قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار إن الحركة جنحت مؤخرا للمقاومة السلمية الشعبية بشكل مؤقت، نظرا لتعقيدات الظروف الدولية والإقليمية والمحلية.
وفي حوار مع الجزيرة اليوم الأربعاء، شدد السنوار على أنه كان بإمكان رجال المقاومة إمطار السفارة الأميركية بالصواريخ أثناء تدشينها في القدس المحتلة، ولكنهم خلعوا بزاتهم العسكرية مؤقتا وانضموا للمسيرات والمقاومة السلمية التي يعترف بها العالم.
وأضاف "ذهبنا إلى هذا الخيار من منطلق القوي المقتدر الذي يمتلك الكثير من وسائل القوة التي يمكن أن يلجأ إليها في الوقت المناسب".
وخاطب العالم الإسلامي قائلا "يمكنكم الاطمئنان على وضع المقاومة وأن خزان الثورة في غزة وفي الضفة يمتلك قدرات رائعة، وإذا لزم الأمر سنرضي ربنا ونثلج صدور أمتنا وأحرار العالم".
مسيرات العودة
وتعهد بالعمل على عدم انزلاق مسيرات العودة إلى مواجهة عسكرية "ولكن هذا السقف له حدود"، قائلا إن حماس لن تتأخر عن مواجهة العدو إذا كان ذلك ضروريا.
وقال رئيس حركة حماس بغزة إن مسيرات العودة أعادت للوعي العربي والعالمي التشبث بحق العودة بعد أن حاول الكثيرون إلغاءه وطمسه من ذاكرة الأجيال الفلسطينية.
وأضاف أن المسيرات حققت أهدافا أخرى بينها تأكيد الشعب الفلسطيني رفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وإجبار العالم على دراسة حصار غزة بشكل جدي.
حماس والقاهرة
وبخصوص زيارة وفد حماس للقاهرة، قال إن الجانبين أكدا على أهمية علاقاتهما، وإن مصر أكدت وقوفها إلى جانب أهالي القطاع ودعمها لمسيرات العودة.
وأوضح أن القاهرة عبّرت عن حرصها على عدم انزلاق المسيرات إلى المواجهة العسكرية، قائلا إن حماس وفصائل المقاومة الأخرى تؤيد هذا الطرح.
وقلل السنوار من قيمة التهديدات التي توجهها إسرائيل لقادة حماس، مرحبا بالموت في سبيل خدمة الدين والقضية والشعب.
ونفى بشدة اتهامات الاحتلال وأنصاره لحماس بأنها تستخدم الأطفال دروعا بشرية، أو أنها تدفع المدنيين للموت لتحقيق مكاسب سياسية.
الضفة والأسرى
وفي الجانب المحلي، دعا السنوار حركة فتح للعمل مع حماس على برنامج وطني سلمي في الضفة الغربية، لأن لدى سكانها مخزونا ثوريا لا يقل عن أهالي غزة.
وطالب "فتح" بتمكين سكان الضفة من التظاهر السلمي وما يقتضيه ذلك من وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبشأن الأسرى، أكد أن تحريرهم أمانة في عنق حماس "وسنفي بوعدنا لأسرانا"، قائلا إن صفقة التبادل جمدت بعد أن تراجعت قيادة الاحتلال للوراء وكذبت على شعبها.
هرولة التطبيع
وتحدث في الحوار عما سماه هرولة العرب للتطبيع مع إسرائيل على حساب قضية فلسطين والمقدسات.
السنوار -الذي دمعت عيناه أكثر من مرة أثناء الحوار- قال إن أبناء غزة جعلوا من أرواحهم ودمائهم سدا يمنع الانهيار العربي، ويحول دون الهرولة للتطبيع مع الكيان المغتصب.