في ظل تحذيرات دولية متوالية بشأن العملية العسكرية المتوقعة للتحالف العربي في مدينة الحديدة غربي اليمن وتداعياتها على الأوضاع الإنسانية وكذلك السياسية تبرز تساؤلات بشأن دور الإمارات في هذه الحملة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن الإمارات تتحرك بمفردها ولها مطامعها الخاصة في ما يتعلق بالحديدة، وأنها تستغل المخاوف الأمنية السعودية من بقاء المدينة تحت سيطرة الحوثيين كغطاء للسيطرة عليها.
وقال التميمي في نشرة للجزيرة إن الإمارات "تمارس نوعا من الابتزاز مع السعودية إدراكا منها أن المخاوف الأمنية السعودية توفر لها غطاء كاملا في المضي قدما في السيطرة على الحديدة، لأن المملكة تخشى من بقاء الحديدة بيد الحوثيين حتى لا يستمر تدفق الصواريخ".
ووفقا لتقييم الكاتب اليمني، فإن السعودية "تمر بمرحلة من عدم اليقين إزاء تعاطيها مع ملفات شديدة التعقيد من هذا النوع".
وفي هذا السياق، أشار التميمي إلى تحذير الولايات المتحدة للإمارات والقوات الحكومية اليمنية من شن عملية عسكرية في الحديدة مع أن واشنطن تتعامل مع السعودية باعتبارها المؤثر الرئيسي باليمن.
وكان متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض قال إن واشنطن تعارض أي جهود من جانب الإمارات والقوات اليمنية التي تساندها للسيطرة على الحديدة، وإنها لن تدعم أي أعمال تؤدي للتدمير أو لمزيد من التدهور في الوضع الإنساني بالمدينة.
وجاء ذلك بعدما طلبت الإمارات دعما أميركيا مباشرا للحملة الهادفة إلى السيطرة على الحديدة، وقد باتت القوات اليمنية المدعومة من الإمارات على بعد عشرة كيلومترات من المدينة التي يسيطر عليها الحوثيون.
في غضون ذلك، تتواصل التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية محتملة إذا تعرضت الحديدة وميناؤها لهجوم من التحالف العربي.
سيفقدون كل شيء
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي إن مهاجمة ميناء الحديدة ستكون نتائجها كارثية، وإن ذلك قد يعني في أسوأ الحالات أن يفقد 250 ألف شخص كل شيء، بما في ذلك حياتهم.
وتضم الحديدة مطارا، وميناء رئيسيا تمر عبره أغلبية المساعدات والمواد الغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من بينها العاصمة صنعاء على بعد نحو 230 كيلومترا شرقا.
وحذرت منظمة أوكسفام الدولية من أن تصاعد القتال حول مدينة الحديدة اليمنية يهدد بقطع الإمدادات الحيوية عن ملايين الأشخاص الذين هم على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
من ناحية أخرى، أظهر الحوثيون -حسب مصادر سياسية يمنية- موقفا متصلبا ووضعوا حزمة من الشروط على المبعوث الدولي مارتن غريفيث مقابل الانسحاب من الحديدة.
ومن بين الشروط دفع رواتب العسكريين والمدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها، وإعادة فتح مطار صنعاء ووقف غارات التحالف، وقد علق مسؤولون من حكومة الشرعية على الشروط بأنها معقدة وتحول دون نجاح مساعي الحل السياسي.