وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت في بيان الليلة الماضية إن بلادها "ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة ردا على انتهاكات نظام الأسد بوصفها ضامنا لمنطقة عدم التصعيد تلك، بالاتفاق مع روسيا والأردن".
وجاء التحذير الأميركي بعد إلقاء قوات النظام منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة، وتدعو المقاتلين المعارضين إلى إلقاء السلاح.
وطبعت على إحدى المنشورات صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق "لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح.. اترك سلاحك قبل فوات الأوان".
وكتب على منشور آخر "أمامك خياران، إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح، رجال الجيش العربي السوري قادمون، اتخذ قرارك قبل فوات الأوان".
وتوجهت المنشورات إلى أهالي درعا تدعوهم إلى "مشاركة الجيش في طرد الإرهابيين". ووقعت باسم "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة".
وترافق إلقاء تلك المنشورات مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في دمشق وطرده منها الأسبوع الماضي.
وتسيطر فصائل معارضة تعمل تحت مظلة النفوذ الأردني والأميركي على 70% من محافظة درعا وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة بحسب المرصد.
وتوجد الفصائل المعارضة عملياً في المدينة القديمة الواقعة في القسم الجنوبي من درعا، بينما تحتفظ قوات النظام بسيطرتها على الجزء الأكبر شمالاً حيث الأحياء الحديثة ومقرات مؤسسات الدولة.
ويأتي تحذير واشنطن أيضا بعد أسابيع من هجوم مماثل في منطقة عدم تصعيد في شمال شرق سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
وصدت القوت البرية والجوية الأميركية الهجوم الذي استمر أكثر من أربع ساعات، وقتلت ربما نحو ثلاثمئة من أفراد فصائل مؤيدة للأسد معظمهم من المرتزقة الروس.
وبعد حسم قوات النظام معركة الغوطة الشرقية ثم دمشق ومحيطها، رجح محللون أن تشكل محافظة درعا الوجهة المقبلة للجيش وحلفائه.
ويرى هؤلاء أن قوات النظام حاليا في أقوى وضع لها منذ الأشهر الأولى من الثورة عام 2011، على الرغم من أن الطريق مازال طويلا أمام تحقيق الأسد هدفه بإعادة بسط سيطرته على كل سوريا.
وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سوريا إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات أستانا. واتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن في يوليو/تموز على وقف إطلاق النار فيها.
وحاولت قوات النظام العام الماضي مراراً التقدم الى أحياء سيطرة الفصائل في المدينة، وخاضت ضدها معارك عنيفة من دون أن تحرز تقدماً.