قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي أمس السبت إن إنهاء التدهور الحاصل في اليمن لن يكون إلا عبر مفاوضات سياسية، وذلك في وقت تتوقع فيه أطراف دولية اندلاع أزمة إنسانية بسبب معركة ميناء الحديدة (غربي اليمن).
وصرح المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية اليوم الأحد بأنها حثت ولي العهد السعودي على دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
وأضاف المتحدث أن ماي ناقشت مع ابن سلمان الوضع الإنساني في اليمن، وضرورة بذل كل ما هو ممكن لتخفيف معاناة اليمنيين.
وقال مراسل الجزيرة محمد معوض من لندن إن هذا الاتصال يأتي في ظل مخاوف دولية متنامية من أزمة إنسانية محتملة قد تسببها معركة الحديدة التي تلوح في الأفق.
وأضاف أن بريطانيا والمجتمع الدولي يحاولان -في ما يبدو- حث السعودية والإمارات على وقف التقدم نحو الحديدة خوفا من تداعيات القتال.
مخاوف دولية
وأشار المراسل إلى أن محادثة ماي مع ولي العهد السعودي جاءت بعدما قال المبعوث الأممي غريفيث إن إصرار القوات السعودية والإماراتية على السيطرة على ميناء الحديدة يعني أنهما لا يريدان السلام على طاولة المفاوضات.
ووصلت القوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية قبل أيام إلى مشارف مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتواصل القوات تقدمها صوب المدينة من جهة الجنوب.
ويسعى التحالف العربي لطرد الحوثيين من الحديدة، التي يقول إنهم يعتمدون عليها كمنفذ رئيسي للحصول على الأسلحة من الخارج. وتؤكد منظمات الإغاثة الدولية أن الحديدة هي منفذ لنحو 70% من المساعدات الإنسانية لليمن منذ اندلاع الحرب الأخيرة عام 2015.
وعبرت الأمم المتحدة في وقت سابق عن قلقها الشديد من الأوضاع في محيط الحديدة، وقالت إن أي تصعيد للقتال سيطلق موجة نزوح جديدة.
وناقشت رئيسة الوزراء البريطانية مع ولي العهد السعودي أيضا الوضع في أسواق النفط العالمية، والاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، وقالت ماي إن الاتفاق هو "أفضل سبيل لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية"، بحسب بيان صدر عن مكتبها.
وأضاف البيان أن ماي وابن سلمان "أكدا ضرورة التعامل مع أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وفي إطار ذلك أشارت رئيسة الوزراء إلى أهمية التعاون بين البلدين لحماية السعودية من هجمات الصواريخ البالستية".