عقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اجتماعا مع يونغ شول نائب زعيم كوريا الشمالية في نيويورك الليلة الماضية، وذلك في أجواء وصفت بالودية على مائدة عشاء أقامها بومبيو في أحد مقرات الخارجية الأميركية.
ويأتي اللقاء في محاولة لإنقاذ القمة المتوقعة الشهر المقبل بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بـسنغافورة في 12 من الشهر المقبل.
ويعقد بومبيو مع ضيفه الكوري الشمالي سلسلة اجتماعات على مدى يومين بغية إزالة العوائق التي قد تعترض عقد القمة.
وتعليقا على زيارة المسؤول الكوري الشمالي الذي يعد أرفع مسؤول كوري شمالي يزور الولايات المتحدة منذ عام 2000، قال البيت الأبيض إن المحادثات ستركز على نزع سلاح بيونغ يانغ النووي.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن واشنطن متمسكة بالنزع الكامل للسلاح النووي في منطقة شبه الجزيرة الكورية.
ترامب كان قد ألغى في وقت سابق من الأسبوع الماضي القمة بعدما عبرت كوريا الشمالية عن غضبها إزاء تعليقات لمسؤولين أميركيين (رويترز) |
حالة من الشك
وكانت حالة من الشك قد خيمت مؤخرا على عقد القمة بين أميركا وكوريا الشمالية مع اختبار كل من الدولتين الصلابة الدبلوماسية للأخرى عندما ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي القمة بعدما عبرت كوريا الشمالية عن غضبها إزاء تعليقات لمسؤولين أميركيين. لكنه قال لاحقا إنه يعيد النظر في موقفه، ومضى مسؤولو البلدين في الترتيب للقمة.
وأمس قال البيت الأبيض إن المفاوضات الجارية في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود بين الكوريتين بشأن القمة المحتملة بين ترامب وكيم جونغ أون تسير على ما يرام وتوقع انعقاد الاجتماع التاريخي في موعده المقرر في 12 من الشهر القادم.
وبشكل منفصل، قال الأميرال هاري هاريس قائد الأسطول الأميركي في المحيط الهادي المنتهية ولايته ومرشح ترامب لتولي منصب السفير الأميركي في كوريا الجنوبية، إن كوريا الشمالية لا تزال أخطر تهديد وشيك يواجه الولايات المتحدة.
وأضاف "امتلاك كوريا الشمالية قدرات نووية مع صواريخ يمكنها الوصول إلى الولايات المتحدة أمر غير مقبول".
وأفاد مسؤول أميركي أن المفاوضات بشأن جدول أعمال القمة تسير ببطء حتى الآن وبأن القضيتين الرئيسيتين، وهما نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية وما إذا كان الجانبان سيتخذان إجراءات بشكل متزامن أو على نحو منفصل، لم تحسما بعد.
وتعهد ترامب بألا يسمح لكوريا الشمالية بتطوير صواريخ نووية من شأنها أن تصيب الأراضي الأميركية ويريد من كوريا الشمالية أن "تنزع أسلحتها النووية" أو تتخلص منها.
لكن من المعتقد أن القيادة في بيونغ يانغ تعد الأسلحة النووية حاسمة لبقائها وترفض نزعها من جانب واحد.
وتدافع كوريا الشمالية عن برامجها النووية والصاروخية باعتبارها رادعا ضد ما ترى أنها طموحات أميركية للإطاحة بقيادتها وتوحيد شبه الجزيرة الكورية. وتنشر الولايات المتحدة 28500 جندي في كوريا الجنوبية، فيما يمثل إرثا للحرب الكورية التي دارت رحاها بين 1950 و1953.