ذكرت نيويورك تايمز أن الرئيس دونالد ترامب اعترض على قرار وزير العدل جيف سيشنز النأي بنفسه عن التحقيقات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
وكشفت الصحيفة أن ترامب وبَّخ سيشنز وطلب منه في مارس/آذار الماضي إعادة النظر في قراره، مضيفة أن الرئيس أبلغ مساعديه أنه يريد تعيين موالٍ له للإشراف على التحقيقات.
ووصفت نيويورك تايمز طلب الرئيس بأنه "غريب، ربما غير لائق" قائلة إن سيشنز رفض الاستجابة للطلب.
ويتحرى المحقق الخاص روبرت مولر في "المواجهة" التي حدثت بين الرئيس والوزير التي تجلت في الهجوم الشخصي والعلني الذي شنه ترامب على سيشنز ومساعيه لحمله على الاستقالة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين وحاليين بإدارة الرئيس -وصفتهم بالثقات- أن ترامب ظل يتحدث بإسهاب لعدة شهور عن نأي سيشنز بنفسه عن التحقيقات.
ورأت أن اهتمام مولر بالمواجهة بين الرجلين يشي بأن سيشنز تغاضى عن دوره كشاهد رئيسي في التحقيق فيما إذا كان ترامب حاول عرقلة سير القضية نفسها.
كما يوحي ذلك بأن عرقلة سير التحقيقات أكبر مما كان يُعتقد على نطاق واسع في السابق، وأن التحريات لا تقتصر على مواجهات الرئيس مع معاونيه وإقالته مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي، بل تشمل كذلك علاقته بسيشنز.
ومارس المحققون ضغوطاً على مسؤولي البيت الأبيض السابقين والحاليين بشأن معاملة ترامب لسيشنز، وما إذا كانوا يرون أن الرئيس يحاول بذلك إعاقة التحقيقات في التدخل الروسي.
وأجرى فريق المحققين التابع لمولر لقاءات مطولة مع وزير العدل في يناير/كانون الثاني الماضي. وقالت الصحيفة إن من بين أكثر من أربعين سؤالا ينوي مولر توجيهها لترامب ثمانية منها تتعلق بسيشنز.
غير أن ردولف جولياني كبير محامي الرئيس، قال إن ترامب إذا ما وافق على الإجابة عن أسئلة المحقق الخاص -في المقابلة التي ما تزال في طور التفاوض- فإنه لا ينبغي إرغامه على الكشف عما دار في محادثاته السرية مع كبار المسؤولين بإدارته.
واعتبر جولياني أن التطرق لموضوع وزير العدل في التحقيقات سيشكل "سابقة سيئة" لرؤساء الولايات المتحدة في المستقبل.
وكان سيشنز قد منح المحقق الخاص صلاحية الإشراف على التحقيقات، بعد أن تأكدت لقاءات سيشنز بالسفير الروسي حينما كان عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي.