينياً ويقوم رئيس الحكومة سعد الحريري باطلاع ‏وزير المال الدكتور علي حسن الخليل على المراسيم بشكل طبيعي كذلك يمكن التفاهم مع الرئيس نبيه بري على ‏إعطاء حقوق لدورة ضباط في الجيش اللبناني بدل شبه تواطئ في اطار الثنائية المارونية ـ السنية لأن هذه الثنائية ‏المارونية السنية تضرب جوهر دستور الطائف وتضرب جوهر تعاون المؤسسات رغم استقلالية السلطات عن ‏بعضها لكن أساس الديمقراطية في لبنان هي الديمقراطية التوافقية وبالتالي التنسيق بين رئيس الجمهورية ورئيس ‏مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، وطبعاً اخذ رأي الفعاليات والكتل والشخصيات السياسية‎. 

حتى إن انتقلنا إلى الشكل فإن الفيلم الفيديو المصور والذي تضمن إساءة من الوزير باسيل ضد الرئيس نبيه بري ‏وتوزع منتصف الليل وانتشر، كان يمكن للوزير جبران باسيل تلافي كل المشكلة بتصريح يصدر عنه عند ‏التاسعة صباحاً ويعتذر فيه عن كلام الإساءة ضد الرئيس بري، ذلك أنه لا يمكن ان تطلب من مواطن فقير ومن ‏مواطن غير مدعوم ومواطن وحيد وارتفاعاً إلى مستوى مسؤولين في الإدارات إلى مستوى نواب ووزراء والى ‏مستوى المجلس النيابي التنازل عن كرامته وهو الخط الأحمر، الممنوع على احد تجاوزه والوزير باسيل يعرف ‏وعرف أن خطابه المصور بالصورة والصوت هو إهانة للكرامة الوطنية والشخصية للرئيس نبيه بري وبدل من ‏ان يعلن اعتذاره في التاسعة صباحاً واطفاء المشكلة في مهدها تقول المعلومات انه امضى النهار فيما خطوطه ‏الخلوية مغلقة ولسنا متأكدين من ذلك، ولكن قبل اللجوء للشارع جرت محاولات كثيرة لإقناع باسيل بالاعتذار ‏ورفض ذلك وبالنتيجة قام بتحميل خطأه ضد الرئيس بري على اكتاف الرئيس ميشال عون الذي طرح مبدأ ‏التسامح كسقف للتسوية ونحن ندعم هذا الطرح لأن الحكمة والعقل والروح الوطنية والتعالي عن الصغائر والثقة ‏الكبيرة في النفس لدى شخصيات قيادية مثل الرئيس نبيه بري لا تجعل عبارة يجري قولها ضده تؤثر على ‏تاريخه الوطني والنضالي ومركزه الوطني في المشاركة بإدارة شؤون البلاد كلها‎. 

أما الوضع الآن فهو أن الرئيس بري يصر على اعتذار الوزير باسيل، ورئيس الجمهورية طرح سقف التسامح ‏والوزير باسيل يرفض الاعتذار، والمشكلة الى تصعيد وحدودها الأمنية محدودة ولن يتم السماح بالفلتان بفتنة ‏طائفية مذهبية وضرب الاستقرار امنياً وعسكرياً، إنما الازمة ستؤدي إلى شلل مؤسسات الدولة والى ضرب ‏الاقتصاد اللبناني والى انقسام الحكم في لبنان انقساماً حاداً وحصول مقاطعة بين موقع رئاسة الجمهورية ورئاسة ‏المجلس النيابي واضافة لو تم حل هذه المسألة نهائياً فإننا سنشهد كل أسبوع أو أسبوعين مشكلة حتى حصول ‏الانتخابات النيابية‎.‎ 

الحريري اقرب الى عون.. وجنبلاط الى بري
الرئيس الحريري اقرب الى العماد عون والوزير جنبلاط اقرب إلى الرئيس بري وحزب الله يستنكر كلام الوزير ‏باسيل لكن يريد الحفاظ على حلفه مع رئيس الجمهورية العماد عون والتيار الوطني الحر وعلى حلفه مع رئيس ‏مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ونعيد ونكرر ان الامن الوطني والقومي لحزب الله يفرض في هذه المرحلة الدقيقة ‏وضع كل ثقله مع حليفه رئيس الجمهورية ومع حليفه رئيس مجلس النواب لإنهاء الازمة القائمة في ظل ظروف ‏خطرة تجتاح فلسطين المحتلة وتهدد لبنان جزئياً رغم أن لبنان انتصر في معركة الاستقرار الأمني سواء ضد ‏الخلايا الإسرائيلية أم ضد القوى التكفيرية مروراً بسوريا وصولاً إلى العراق ومع ظهور مخطط السعودية ودولة ‏الامارات على تقسيم اليمن دولتين جنوبية وشمالية،‎ 

