وتضم المرافق الأمنية التي وُضع حجر الأساس لبنائها ثمانية مشاريع تتعلق بشرطة الدوريات والسير والأمن العام.
وتندرج هذه المشاريع في إطار ممارسة الحكومة اليمنية الشرعية سيادتها على الجزيرة، خصوصا بعد التوتر الذي شاب العلاقة مع أبو ظبي، عقب إرسالها قوات عسكرية معززة بآليات ثقيلة إلى سقطرى سيطرت على المطار والميناء.
وقال وكيل وزارة الداخلية اليمنية اللواء أحمد مسعود إن الأجهزة الأمنية اليمنية ستظل الحارس الأمين لمحافظات البلاد، وإن هذه القوات لن تسمح، رغم الإمكانيات البسيطة حاليا، لمن يعتقد أنه أقوى من أبناء الشعب اليمني أن يتجاوزها. وأضاف مسعود أن سقطرى ستبقى القلب النابض لليمن.
ويأتي ذلك بالتزامن مع حالة رفض واسعة في أوساط اليمنيين جراء الممارسات الإماراتية في اليمن.
السيادة الوطنية
وأصدرت الحكومة اليمنية بيانا بشأن التطورات في جزيرة سقطرى، وقالت إن الإجراء العسكري الإماراتي في الجزيرة غير مبرر.
وأوضحت الحكومة في بيانها أن ما حدث يعد انعكاسا لحالة الخلاف بين الشرعية والإمارات، وخللا في العلاقة بينهما، وأن تصحيحه مسؤولية الجميع.
وأشارت إلى أن جوهر خلافها مع الإمارات يدور حول السيادة الوطنية ومن يحق له ممارستها.
وقال البيان إن ثلاث طائرات عسكرية إماراتية تحمل عربات مدرعة ودبابات وأكثر من خمسين جنديا وصلت إلى سقطرى، مضيفا أن القوة الإماراتية سيطرت على منافذ مطار وميناء سقطرى وأبلغت الموظفين بانتهاء مهمتهم.
وكان مصدر يمني قد ذكر أن الحكومة اليمنية أبلغت لجنة أرسلتها السعودية للوقوف على الإجراءات العسكرية التي اتخذتها الإمارات في الجزيرة، بضرورة مغادرة القوات الإماراتية سقطرى، وأضاف أن الحكومة لديها أوامر رئاسية بالبقاء في سقطرى حتى إنهاء المشكلة. وأوضح المصدر للجزيرة أن الاجتماع الأول بين اللجنة السعودية والحكومة اليمنية بأرخبيل سقطرى انتهى دون نتائج.
مظاهرة نسائية في مدينة حَديبو العاصمة الإدارية لمحافظة أرخبيل سقطرى اليمنية تنديدا لسيطرة قوات عسكرية إماراتية على المطار (الجزيرة) |
طرد الإمارات
في الأثناء، نقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن مسؤول يمني أن الحكومة الشرعية تدرس إرسال رسالة إلى الأمم المتحدة تطالب بطرد الإمارات من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والذي تدخل عام 2015 لدعم الشرعية بعد سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على مقاليد السلطة في صنعاء.
وردا على سؤال عما إذا كانت تحركات أبو ظبي في سقطرى نوعا من الاحتلال، قال المسؤول اليمني "ماذا يمكن أن نسمي ذلك؟".
وأشارت الوكالة إلى أن مسؤولين بمكتب هادي قالوا إن اقتراح بعث رسالة للأمم المتحدة تطالب بإنهاء دور الإمارات في التحالف لم يلق ترحيبا من الرئيس هادي الذي يتخوف من أن يثير الأمر غضب السعودية.
من جانبه، قال وزير النقل اليمني صالح الجبواني على حسابه على تويتر إن الرئيس اليمني وحكومته عُزّل من كل شيء إلا الإيمان باليمن وسيادته ووحدة أراضيه، وإن هادي وحكومته هما خط الدفاع عن اليمن، وإن وقوف الشعب خلف الرئيس والحكومة واجب وطني وأخلاقي يفترض أن يترجم في مظاهرات كبرى في كل مكان.
وبدوره، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين ضيف الله الشامي في مداخلة مع الجزيرة إن ما يجري في اليمن -سواء في الجنوب أو في جزيرة سقطرى- هو نتيجة توزيع الأدوار بين الإمارات والسعودية، مضيفا أن الحديث عن جهل السعودية بما يجري في جزيرة سقطرى كلام غير واقعي وعارٍ عن الصحة، بحسب تعبيره.