يواصل الناخبون العراقيون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الرابعة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، لكن لا يتوقع كثير منهم أن يفي القادة الجدد للبلاد بوعود الاستقرار والازدهار الاقتصادي المنشود.
وقال مدير العمليات في مفوضية الانتخابات صفاء الجابري إن إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع بدأ يزداد بشكل تدريجي. وأضاف في تصريحات صحفية من مقر المفوضية أن "محافظات كربلاء والأنبار وبغداد شهدت إقبالا جيدا للناخبين، ونتوقع تزايد كثافة المشاركين في الانتخابات".
وذكر الجابري أن بعض الإرباك حصل لموظفي الاقتراع في العمل على الأجهزة الإلكترونية وتم تجاوزه.
وتجرى الانتخابات هذا العام في 18 محافظة، ويحق لنحو 24.5 مليون عراقي الإدلاء بأصواتهم فيها لاختيار 329 عضوا لمجلس النواب من بين نحو سبعة آلاف مرشح، وتتم عملية التصويت بحسب قانون نسبي على أساس قوائم مغلقة ومفتوحة، وتوزع الأصوات على المرشحين ضمن 87 قائمة.
إجراءات أمنية مشددة أمام مراكز الاقتراع في بغداد (رويترز) |
الهاجس الأمني
وشغل الهاجس الأمني كثيرا من العراقيين في يوم الانتخابات، ودعا مركز الإعلام الأمني المواطنين إلى عدم الانسياق وراء "الأكاذيب" التي تروج لخطورة الوضع الأمني أثناء الاقتراع.
وقال مراسل الجزيرة نور الدين الدغير من أمام أحد مراكز الاقتراع في بغداد إن التصويت يجري بسلاسة على المستوى التقني، مشيرا إلى أن الاقتراع يجرى باستخدام أجهزة إلكترونية.
وذكر المراسل أن قائد شرطة بغداد أبلغه أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع التحذير الذي أطلقته السفارة الأميركية في بغداد بشكل جدي. وكانت السفارة الأميركية قد حذرت من وقوع هجمات على مراكز انتخابية في عموم العراق.
في غضون ذلك، أدلى عدد من كبار المسؤولين والشخصيات العراقية بأصواتهم في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، وأدلى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بصوته في الدائرة الأولى بالمنطقة الخضراء، وهي الدائرة نفسها التي أدلى فيها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بصوته فيها.
مخالفات
وقال إياد علاوي نائب رئيس الجمهورية زعيم ائتلاف الوطنية الانتخابي عقب إدلائه بصوته في المنطقة الخضراء إن هناك مخالفات كثيرة وقعت أثناء العملية الانتخابية، وإن استمرار مثل هذه المخالفات سيؤثر على نتائج الانتخابات.
أما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فقد أدلى بصوته في مسقط رأسه بحي الكرادة في بغداد، وقال إن هذه الانتخابات ستحدد مستقبل العراق، داعيا العراقيين إلى المشاركة الفاعلة فيها.
وأدلى رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني بصوته في مدينة أربيل، وقال إن من حق الأكراد كشريك في العراق أن يكون لهم أحد المناصب السيادية.
هادي العامري وصف بأنه مرشح إيران المفضل لقيادة الحكومة العراقية المقبلة (رويترز) |
ثلاثة قادة شيعة
من ناحية أخرى، قالت وكالة رويترز للأنباء إن الشخصيات الثلاث المرشحة لرئاسة الوزراء -وهي رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، وسلفه نوري المالكي، والقيادي بالحشد الشعبي هادي العامري- تحتاج إلى دعم إيران .
وذكرت الوكالة أن العامري هو المرشح المفضل لدى إيران، وأنه يعول على الدور الذي قام به الحشد الشعبي في قتال تنظيم الدولة الإسلامية للفوز في الانتخابات. وهذه أول انتخابات برلمانية بالعراق منذ إعلان القضاء على تنظيم الدولة في البلاد.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه للمرة الأولى لا تشارك الأحزاب الشيعية التي هيمنت على الحياة السياسية في العراق لـ15 عاما في قائمة موحدة بسبب "صراع شرس على السلطة".
وقد فتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 8959 مركزا أبوابها الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (الرابعة بتوقيت غرينتش) وتغلق السادسة مساء (الثالثة بتوقيت غرينتش) بحسب ما أعلنه رئيس الإدارة الانتخابية لمفوضية الانتخابات رياض البدران.