إضافة إلى قيام امير سعودي هو ولي العهد محمد بن سلمان بسحب ثروة امراء آل سعود التي جمعوها على مدى 50 ‏سنة والاستيلاء عليها وتوقيف 350 من أكبر الأثرياء ورجال الاعمال وإلزامهم بالتنازل عن الجزء الكبير من ‏ثرواتهم وتخبط حاصل في السعودية يضع مستقبل السعودية على طاولات البحث والخطر المحدق بسقوط ‏السعودية إضافة إلى الدم الليبي الذي يسيل إضافة إلى ازمة مصر الداخلية عبر تفرد شخص برئاسة الدولة ومنع ‏أيشخص الترشح للانتخابات الرئاسية أي في مصر‎.‎ 

لنقبل بسقف التسامح ونخرج من هذه الازمة
ولذلك لنخرج من هذه الازمة ولنقبل بسقف التسامح الذي طرحه رئيس الجمهورية ولنبتعد عن الغرائز المذهبية ‏والطائفية وسيأتي يوم قريب يطلب الوزير باسيل موعداً من الرئيس بري لزيارته والاعتذار شخصياً منه لكن ‏نقول أطفئوا النيران حالياً في البلاد والغرائز واجعلوا الصراع سياسي فقط، وهنا لنا محطة توقف مع مقدمات ‏اخبار تلفزيون "الأن بي أن" وتلفزيون "الاو تي في" لأن مقدمات نشرات الاخبار تشعل نار الفتنة، لذلك نتمنى ‏بدل صب الزيت على النار الانتقال الى المستوى الثقافي السياسي الادبي الرفيع لبدء اخماد نار الازمة والفتنة بدل ‏إشعالها

صحيفة الأخبار:
 البلد الى شلل حكومي ونيابي التيار الوطني الحر: حزب الله حدّد خياراته ولا داعي للاتصالات‎!‎

 يحبس اللبنانيون أنفاسهم في انتظار ما ستؤول إليه المعركة المفتوحة بين ‏الرئيس نبيه برّي والوزير جبران باسيل. الأفق مغلق، وكل الأجواء تؤّكد أن البلاد ‏تتجه نحو مرحلة شلل نيابي وحكومي، تضعها على حافة منزلق طائفي وسياسي ‏خطير 

دخَل لبنان أسوأ أزماته منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً. أزمة اختلطت فيها الاعتبارات السياسية ‏والشخصية والانتخابية، وتهدّد بشلّ البلد على كل المستويات، في غياب أي بوادر وساطة. والأخطر أن ‏الاحتقان يكاد يهدّد بهزّ التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله الذي غالباً ما يُعوّل على وساطته في ‏مثل هذه الظروف‎.‎
فقد علمت "الأخبار" أن وقوف الحزب، في بيانه أول من أمس، إلى جانب الرئيس نبيه برّي في الحرب ‏المندلعة بينه وبين وزير الخارجية جبران باسيل، أثارت أجواء امتعاض داخل قيادة التيار. ورغم تأكيد قناة ‏‏"أو تي في" البرتقالية، التي شنّت هجوماً نارياً على بري في نشرتها المسائية أمس، "أننا سنظل مع ‏المقاومة، ومع جماعة المقاومة، ومع بيئة المقاومة، وسنظل نرى في تفاهم مار مخايل حمايةً للبنان ‏بوجه العدو الصهيوني والداعشي"، نفت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر وجود أي اتصالات مع حزب ‏الله.
أكثر من ذلك، قالت المصادر نفسها: "هم (الحزب) حدّدوا خياراتهم، وبالتالي لا داعي للاتصالات". ‏وسألت: "هل هناك من يريد أن يحقّق للسعودية ما لم تحقّقه باحتجاز رئيس الحكومة". وأضافت: "أعرب ‏جبران باسيل عن الأسف، وأصدر رئيس الجمهورية ميشال عون بياناً أمس. فما الذي يريدونه بعد؟ ‏بالنسبة الينا الموضوع انتهى‎".‎
‎‎ 
وعلمت "الأخبار" أن باسيل مصرّ على التوجّه إلى أبيدجان للمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي ‏تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين في الثاني والثالث من شباط المقبل، وأن طلباً قُدّم الى السلطات ‏العاجية لتشديد الإجراءات حول مكان انعقاده‎. 

بيان رئيس الجمهورية الذي ارتكز على مبدأ التسامح والموازنة بين خطأين لم يأتِ على مستوى تطلّعات ‏الرئيس برّي و"حركته". فوصف عون ما حصل بأنه "أساء إلى الجميع، وبأن ما حصل على الأرض خطأ كبير ‏بُني على خطأ"، بحسب دوائر عين التينة، "ليسَ إلا مساواة المعتدي بالمُعتدى عليه". كذلك فإن ‏‏"مُحاولة الرئيس أخذ المسألة على عاتقه، يعني أنه مصرّ على التعاطي وكأن شيئاً لم يكُن، ويبرّر ‏لباسيل عدم اعتذاره‎". 

