وطلبت السويد العضوة غير الدائمة في مجلس الأمن الدعوة إلى تعليق فوري للهجوم والسماح بمهلة لإجراء محادثات بشأن انسحاب الحوثيين من الحديدة، إلا أن دعوتها التي أيدتها فيها روسيا لم تلق آذانا صاغية من بقية أعضاء المجلس.
وفي أعقاب جلسة مغلقة استمرت ساعتين للمجلس في نيويورك بحث خلالها الوضع في اليمن قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا -الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية للمجلس- إن الدول الـ15 الأعضاء في المجلس "متحدة في قلقها العميق إزاء المخاطر المتعلقة بالوضع الإنساني" في الحديدة.
وأضاف السفير الروسي أن الدول الأعضاء "كررت المطالبة بإبقاء ميناءي الحديدة والصليف مفتوحين".
ويشكل الصليف الواقع شمال مدينة الحديدة مع ميناء الحديدة المعبرين الرئيسيين للإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى البلد الغارق في الحرب، إذ تدخل عبرهما 70% من هذه المواد، لكن التحالف يرى في ميناء الحديدة منطلقا لعمليات عسكرية يشنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.
وهذه ثاني جلسة يعقدها مجلس الأمن هذا الأسبوع بشأن الأزمة في اليمن.
وقال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في مؤتمر صحفي بنيويورك "نحن لا نقترب من المرفأ ولا ننوي تدمير البنية التحتية". وأضاف "نحن في منطقة قريبة من المطار وليس من المرفأ، المرفأ خارج العمليات تماما اليوم".
وقال المجلس النرويجي للاجئين إن سكان الحديدة لزموا بيوتهم، في حين يقترب دوي الانفجارات تدريجيا.
وتمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي تبعد نحو 230 كيلومترا عن صنعاء إذا تحقق أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة الحوثيين منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات في 2015.
|
عبد الملك الحوثي دعا أنصاره لإسناد الجبهات (الجزيرة) |
دعوة الحوثي
وعلى وقع هذه التطورات أكد زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي ضرورة أن "يتحرك الناس لإسناد الجبهات"، وقال "لا ينبغي لأي اختراق أن يحدث حالة إرباك، ويجب العمل على تأمين الزخم البشري لمعركة الساحل"، بحسب ما نقلت عنه قناة المسيرة.
وأضاف الحوثي في أول تصريحات يدلي بها منذ بدأ أول أمس الأربعاء الهجوم على الحديدة "ممكن استعادة كل الاختراقات داخل الساحل الغربي عبر تأمين الزخم البشري للمعركة".
مكونات إيرانية
وفي إطار متصل، أفاد تقرير سري للأمم المتحدة أمس الخميس بأن الحوثيين أطلقوا صواريخ على السعودية صنع بعض من مكوناتها في إيران، ولكن من دون أن يعرف متى أرسلت هذه الصواريخ إلى اليمن.
وفي التقرير الواقع في 14 صفحة يحيط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي علما بأن شظايا خمسة صواريخ أطلقت منذ يوليو/تموز 2017 من اليمن على السعودية "لديها الخصائص الأساسية نفسها لنوع من الصواريخ معروف أنه من صنع إيران".
ويضيف التقرير -الذي تسلمه مجلس الأمن الثلاثاء الماضي- أن "بعض مكونات الشظايا صنعتها إيران"، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان نقل هذه الصواريخ قد انتهك قيودا أو عقوبات فرضتها الأمم المتحدة.
ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين، وتدخلت السعودية والإمارات على رأس تحالف عسكري في 2015 لوقف تقدم الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وبعدها على الحديدة.