اعتبر بيان القمة الإسلامية في إسطنبول أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، وأن نقل السفارة الأميركية لا يغير وضعها، واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدعم جرائم الاحتلال، داعيا إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وأدان البيان الذي حصلت الجزيرة على نسخة منه الأعمال الإجرامية للقوات الإسرائيلية في غزة إزاء الفلسطينيين العزل، وقال إن نقل السفارة الأميركية للقدس يشجع الاحتلال على استهداف الفلسطينيين.
وانتقد البيان نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، وأكد أن ذلك لا يغير شيئا في أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، ودعا إلى اتخاذ خطوات لمنع دول أخرى من نقل سفاراتها إلى القدس.
وفي جلسة الافتتاح، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القدس هي قضية المسلمين جميعا، وأن أي هجوم عليها هو هجوم عل كل قيم الديانات السماوية الثلاث، وطالب بأن يأخذ المسلمون حقهم بأنفسهم لأنه "لن يتفضل علينا أحد بإعطائنا حقنا على طبق من ذهب".
وذكر أردوغان أن القضية الفلسطينية ستنقل مجددا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لأن أي خطوة تجري داخل مجلس الأمن تُقابل بـ"فيتو" أميركي.
وأوضح أن الإدانات والصراخ والغضب لم يضع حدا للظلم والاحتلال، ولن يوقفهما كذلك في المستقبل، وشدد على أن القدس "مدينة مقدسة لا يمكن تركها تحت رحمة دولة إرهابية يداها ملطختان بدماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء".
وطالب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين بتشكيل لجنة خبراء مستقلة للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة على حدود غزة، وأضاف أن التحقيق الدولي في الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في 14 مايو/أيار الجاري هو مطلب ملح وعادل.
ودعا كافة الأطراف الفاعلة إلى "الانخراط في رعاية عملية سياسية متعددة الأطراف في إطار زمني محدد، وعلى مبدأ إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على أن نقل السفارة الأميركية للقدس يقوّض عملية السلام في الشرق الأوسط، وتساءل عن سر إفلات إسرائيل دائما من العقاب.
وأكد الشيخ الصباح أن عدم مساءلة إسرائيل عن جرائمها سيخلق بيئة من العنف وعدم الاستقرار، مؤكدا أن بلاده لن تدخر جهدا في دعم القضية الفلسطينية.
ملك الأردن عبد الله الثاني أكد من جانبه أن السلام هو الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مبرزا أن القدس الشرقية أرض محتلة، وهي من قضايا الحل النهائي.
وصرح بأن بلاده ستتعاون مع الأشقاء لمواجهة تداعيات قرار نقل السفارة الأميركية للقدس، كما سيتم التنسيق مع السلطة الفلسطينية ومع منظمة التعاون الإسلامي للتصدي لأي تغيير للوضع التاريخي للقدس.
وأوضح رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله أنه لا سلام ولا استقرار دون حرية القدس، مشددا على أن نقل السفارة الأميركية للقدس عمل عدواني وتشجيع لإسرائيل وممارساتها ضد الفلسطينيين، وتدمير للحل السلمي على أساس الدولتين.
وقال إن قرار نقل السفارة الأميركية للقدس يجعل واشنطن شريكة لإسرائيل في جرائمها ضد الفلسطينيين، داعيا إلى دعم القضية بكل الوسائل لتعزيز صمود الفلسطينيين وخاصة في القدس الشرقية.
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "المجرمين الصهاينة" بارتكابهم تلك الجرائم ضد الفلسطينيين يتحدون الجميع، مشددا على أن البيت الأبيض أظهر أنه لا يتخوف من هدم أسس النظام الدولي ومبادئه، معتبرا نقل السفارة إلى القدس ضوءا أخضر لسلطات الاحتلال لارتكاب جرائمها.
وشرح روحاني أن الاحتلال لم يكن ليرتكب جرائمه لو وجد الأمة موحدة، داعيا لتحرك تجاري واقتصادي ضد الإدارة الأميركية وإسرائيل.
والتقط الرئيس التركي أردوغان صورا تذكارية مع المسؤولين المشاركين، وبينهم رؤساء تسع دول، ونواب رؤساء، ورؤساء وزراء، ورؤساء برلمانات.
ويشارك في القمة وزراء خارجية 15 دولة بينها المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين، بينما تشارك الإمارات العربية المتحدة بمستوى وزير دولة.
وكانت مسودة بيان الاجتماع الاستثنائي لقمة منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في إسطنبول قد دانت الأعمال الإجرامية للاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وحذرت من مبادرة دول أخرى لنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.
وحمّل البيان سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الفظاعات التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما القتل المتعمد لأكثر من ستين فلسطينيا وإصابة نحو 2700 آخرين.
ودعت مسودة البيان المجتمع الدولي -ولا سيما مجلس الأمن- إلى الوفاء بالتزاماته القانونية في الدفاع عن القانون والنظام الدوليين فيما يتعلق بفلسطين، وضمان مساءلة إسرائيل عن جرائمها.