وكان رئيس الجمهورية قد دعا في أول موقف له من الأزمة الحالية إلى أن "يتسامح الذين أساؤوا إلى ‏بعضهم البعض، لأنّ الوطن أكبر من الجميع، وأكبر من الخلافات السياسية التي لا يجوز أن تجنَح إلى ‏الاعتبارات الشخصية، لا سيّما أنّ التسامح يكون دائماً بعد إساءة". بيان الرئاسة تلاه آخر لتكتّل التغيير ‏والإصلاح، بعد اجتماع استثنائي له في مركزية التيار الوطني الحر في سنتر ميرنا الشالوحي برئاسة ‏باسيل. وقد جاء هذا البيان مُكمّلاً لما قاله عون، إذ ساوى بين "كرامات اللبنانيين"، واعتبر أن "شعار ‏المسامحة هو الأمر الأفضل‎". 

في المقابل، قال برّي أمام زواره أمس، لدى سؤاله عن رأيه في بياني رئاسة الجمهورية والتكتّل: "لا ‏تعليق". ورأى أن "هناك من لم يُغادر مرحلة ما قبل اتفاق الطائف، إذ يُراد نسف الطائف والدستور وخلق ‏أعراف وقواعد جديدة". وأضاف: "لا يتوقعنّ أحد مني، أنا نبيه بري، أن أقبل بتثبيت مثل هذه الأعراف ‏والقواعد المخالفة للطائف والدستور. مشكلتهم أنهم لا يعرفونني جيداً ولم يقرأوني جيداً أيضاً". وجدد ‏مطالبته بالاعتذار من كل اللبنانيين‎. 

وعلى خطّ موازٍ، نقلت مصادر رئيس المجلس عنه وصفه بيان حزب الله بـ"الممتاز... ويجب الالتزام ‏بسقفه وضوابطه". وأكّدت أن التنسيق بين حركة أمل وحزب الله "كبير جداً حول كل التفاصيل"، و"موقف ‏الحزب هو أرض صلبة يقف عليها رئيس المجلس". ورأت أن برّي "ليس رئيساً لحركة أمل، بل رئيس ‏لمجلس النواب. والإهانة التي تعرّض لها هي إهانة لكل النواب الذين يُمثلون الشعب اللبناني. لذا أقل ‏الواجب هو الاعتذار من اللبنانيين". ورأت أن رئيس الحكومة أعطى "جرعة تخدير" بتأجيله جلسة ‏الحكومة إلى ما بعد عودته من زيارته لتركيا، لكن "المؤكد أن لا جلسة قبل الاعتذار". وفيما أكدت المصادر ‏أن "الخيارات مفتوحة أمامنا"، لفتت الى أن بري "أعطى توجيهات بعدم القيام بأي أعمال شغب وعدم ‏التعرض لأي منطقة مسيحية". وقد أكّد رئيس المجلس، لدى استقباله الرئيس الألماني فرانك فالتر ‏شتاينماير أمس، حرصه على "وحدة لبنان واللبنانيين والاستقرار، وعدم السماح بأي شيء يهددهما‎".

في موازاة ذلك، استمرت حرب حركة أمل على باسيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة باستقالته، ‏وهو ما طالب به عضو كتلة التحرير والتنمية أنور الخليل الذي طالب باسيل بتقديم استقالته في حال لم ‏يتم تصحيح الخطأ. ولليوم الثاني، نزل مناصرون لحركة أمل إلى الشوارع في مختلف المناطق تنديداً بكلام ‏باسيل، فيما انعكست الأزمة على العمل النيابي، فطُيّرت جلسة اللجان المشتركة أمس بحجة "تباين ‏الآراء بين فريق يطالب بإحالة الاقتراحات على اللجان الفرعية وفريق آخر يطالب بدرسها". وهدّدت ‏النقابات العاملة في مطار بيروت بإعلان العصيان في المطار‎. 
الى ذلك، حذّر وزير الثقافة غطاس خوري من أن "فتح معركة في الشارع اليوم يطيّر الانتخابات النيابية ‏فعلياً". ودعا الى "وقف الدوامة للوصول الى حلول حوارية للعودة الى الاستقرار". كذلك نوّهت كتلة ‏‏"المستقبل" النيابية بـ"الموقف الذي صدر عن رئيس الجمهورية ولغة التسامح التي عبّر عنها، ودعوته ‏الجميع الى الارتقاء لمستوى المسؤولية في مواجهة التحديات"، مؤكدة، "في ظل الظروف التي يمر بها ‏لبنان والمنطقة، أهمية التمسك باتفاق الطائف باعتباره الضمانة الوطنية التي اجتمع اللبنانيون من ‏حولها‎". 
من جهته، شدّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على أن "تقديرنا لرئيس مجلس النواب ‏معروف، ومعروف جداً. ولكن هذا شيء، واللعب بالانتظام العام والنيل من الاستقرار والعبث بالأمن شيء ‏آخر مختلف تماماً". وأكد "أننا لا نستطيع أبداً التغاضي عمّا جرى في شوارع بيروت والمتن" أول من أمس‎.‎

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بالصور: سيناتور أميركي يخطف الأنظار في حفل تنصيب ترامب
التالى 2024 عام الأحداث التاريخيّة