عقد مجلس النواب العراقي جلسة تشاورية مع وزراء ومسؤولين لبحث مشكلة الانخفاض الكبير في منسوب مياه نهري دجلة والفرات، وهي مشكلة يسعى العراقيون لحلها دبلوماسيّا مع تركيا.
وقال مراسل الجزيرة وليد إبراهيم إن مجلس النواب حاول عقد جلسة لبحث المشكلة، ولكنه عجز بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لأعضاء المجلس، غير أنه عقد جلسة تشاورية بحضور وزير الزراعة فلاح زيدان وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية.
وأشار المراسل إلى أنه لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي يبين موقف الحكومة، موضحا أن سياسيين عراقيين لا يطلقون على ما يجري أزمة، بل مشكلة يريدون حلها مع تركيا عبر الطرق الدبلوماسية.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور ثابتة انخفاضا كبيرا في منسوب مياه نهر دجلة، خاصة في الموصل (شمالي البلاد) وفي العاصمة بغداد بشكل غير مسبوق، لدرجة بات من الممكن عبور النهر سيرا على الأقدام في العديد من المواقع، وهو ما يهدد النهر العريق بالتوقف عن الجريان في بلاد الرافدين.
وتفاقمت مشكلة المياه في العراق عقب تشغيل تركيا "سد إيليسو" وإنشاء السلطات الإيرانية "سد كولسة" على نهر الزاب الصغير.
وأوضح زانا عثمان مدير مشروع مياه الشرب في قضاء "قلعة دزة" بمحافظة السليمانية أن إنشاء السلطات الإيرانية "سد كولسه" أدى إلى انخفاض مياه نهر الزاب الصغير، ونفوق كثير من الأسماك، وتوقف مشروع المياه، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في المنطقة.
وفي الأثناء، قال سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي إن أزمة المياه باتت تتطلب تدخلا حكوميا عاجلا، وذلك أثناء استقباله السفير التركي في بغداد.
من جهته، قال وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي اليوم الأحد إن مقدار الخزين المائي في العراق هو 17 مليار متر مكعب، لافتا إلى أن هذا الخزين سيؤمن 50% من الخطة الزراعية الصيفية.
ودعا الجنابي الأطراف السياسية العراقية إلى تجنب إقحام وزارته في جدل سياسي، بسبب أزمة انخفاض منسوب المياه في نهر دجلة.
وأضاف أن وزارته تقوم بتحركات دبلوماسية مع دول الجوار العراقي لحل أي أزمة تخص المياه في العراق.
بدوره، أمهل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال حيدر العبادي بضعة أيام لمعالجة أزمتي المياه والكهرباء التي تعصف بالعراق.
وقال الصدر -في بيان له اطلعت عليه الأناضول- "إذا كان انتصارنا (تحالف سائرون)، أو انتصار الإصلاح بداية للانتقام من العراق والعراقيين، فإنني لن أسمح بذلك".
ويعتمد العراق في تأمين المياه بشكل أساسي على نهري دجلة والفرات وروافدهما التي تنبع جميعها من تركيا وإيران وتلتقي قرب مدينة البصرة (جنوب العراق) لتشكل شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.
وكانت دراسات سابقة أجرتها وزارة الموارد المائية العراقية حذرت من انخفاض حصة العراق من مياه دجلة، بسبب السدود التي تنشئها تركيا.