الخرطوشة الاخيرة لرئيس الحكومة سعد الحريري اطلقها من شوارع بيروت، بعدما قام بجولة شعبية في المناطق لاسيما الطريق الجديدة، في محاولة لتجييش الجماهير، وتشجيعهم على التصويت له في الانتخابات النيابية التي باتت قاب قوسين او ادنى... بعفويتهم نزل البيروتيون لاستقبال سعد، نسوا في لحظة وضعهم الاقتصادي المنهار، والباطلة التي عانوا ويعانون منها منذ سنوات طوال، عاشوا روح اللحظة والنشوة التي يحاول الحريري اللعب عليها والاستفادة منها حتى انتهاء يوم الاقتراع، وبعدها لا يعنيه كل من وقف وهتف له ، اذ سيكون حينها قد حصل على مبتغاه.
عن مكر ودهاء حدد الحريري تاريخ زيارته الى بيروت، قبل يومين من موعد الانتخابات، اراد بجولته ان يضخ الاوكسجين في نفوس تنازع بعد كل ما عاناته بسببه، حاول ان يكون القاتل والمنقذ... لكن السؤال ماذا بعد انتخابه في 6 ايار،ه8ل سيكرر جولاته للعاصمة، ام ان امنّه سيصبح مهدداً كما اعتاد القول؟ هل سيعمل على توظيف البيروتيين؟ هل سيعطي اوامره للمستشفيات باستقبالهم من دون اموال؟ هل سيعمل لاقرار قانون ضمان الشيخوخة؟ هل سيمنع زيادة الضرائب؟ هل سيحارب الفساد ويحل ازمة الكهرباء والماء وغيرها الكثير من الملفات؟
ان جولة الحريري اليوم لن تطعم الفقراء خبزاً، ولن تنهي مآسي الناس، وليستوعب البيروتيين ان زيارته لهم ليست محبة بل مصلحة والا لما لم يزرهم منذ نجاحه في الانتخابات السابقة... ايها البيروتيون انتم بحاجة الى التغيير، الى نواب يمثلونكم في كل وقت وحين، ابوابهم مفتوحة لكم وخدماتهم لا تنقطع عنكم، لا الى من يفتحه بابه لكم ويزركم عندما تدعو مصلحته.