أوقع الهجوم الذي استهدف اليوم الأربعاء المفوضية العليا للانتخابات في طرابلس وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية؛ 12 قتيلا وفق حصيلة رسمية، وزاد الشكوك في إمكانية تنظيم انتخابات في ليبيا هذا العام.
واقتحم مسلحان مقر المفوضية في حي "غوط الشعال" وسط غرب العاصمة الليبية بعدما قتلا الحراس، ثم أطلقا النار على الموظفين داخله قبل أن يفجرا نفسيهما إثر تدخل قوات الأمن. وقالت وكالة رويترز إن تنظيم الدولة تبنى الهجوم.
وبينما قال أحد الموظفين إن المهاجميْن كانا يكبّران أثناء إطلاق النار، قال مراسل الجزيرة أحمد خليفة إن مصادر أمنية ليبية أبلغته بأن المهاجمين من تنظيم الدولة وكانا يرتديان حزامين ناسفين.
وأشار إلى تضارب بشأن حصيلة الهجوم، حيث تتحدث بعض المصادر عن 16 قتيلا وأخرى عن 11 قتيلا، في حين أعلنت وزارة الصحة الليبية أن عدد القتلى 12 بينهم أربعة من حراس المبنى وثلاثة موظفين، بالإضافة إلى المسلحين اللذين عثر على أشلاء يرجح أنها تعود لهما.
وأفاد المراسل بأن المسلحين أطلقا النار بكثافة خارج وداخل مبنى المفوضية، موضحا أنه سمع دوي تفجيرين وقع الأول في الدور السفلي بينما وقع الآخر في الدور الثاني ونتج عنه حريق أتى على أجزاء واسعة من المبنى.
وتابع أن تدخل قوات الردع والدعم المركزي أنهى الهجوم، مشيرا إلى أن قوات الأمن انتشرت لاحقا حول مؤسسات مهمة في طرابلس كخطوة احترازية.
ويأتي الهجوم على المفوضية العليا للانتخابات بعد تمكنها خلال وقت قصير من تسجيل أعداد مهمة من الناخبين الجديد، وتأكيدها أنها مستعدة للإشراف على انتخابات محتملة قد يتم الاتفاق بشأنها بين مختلف القوى الليبية.
كما أنه يأتي الهجوم في ظل دعوات متتالية من الفرقاء السياسيين والمجتمع الدولي بضرورة الذهاب إلى الانتخابات وإنهاء انقسام المؤسسات. ومن شأن هذه العملية أن تقوض الأمل في إجراء انتخابات في ليبيا بحلول نهاية العام الجاري. وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أشار إلى هذه الإمكانية رغم إقرار الأمم المتحدة ومنظمات أخرى بأن الأجواء ليست مهيأة لذلك.
أضرار كبيرة وقعت داخل المبنى جراء تفجير المهاجمين نفسيهما والحريق الذي شب فيه (الجزيرة) |
حداد وإدانات
في هذه الأثناء، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الحداد الوطني على ضحايا هجوم طرابلس لمدة ثلاثة أيام. وقالت حكومة الوفاق في بيان إن الهجوم لن يثنيها عن دعم المفوضية، وأكدت التزامها بالمسار الديمقراطي لإجراء الانتخابات التي قالت إنها ستصل بليبيا إلى بر الأمان.
من جهته، أدان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا الهجوم على مفوضية الانتخابات ووصفه بالإرهابي، وحث مجلس النواب المنعقد في طبرق على التوافق لتنفيذ الاستحقاقات الدستورية، وإنهاء المرحلة الانتقالية، وتوحيد مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة الأمنية.
وبينما طالبت دار الإفتاء الليبية السلطات المسؤولة بسرعة التحقيق للكشف عمن وصفتهم بالمجرمين، قررت مديرية أمن طرابلس تعليق جميع الأنشطة الرياضية في المدينة.
من جهتها، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا السلطات إلى ملاحقة من سمتهم المجرمين والاقتصاص منهم بأسرع وقت، ووصفت الهجوم على المفوضية بالإرهابي.
وقالت البعثة في بيان إن هذه الاعتداءات الإرهابية لن تثني الليبيين عن المضي قدما في مسيرة إرساء الوحدة الوطنية ودولة القانون والمؤسسات.