تواصلت اليوم للجمعة السادسة على التوالي مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وبدأت جماهير غفيرة منذ الصباح المشاركة في فعاليات اليوم، التي أطلق عليها اسم "جمعة عمال فلسطين الصامدين".
وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المدمع والرصاص الحي تجاه المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة عدد من الشبان الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة إن عشرة فلسطينيين أصيبوا اليوم الجمعة بجراح مختلفة وبالاختناق جرّاء استهداف الجيش الإسرائيلي المتظاهرين السلميين قرب السياج الأمني على حدود غزة.
المتظاهرون يطلقون الحمام خلال مسيرات اليوم (رويترز) |
ومنذ الصباح الباكر، أحضر شبان إطارات سيارات إلى مسافة تقل عن خمسمئة متر من السياج الحدودي استعدادا لإشعال النار فيها لدفعها نحو السياج وليشكل دخانها ساترا يعوق القناصة الإسرائيليين عن التصويب تجاههم.
وعزز جيش الاحتلال وجوده على طول الحدود مع قطاع غزة، وذلك في ثلاث حلقات تبدأ من السياج الأمني وحتى البلدات الحدودية، وتضم القوات العسكرية وحدات خاصة وفرقا قناصة، فضلا عن وحدة من المدرعات المنتشرة على امتداد الحدود.
وهدد الجيش الإسرائيلي باستهداف الفلسطينيين الذين يطيّرون الطائرات الورقية المحملة بزجاجات حارقة، والرد على ذلك باستهداف مواقع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتسببت الطائرات الورقية في حرائق هائلة في مزارع الإسرائيليين المتاخمة للحدود.
جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز على المتظاهرين السلميين (رويترز) |
الخط الأخضر
كما نظمت لجنة المتابعة العليا داخل الخط الأخضر مظاهرة شمال قطاع غزة في الطرف الآخر من السياج الأمني شارك فيها العشرات، في إطار ما سمته التلاحم مع مسيرة العودة، واعتبرت اللجنة أن هذا التحرك يعبّر عن تلاحم الفلسطينيين فيما يتصل بحق العودة والتمسك به ورفض أي بدائل عنه.
وجرت المظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة، وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة إن الفلسطينيين داخل الخط الأخضر هم حراس الوطن، وإنهم ينتظرون عودة أبناء شعبهم إلى ديارهم التي هُجروا منها.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قالت إن 45 فلسطينيا استشهدوا بنيران قوات الاحتلال وأصيب أكثر من 6500 آخرين منذ بدء فعاليات مسيرات العودة على حدود قطاع غزة الشرقية.
وفي السياق أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) استشهاد خمسة وإصابة مئات الأطفال الفلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال المظاهرات السلمية الواسعة في القطاع.
ومن المقرر أن تبلغ الاحتجاجات ذروتها في ذكرى النكبة التي تحل يوم 15 مايو/أيار، وهو اليوم الذي شهد تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين في العام 1948.